Culture Magazine Thursday  18/06/2009 G Issue 288
قراءات
الخميس 25 ,جمادى الآخر 1430   العدد  288
ألف.. باء.. نت..!!.. مدخل..
عبدالله العييدي

 

(التعليم ليس استعداداً للحياة، إنه الحياة نفسها)..

جون ديوي (1859 - 1952)

تنضوي العملية التربوية والتعليمية في أي مجتمع تحت ما يسمى (الحاجة المتنامية)، وبمعنى آخر.. هي تلك الأدوات التي من شأنها رفع مستوى التعلم والمعلم من خلال أدوات التعليم بما يحقق أعلى مردود على المتعلم. وعندما نحاول تكثيف هذا الجانب نحن نؤمن أن (حاملي رسالة التعليم) من معلمين ومعلمات أفاضل لا يمكن لهم استخدام أدوات مفقودة، فلابد إذن أن يكون لديهم الحد المعقول من هذه الأدوات، لتعزيز عملية التعليم بما يحقق للمتعلم المردود الأمثل مقارنة مع زملائه بدول أخرى.

يقول برتراند راسيل (1872 - 1970) (إن البشر لا يولدون أغبياء.. بل جهلة.. والتعليم يجعلهم أغبياء).. ولو دققنا في هذه العبارة الفلسفية لوجدنا أن بعضاً منها حقيقي.. إذ إن المتعلم عندما يتلقى تعليماً لا يتوافق مع متطلبات العصر، ينتج عن هذا التعليم القصور في الفهم أو الإدراك، ومن خلال قياسات ذكاء محدّدة يمكن لنا الحكم على هذا المتعلم ودرجة ذكائه وما يتحقق له مقارنة بمتطلبات هذا العصر.

الأمية.. تعدّت مرحلة القراءة والكتابة إلى ما هو أكثر تطوراً، فالأمية أصبحت أساساتها مختلفة باختلاف العصر، وربما لو جاءنا أحدهم لا يفقه في عالم (الكمبيوتر) لاستحق وعن جدارة هذه الصفة في هذا الزمن.

تحضرني قصة حدثت في أحد معاقل صناعة البرامج والحاسب الآلي في العالم.. وذلك أن أحد المتقدمين عندما قام بتعبئة استمارة التوظيف لم يضع في خانة (البريد الإلكتروني) أي دلالة على وجود بريد لديه، فما كان من الشركة غير رفض طلبه واعتبرته (أمياً) إذ كيف يكون هناك شخص لا يمتلك (بريدا إلكترونيا) - بحسب ورود القصة - وهذا واقعي جداً مع متطلبات هذا العصر. ولا يختلف اثنان في أن الثورة التقنية قد طالت كل شيء في حياتنا، أفلا يكون لها الحق واليد الطولى في أن تكون أحد مقومات التعليم في مراحلة الأولى فضلاً عن مراحلة المتقدمة. أختم بمقولة ل.. (نيلسون مانديلا - من مؤلفه - رحلتي الطويلة من أجل الحياة) حيث يقول:

إن التعليم هو أعظم محرك للنضوج الشخصي، فهو الذي يمكن ابنة الفلاح من أن تصبح طبيبة، وابن عامل المنجم أن يصبح رئيساً للمناجم، وابن عامل المزرعة أن يصبح رئيساً لدولة عظمى..!

إن ما يميز فرداً عن فرد ٍ آخر، هو قدرته على توظيف ما عنده من إمكانيات، وليس ما يوهب من ممتلكات ومزايا).

هل تتحقق تلك المزايا لابنة الفلاح وابن عامل المنجم وابن عامل المزرعة وقبل ذلك أبناء الوطن بكافة أطيافهم تلك المتطلبات الضرورية للنهوض بالوطن من خلال العلم النافع والوسائل الناجعة بما يكفل لنا جميعاً مستقبلاً، مواجهة وتحدّي الثورات التقنية المتلاحقة..!

الدمام aloyaidi@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة