Culture Magazine Thursday  12/03/2009 G Issue 274
كتب
الخميس 15 ,ربيع الاول 1430   العدد  274
يتابع ثلاث طبعات ثم يصدر ثلاثة كتب
خالد المالك: الوقت والتوثيق والذكريات
د. عبدالعزيز بن محمد الفيصل

 

خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة يومية يتابعها في كل لحظة، في الصباح والمساء بل في وقت طبعاتها الثلاث ومع ذلك يصدر ثلاثة كتب دفعة واحدة، إن الذين يعانون من ضيق الوقت هم وحدهم من يقدر عمل الأستاذ خالد بن حمد المالك، فأين الوقت الذي أتاح له جمع مادة هذه الكتب وتحريرها والنظر في كيفية إخراجها، وإنه عمل جليل من رجل نذر نفسه للمعرفة واستمرأ العمل الجاد، بحيث لا يفرط في دقيقة من الوقت بل يستغل وقته بما يعود على مجتمعه بالنفع، إن المجتمع برجاله هم الذين يعلون شأنه وخالد بن حمد المالك من أولئك الرجال الأفذاذ الذين لا يتراخون ساعة ولا يتوانون وإنما يسعون في بناء المجتمع ورقيه، ومن هذا المنطلق أنجز ما أنجز لأن العزيمة ترافقه والإيمان بالله يصحبه، والمثل العليا تسير معه في رحلة لا تعرف التواني والتراخي، إنها رحلة الحياة التي لا يفهمها إلا من أوتي حظاً ونصيباً من المواهب التي تدفعه إلى الاستمرار في العطاء، لقد أنجز لنا الأستاذ خالد بن حمد المالك كتباً ثلاثة هي: (رؤيتي الصحافية)، و(مشاركات منبرية) و(العواصم الإسلامية بين حلب وطشقند) وهذه الكتب الثلاثة تحتاج إلى وقفات ووقفات من قبل القارئ، فالتعريف بها في مقالة قد يغمطها حقها ولذلك فقد رأيت -في كلمتي هذه- الاقتصار على عرض كتاب واحد من هذه الكتب الثلاثة وهو (رؤيتي الصحافية) ولعلي أعود إلى الكتابين الآخرين في وقت قريب.

