Culture Magazine Thursday  18/06/2009 G Issue 288
مسرح
الخميس 25 ,جمادى الآخر 1430   العدد  288
الإرادة تصنع المسرح
نايف معيض البقمي

 

عندما يكون لديك حلم ما وتريد تحقيقه فإنه سيكون محفوفاً بكثيرٍ من العُقد المنتسبة إلى الظروف المحيطة وأولاها المادة، ناهيك عن كمٍ من التكتلات العُقدية الموهمة بصعوبة الإنجاز والمتأصلة في دواخل الشخص، إلا أن الإرادة قاتل الله من يكبح جماحها تلغي جميع الكتل الصخرية المصنوعة من الوهم والخوف والإحباط، وتستطيع فك هذه العُقد كما يفك الشيخ عقد السحر.. وفي فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالأحساء كانت الإرادة حاضرة بل إنها (متربعة وحاطة رجل على رجل وتشرب فنجال القهوة وتتلذذ بالخلاص الحساوي).

شاهدت ذلك أثناء زيارتي للجمعية قبل أسبوعين، فلم يلفت انتباهي في بداية الأمر إلا تلك الخلية في مملكة الإبداع والعمل، عدد هائل من الحضور تفاجأت فيما بعد أن جميعهم من منسوبي الجمعية في مجالاتها المختلفة، كان هناك تمازج بين جميع الفئات العمرية بدءاً من الناشئة ومروراً بالشباب إلى أن تنتهي إلى (الختيرية)، يلتقون في نقطة واحدة هي حبهم الشديد للفن والثقافة والإبداع.. هذا الحب الذي لا يوازيه إلا حب صديقي سعيد الدحية للدكتور عبد الله الغذامي وحب هيثم السيد لفهد ردة الحارثي.. كانت المناسبة افتتاحاً لمقر الجمعية الجديد وكذلك المهرجان المسرحي الأول بالأحساء، المساحة الجغرافية للموقع لا تكفي لإقامة مبنى لمؤسسة ثقافية وفنية إلا أن إرادة الرجال وسعة صدورهم وإيمانهم برسالتهم تتسع لبناء ناطحات سحاب في الموقع في غاية الدقة والروعة، فقد تحولت (الاستراحة) المتهالكة إلى مبنى جميل يوفر البنية التحتية لجميع المناشط من صالات للعرض ومكاتب قُسمت بطريقة عملية عصرية ومسرح مبهر لا يستطيع عمله إلا مبدع بحجم زكريا المؤمني الذي تحول من مخرج إلى مقاول وعامل بناء ومهندس معماري يقضي ثماني وأربعين ساعة من يومه في المسرح، لأنه بالفعل يقوم بإنجاز عمل يومين في يوم واحد، كل ذلك شاهدته في جولة سريعة مع الزميل سامي الجمعان مدير الفرع.

بعد ذلك انطلق الحفل الافتتاحي الذي كان أبرز معالمه تكريم الغوينم ولوحة مسرحية جميلة تلخص الاتجاهات المسرحية مع مزج للموسيقى الحساوية المتمثلة في أعمال سابقة للجمعية أبدع في إخراجها نواة تمرة تنبأ بنخلة خلاصٍ سيكون طلعها فريداً وهو الفنان سلطان النوة.. لا تعرف في المكان مَنْ الرئيس مِن المرؤوس؟.. فالجميع يعمل في كل اتجاه لإنجاح المشروع ويغمرك بكريم حفاوته لدرجةٍ تخجلك من نفسك.. تجمع مسرحي نفتقده كثيراً في مدينة الرياض وخصوصاً في جمعية الثقافة والفنون وهي الجمعية الأم.. الإمكانات التي كانت متوفرة للإخوان هناك لا تفي لترميم غرفة إلا أن الكل ساهم من جميع طبقات المجتمع الأحسائي في تحقيق هذا المنجز وليس في هذا من غرابة فبمجرد إقامتك ليوم أو يومين في الأحساء ستشعر بأن كل ما فيها ينطق بالفن.

كلمة محبة وتقدير لمدير المهرجان نوح الجمعان القائد القادم لقبيلة المسرحيين في الأحساء وإلى صاحب القلب الكبير علي الغوينم وإلى الصديق البشوش سعد الحرشان وصاحب الابتسامة الرائعة ومحبوب الجميع هناك وهنا يوسف الخميس ومدير الفرع سامي الجمعان وإلى جميع منسوبي المؤسسة التي نفتخر بها جميعاً، وإلى الشرقي همسة مني على لسان أبناء الجمعية مع الاعتذار للشاعر سامي الجمعان:

اكتب يا شرقي وقول عن فننا الخالد

يمكن يجي في يوم ناسٍ يثمنونه

Nif_123@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة