يعقد قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة الملك سعود في شهر مارس المقبل ندوته الدولية، التي تحمل عنوان (قضايا المنهج في الدراسات اللغوية والأدبية: النظرية والتطبيق).
وهي ندوة موسعة تتناول محاور عدة: تبدأ بقضية المنهج وماهيته، وهي خطوة رائدة توضح معالم الطريق جيدًا قبل الدخول في مناقشة صلب المناهج، خصوصًا إذا ما تابعنا الأبحاث المعروضة وما تقدمه من رؤى جديدة تفتح آفاقًا رحبة للتفكير في مختلف القضايا المطروحة.
وتتابع المحاور بعد ذلك؛ فتبدأ بإثارة تساؤلات حول مدى موافقة المناهج اللغوية الحديثة لتراثنا العربي، ثم تتجه إلى رؤية تلك المناهج اللغوية الحديثة ومتابعة تطبيقاتها. ويتبع ذلك مناقشة قضية المنهج في إطار منظومة الشعر العربي القديم. ونحن إذ ذاك نلمح توازيًا للتوجهات اللغوية مع التوجهات الأدبية والنقدية؛ ما يضفي على محاور الندوة سمة الشمولية الهادفة.
وتنتقل الندوة بعد ذلك إلى مناقشة المناهج الحديثة الناجمة عن إسهامات الدراسات البينية ودورها على المستوى النظري والتطبيقي في قضايا المنهج، من قبيل مناهج علم النص وتحليل الخطاب والبلاغة الجديدة والمنهج السيميائي؛ التي تتطلب في متابعتها رؤية واضحة وشاملة لكل التوجهات اللغوية والأدبية ذات الصلة.
إنَّ ندوة قسم اللغة العربية قد حظيت بالعديد من الإيجابيات التي نخص منها بالذكر:
أولاً: التعامل الإيجابي والمثالي لإدارة الندوة، وعلى رأسها الأستاذة الدكتورة نورة الشملان، وفريق العمل الرائع، الذي حمل على عاتقه أمر متابعة المشاركين في الندوة خطوة بخطوة؛ لذلك فإننا بقدر ما نتمنى نجاح الندوة نتمنى أن تستمر كلية الآداب بجامعة الملك سعود في عقدها بشكل دوري؛ لمواكبة ما يستحدث من موضوعات ومناهج، وهو أمر منوط بمثل تلك الندوات الجادة التي تسعى جاهدة إلى تقديم الإفادة العلمية والمعرفية والثقافية الجديدة في المجالات كافة.
ثانيًا: عدم الفصل الحاد بين اللغة والأدب في عرض القضايا المطروحة؛ فهما في النهاية دعامتان متكاملتان تنهض بهما اللغة وما يوازيها من ثقافة. وهذه إضافة قيمة تسعى الندوة من خلالها إلى تقديم رؤية شمولية تخدم - في تطلعها - قضايا اللغة العربية.
ثالثًا: الجمع بين المستوى التنظيري والمستوى التطبيقي في مناقشة قضايا المنهج، وهذا الجمع هو ما يحقق الهدف المنشود، ويثري الجانب التنظيري بالدراسات التطبيقية التي تضيء الكثير من الجوانب النظرية، خاصة في ضوء رؤية التطبيق على النصوص العربية، والكشف عن مدى خصوصية تلك النصوص في ضوء المناهج اللغوية والأدبية والنقدية الحديثة.
ونحن في النهاية نتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى إدارة الندوة ورئيستها الأستاذة الدكتورة نورة الشملان على استضافة هذه الكوكبة من العلماء والباحثين، بما يشكّل التقاءً للثقافات، يحقق بوعيٍ الهدفَ المنشود.