رؤيتي المهنية

هذا الكتاب الذي نحن بصدده يتنازع القارئ فيه أمران السيرة الذاتية وتاريخ الصحافة، وهذان الأمران يسيران مع القارئ من أول الكتاب إلى آخره وإن تنوعت مواده، فالكتاب محاضرات واشتراك في ندوات جمعت وكونت الكتاب، فمادة هذه المحاضرات والندوات جزء من سيرة خالد بن حمد المالك بالإضافة إلى تدوين تاريخ صحافتنا السعودية وشيء من الصحافة العربية والعالمية، إن اتساع أفق المؤلف المعرفي ورغبته في التعرف على مجريات الإعلام العالمي أتاح لنا رؤية ما نريد بعدما تعب في جمع تلك الرؤى من شرق وغرب وشمال وجنوب فالقارئ للكتاب يطل من نافذة المعرفة فينتقل من صفحة إلى أخرى في تنوع يبعد عن الملل ويحث على المتابعة والاستزادة، إن التنوع في مادة الكتاب أمر مرغوب فيه فالإنسان بطبعه يتطلع إلى التغيير وهذا ما يجده القارئ في هذا الكتاب، ولنبدأ بالسيرة الذاتية لخالد بن حمد المالك، يقول المؤلف في محاضرته بمركز الملك فيصل: (أريد بداية أن أصارحكم بأن أصعب شيء من وجهة نظر شخصية أن يتحدث المرء عن شخصيته وعن تجربته بنفسه، فهو يظلم نفسه- أولاً- إن هو تحدث عنها بما قد لا يرتاح لمن يستمع إليه، انطلاقاً من اقتناع مؤداه أن هناك من لا يتفق مع ما سيستمع إليه عن هذه التجربة أو تلك، مهما حاول صاحبها أن يكون أميناً أو صادقاً في نقل صورة عنها. وهو يظلم نفسه ثانياً إن هو أحاط نفسه بمجموعة عن المحاذير التي قد تجرد تجربته من حقائقها ومضامينها الواقعية، فلا يقول عنها ما ينبغي أن يعرف بها وعنها من يهمه أن يكون قريباً منها والسيرة الذاتية أمامها عوائق قد تمنع صاحبها من التصريح بكل شيء وهذه مشكلة يعانيها كل من رغب في كتابة سيرته الذاتية، إذ يتعذر علي أن أقول لكم كل شيء عن هذه التجربة مهما كان اعتزازي بها ورغبتي في البوح بها حتى لا يساء فهمها أو يفسر قولي بغير ما أعنيه وهي على أي حال تجربة ربما أن ظروفاً كثيرة كانت ضمن من ساعد في بلورتها واستكمال شخصيتها على النحو الذي تعرفونه أو ما يعرفه بعضكم) ومع تردد المؤلف في البوح بكل شيء إلا أننا نقف على مقاطع في الكتاب تكون قاعدة لسيرة ذاتية إن هو أراد كتابتها متماسكة في يوم من الأيام، فالمؤلف يشير إلى أول عمله في صحيفة الجزيرة بقوله: (بالنسبة للجزيرة فقد بدأت عملي فيها أولاً حين كانت تصدر أسبوعية قبل أكثر من أربعين عاماً، وكانت بداية عملي فيها محرراً رياضياً، أعد للصحيفة صفحة رياضية واحدة في الأسبوع، وأحياناً يسمح لي المسؤول عن التحرير في الصحيفة بزيادة المساحة إلى صفحتين كلما ارتفع صوتي ملحّاً ومقنعاً بأهمية ذلك) ويذكر المؤلف أنه كتب في بعض الصحف المحلية قبل ارتباطه بالعمل في الجزيرة، فله ارتباطات ومشاركات في الصحف السعودية قبل عمله في صحيفة الجزيرة، فالصحافة جذبته إليها في أول العقد الثالث من عمره بل قد يكون ذلك في آخر العقد الثاني، ها هو يقول: (أقول لكم إن الصحافة بجاذبيتها وأضوائها وبريقها قد استهوتني منذ صغري وإنها ببهائها قد خطفتني من مقاعد الدراسة ومن الوظائف الأخرى إلى بلاطها في سن مبكرة. وحين بدأت العمل في الصحافة لم يكن عمري قد تجاوز العشرين بكثير، كما أن رئاسة التحرير تقلدتها عند بلوغي الثلاثين من عمري تقريباً) وتنقل إلى محطة أخرى من محطات عمر المؤلف في عام 1404هـ 1983م إذ شغل مدير الشركة الوطنية للتوزيع، يقول: (فقد كان لي شرف قيادة الفريق الذي تولى إنشاء أول شركة متخصصة في توزيع الصحف والمجلات والكتب في المملكة وأكبرها.

فبعد حوالي اثني عشر عاماً من رئاستي تحرير صحيفة الجزيرة أوكل إلي إنشاء شركة التوزيع هذه) ويذكر المؤلف أنه أمضى في شركة التوزيع ست سنوات ثم غادرها إلى موقع آخر ولم يفصح عن الموقع الآخر، ونصطدم بفجوة في السيرة الذاتية تقدر بعشر سنوات لأنه يقول: (وكان علي بعد ست سنوات أن أغادر الشركة الوطنية الموحدة للتوزيع إلى موقع آخر، وبين ترك عملي في الشركة الوطنية وعودتي إلى صحيفة الجزيرة للعمل مرة أخرى رئيساً لتحريرها، هناك فترة ابتعاد أقدرها بعشر سنوات).

وننتقل إلى جزء آخر من الكتاب وهو إدارة ندوة لتكريم الشيخ عبدالله ابن خميس ونضم هذا الجزء إلى السيرة الذاتية فمن صفة المؤلف الوفاء وهذه الصفة تبرز في هذا الجزء من الكتاب فقد أشاد المؤلف بالشيخ عبدالله بن خميس، والشيخ عبدالله بن خميس أهل لهذا التكريم وأهل لهذه الإشادة فالمؤلف يعرف الفضل لأهله، وبما أن السيرة الذاتية غير منتظمة فهذه حادثة جديرة بالذكر ذكرها المؤلف في ندوة الدفاع المدني وهي حادثة حريق في بيته، فقد اتصل به جاره ليقول له إن حريقاً يشتعل في داره وإنه اتصل بالدفاع المدني وقد أسرع المؤلف في الوصول إلى بيته فوجد رجال الدفاع المدني قد وصلوا إلى موضع الحريق قبل وصوله إليهم وقد أخلا الغرف من ساكنيها بما فيهم طفل يغط في النوم لم يتجاوز عمره السنة، ذكر هذه الحادثة في حديثه لرجال الدفاع المدني ليسوق دليلاً على ما يقوم به رجال الدفاع المدني من إنقاذ للأنفس وحفاظ على الممتلكات.

وفي سلسلة مناسبات التكريم التي حظي بها المؤلف تكريمه في صالون غازي عوض الله في القاهرة، ومما قاله المؤلف في هذه المناسبة التكريمية: تأييده للصالونات الأدبية وأنها تجدد الفكر، فغازي عوض الله: (إنما يفعل ذلك، كما لو أنه يريد أن يجدد العهد بالعلاقة القديمة المتجددة بالصالونات الأدبية التي تعد ضمن تميز القاهرة وجزء من شخصيتها الثقافية،فمي زيادة، وطه حسين، وعباس محمود العقاد، بصالوناتهم الأدبية إنما هم نماذج لتنوع النشاط الثقافي في مصر العروبة وعناوين بارزة لتعدد رموزه الكُثُر في عاصمة العرب).

وتشكل التكريمات حيزاً لا يستهان به في سيرة خالد بن حمد المالك فهذا تكريم آخر في (اثنينية) الشيخ عثمان الصالح، للأستاذ خالد بن حمد المالك بمناسبة تدشين كتاب (حبيب الشعب) وقد أشاد المؤلف بالذين شاركوا في صنع الكتاب وهذه صفة وفاء تلازمه وعرف بها. وكُرِّم المؤلف بجائزة المفتاحة في إمارة عسير، ومما قاله في هذه المناسبة: (وإذ يكرمني أميرها فيصل بن خالد بن عبدالعزيز لأنضم إلى من تم تكريمهم في الأعوام السابقة ضمن تواصل جميل وخلاق، فقد كان الأجدر بالتكريم والاحتفاء هي منطقة عسير وأميرها ومسؤوليها).

ومما يعد للمؤلف وفاؤه لزملائه وهذا ما عمله في ملتقى الوراق حين ألقى كلمة وداع ووفاء للأستاذ حمد القاضي أودعها مشاعره تجاه زميل عزيز.

هذه مقتطفات من السيرة الذاتية للأستاذ خالد المالك وإن كانت الفجوات تعتريها فلعلنا نحظى بسيرة منتظمة لا تتخللها فجوات وتكون في كتاب قادم من تأليفه، فكتابة السيرة الذاتية عن صاحبها أصدق وأكثر أثراً في الآخرين.

وننتقل إلى جزء آخر من مادة الكتاب وهو تاريخ الصحافة فالمؤلف يقول: (فهذا الكتاب بموضوعاته وآراء مؤلفه إنما يقدم من خلاله تجربته عن سنوات طويلة من العمل الصحفي المضني تولدت معه اقتناعات كثيرة في ضوء التطورات العالمية المتسارعة، والمتلاحقة، وقد صاحبها -وهذا طبيعي- التفاعل والتأثير وفقاً لاقتناعاتي وقراءاتي للمستجدات) ويذكر المؤلف في محاضرته في مركز الملك فيصل أنه أول من أصدر ملحقاً رياضياً في صحيفة الجزيرة ساعده في ذلك راشد الفهد الراشد وفيصل الشهيل ثم أوقفه الشيخ عبدالعزيز المسند، وصفحات صحيفة الجزيرة ست عشرة صفحة خصص نصفها للرياضة والنصف الآخر للإعلانات والمواد الأخرى وراشد الفهد الراشد مكلف برئاسة التحرير ثم عين عبدالرحمن المعمر رئيساً للتحرير في عام 1387هـ 1967م وكان عبدالعزيز السويلم يشغل منصب رئيس التحرير من سنة 1384هـ إلى عام 1387هـ قبل تكليف راشد الفهد الراشد برئاسة التحرير، وفي عام 1391هـ استقال عبدالرحمن المعمر من رئاسة التحرير، يقول المؤلف: (وكانت المفاجأة الأخرى والجديدة بعد ذلك أن استقال الزميل عبدالرحمن المعمر من رئاسة التحرير ليتم تكليفي بعمل رئيس التحرير بعد أن صدر قرار من مجلس إدارة المؤسسة بتعييني مديراً للتحرير ليتم بعد ذلك بشهور اختياري رئيساً للتحرير خلفاً للأستاذ المعمر لأكون بذلك ثالث رئيس للتحرير بعد الزميل عبدالعزيز السويلم والزميل عبدالرحمن المعمر، وكان تعييني رئيساً للتحرير هو المحطة الأولى الأكثر أهمية في عملي بالصحافة) ويذكر المؤلف أنه سعى إلى إصدار صحيفة الجزيرة يومية وقد تحقق له ما أراد وصدرت يومية في ثماني صفحات وكان ذلك في شهر شعبان من سنة 1392هـ الموافق لشهر سبتمبر من عام 1972م، وسعى المؤلف إلى إصدار صحيفة مسائية واستجيب له من قبل المؤسسة ووزارة الإعلام وقد صدر العد الأول من المسائية في محرم من سنة (1402هـ - نوفمبر 1982م) وقد كتب المؤلف افتتاحية العدد الأول من المسائية، ويذكر المؤلف استقالته من رئاسة تحرير الجزيرة وعودته إلى رئاسة التحرير بقوله: (وفي يوم الأحد 24 رمضان 1404هـ الموافق 24 يونيو 1984م حان وقت الوداع المفاجئ وغير المتوقع لدى كثير من قراء الجزيرة فقد قدمت استقالتي من العمل في صحيفة الجزيرة وودعت قرائي بمقال بعنوان (كلمتي الأخيرة) قلت فيها: إن هذا الوداع له عندي ألف معنى ومعنى، وإن عزائي أنني أترك الجزيرة فخوراً بما هي عليه من إمكانات بشرية ومادية وفنية، وبما يمثله اسمها من معنى وشهرة وعنوان للنجاح، لأعود إلى رئاسة التحرير ثانية في يوم الأربعاء الرابع من رجب (1420هـ الموافق 13 أكتوبر 1999م) أي بعد غياب دام (15 عاماً) ويعود المؤلف إلى الحديث عن المسائية التي استمر صدورها عشرين عاماً ويتأسف على توقفها في كلمات معبرة، ولكنه مع ذلك لم يقنع القارئ بسبب واضح عن توقف صدورها.

وننتقل مع المؤلف في محاضرة ألقاها في معهد الإعداد الإعلامي التابع لجامعة الدول العربية، هذه المحاضرة تتحدث عن الصحافة العربية بما فيها الصحافة السعودية فهو يستهلها بقوله: (نريد من الإعلام العربي أن يكون لسان حال الأمة، نريد لأنفسنا أن نكون ضميرها الذي لا ينام وعقلها اليقظ الذي يفكر دائماً بما نريد، علينا أن نستفيد من الأجواء الإقليمية والدولية بسلبياتها وإيجابياتها في تفعيل دور الإعلام العربي ليؤدي رسالته ويؤثر في كل الطروحات التي تخاطب مصلحة العرب من المحيط إلى الخليج) ويدلف بعد هذه الكلمة العامة عن الإعلام إلى الصحافة نفسها فيبذل جهداً ملموساً في تعريف الصحافة والصحف يأخذه من القاموس المحيط والمنجد والمعجم الوسيط وقاموس اكسفورد والمصباح المنير ولسان العرب والصحاح للجوهري، ففي هذا التعريف نعيش مع باحث جاد أمضى وقتاً طويلاً لجمع مادته من كتب اللغة والموسوعات العالمية.

ويشير بعد ذلك إلى بدء الصحافة العالمية فيرجعها إلى الصين وأن أول صحيفة في العالم هي صحيفة (كين بان) حيث صدرت في القرن التاسع قبل الميلاد، ويقرن الطباعة بالصحافة وأن الطباعة عرفت في الصين قبل أن تعرف في أوروبا، وينتقل إلى الصحافة في العالم العربي فيعد صحيفة (التنبيه) المصرية أول صحيفة صدرت في العالم العربي وكان ذلك إبان حملة نابليون على مصر قبل قرنين من الزمان، أما نشأة الصحافة في المملكة العربية السعودية فهي متأخرة، إلا أن مكة المكرمة عرفت الطباعة والصحافة في العهد العثماني فقد أنشأت الحكومة التركية مطبعة رسمية في عام 1883م وأصدرت جريدة باسم (حجاز) عام 1908م أما أول صحيفة سعودية فهي صحيفة (أم القرى) التي صدرت عام 1924م ثم تتابع إصدار الصحف والمجلات فصدرت (صوت الحجاز) في عام 1932م و(المدينة المنورة) في عام 1937م ومجلة (الإصلاح) عام 1930م و(المنهل) عام 1937م و(النداء الإسلامي) عام 1937م وينتقل المؤلف إلى الحديث عن صحافة الأفراد وصحافة المؤسسات فيذكر أن الصحف والمجلات كانت مملوكة لأفراد إلى عام 1964م عندما صدر نظام المؤسسات الصحفية فألزم النظام الصحف بالتحول إلى مؤسسات.

وفي محاضرة للمؤلف في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة يسلط الضوء التاريخي على الصحافة اليومية في المملكة العربية السعودية ولكنه يمزج فن الكتابة بالتاريخ فنجده يقول والصحافة فن.. والصحافة ثقافة... والصحافة مهنة.. والصحافة هواية.. والصحافة شهرة... والصحافة خير وشر.. والصحافة ورق وحبر.. وللمؤلف رأي في تميز صحيفة على أخرى يقول في رأيه هذا: (فإن تفوق هذه الصحيفة على تلك يتحقق حين تتميز إحدى الصحيفتين على الأخرى بكل شيء من صياغة المادة الصحافية وكتابة عناوينها إلى تبويب الصحيفة وإخراجها، من اختيار الصور وتوظيفها إلى تقييم المادة الصحافية ونشرها في حدود المساحة التي تستحقها ومن الحضور في قلب الأحداث وعدم الغياب عنها إلى التفرد بكل ما يخطر وما لا يخطر في أذهان قرائها) وفي المحاضرة وازن المالك بين نظام الصحافة القديم ونظامها الجديد وبين مزايا النظام الجديد فهو معه لما يتوافر فيه من الإيجابيات ونوه المالك خلال مشاركته في افتتاح المنتدى الإعلامي السعودي بجامعة الملك سعود، نوه بما تتمتع به الصحافة السعودية من حرية التعبير.

وهَمُّ المؤلف الصحفي يصحبه في كل مناسبة فها هو يحاضر في البحرين عن الصحافة ما لها وما عليها ويحذر مما تضخه الصحافة الغربية من طروحات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب لمواطن المنطقة العربية.

ويحاضر في جنوب أفريقيا في المؤتمر العالمي الستين لاتحاد الصحف ومنتدى المحررين الرابع عشر عن الموازنة ما بين الأخلاقيات والشفافية والاستقلالية في غرف الأخبار حث فيها على مواكبة التطور التكنولوجي، يقول: (وتشير إحدى الدراسات الإعلامية في هذا العدد إلى أن الإعلاميين والصحفيين في عالمنا العربي هم أول من فوجئوا بالانفجار العلمي المدوي من حولهم، فلم يتمكنوا من التقاط أنفاسهم حتى وجدوا أنهم محاصرون في مهنتهم نفسها بكم كبير من التقنيات التي لا يعرفونها، ولا يجيدون التعامل معها، والتي بغيرها أو من دونها لن يستطيعوا تحقيق الانسجام المطلوب مع الشروط الجديدة لمهنتهم).

ويشيد المؤلف في كلمة له في الحفل السنوي لوزارة الحج بالعاملين بجريدة الجزيرة العاملين فيها حين فازت بجائزة الوزارة الكبرى عن أفضل تغطية صحفية لموسم حج عام 1427هـ.

وفي مؤسسة عبدالرحمن السديري في الجوف يقدم المؤلف رؤيته حول الصحافة الإقليمية أو صحافة المناطق، فهو لا يؤيدها ولا يرغب في ظهورها خوفاً من فشلها. ونصل إلى آخر حديث للمؤلف عن الصحافة حين ألقى كلمة في حفل تدشين كرسي الجزيرة بجامعة الملك سعود مشيداً بتوجه جامعة الملك سعود إلى الشراكة مع المؤسسات والأفراد فيما يدعم المعرفة.

وإذا كان الكتاب يسير في خطين متوازيين هما السيرة الذاتية وتاريخ الصحافة فإننا نجد بعض الموضوعات قد تند عن الخطين السابقين، فقد قدم المؤلف ورقة عمل لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عنوانها (الحوار الوطني كما أتمناه) ضمنها ما يتمناه من هذا الحوار بأن يكون بالكلمة الطيبة التي تصدر عن القلب إلى القلب وأن يكون الجميع على يقين بأن التباين في وجهات النظر لا يعني الخصومة أو القطيعة، ولكنه يتساءل بعد ذلك عن زمن الفائدة من هذا الحوار؟!

وشارك في الندوة الكبرى ضمن فعاليات المنتدى السنوي الثالث للجمعية السعودية للإعلام والاتصال عن التعليم الإعلامي في الوطن العربي بكلمة عن (مخرجات التعليم والتدريب الإعلامي في المملكة في ضوء متطلبات التنمية بين الواقع والمأمول).

وفي كلمة المؤلف هذه اعتراض على موقف أقسام الإعلام في عدم قبولها المرأة فيها.

هذه قراءة لهذا المؤلف الذي وصل إلي هدية من مؤلفه الأستاذ خالد بن حمد المالك مع الكتابين الآخرين اللذين ذكرتهما في صدر هذه الكلمة.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة