Culture Magazine Monday  12/01/2009 G Issue 266
شعر
الأثنين 15 ,محرم 1430   العدد  266
نصيحةٌ مهداةٌ
لِلرئيس الأَمِيريكي الجديد باراك أوباما

 

جَميعُ ما جاء في هذه القصيدة.. يستند إلى حديثِ التاريخ وأحداث الحاضر وإلى ما وردَ في كتب الدين الحنيف.

شعر: د.بَهاء بن حسين عِزي



رَشِّدِ الْحُكْمَ يَا رَشِيدُ وَحاذِرْ

ما بِجَنْبَيْكَ مِن لِداتِ الأَفَاعِي

يَتَشبَّثْنَ بِالكَلالِيبِ فِي الرَّأْسِ

... وفِي الْجَنْبِ والفؤادِ الوَاعي

وَتَرَاهُنَّ كالْبَرِيئاتِ وَجْهاً

وَخفاءً يَنهَشْنَ نَهْشَ الضبَاعِ

مُنذُ بَدْءِ الأَدْيَانِ عَاثُوا فَسَادًا

وافْتِراءً لِبَثِّ كُلِّ نِزَاعِ

أُمَماً حَرَّضُوا وَدَسُّوا عَلَيْها

وَأذابُوا الأَحْقادَ فِي كُلِّ قَاعِ

فإذا بِالشُّعُوبِ تَجْفُو شُعُوباً

وَلِكُلّ مَخَالِبٌ كالسِّبَاعِ

وَإذا بِالْحُروبِ تَأتِي عِظامًا

لِيَهُبُّوا لِحَلْبِها وَالرَّضاعِ

وَإذا هُمْ في ساحِها أهلُ دَيْن

وَرِبَاهُمْ يَمْتَصُّهَا لِلنُّخاعِ

يُفْسِدُونَ الدُّنْيَا بِكُلِّ طَريق

خلُقاً حاقِداً وَسُوءَ طِبَاعِ

فَإذا أبْدَعُوا فَلَيْسَ لِخيْر

إنَّما يُبْدِعُونَ لِلاتِّرَاعِ

وإذا أحْسَنوا فَلَيْسُوا كِرامًا

إنَّمَا يَمْهَدُون لِلابْتِلاعِ

وإذا اسْتَوْطَنُوا فَلَيْسَ لِمَأوىً

إنَّما يَشْتَطُّونَ فِي الاقتِطاعِ

وإذا سَالَمُوا فَلَيْسَ لِسَلْم

إنَّهُ الْمَكْرُ بِالدَّها والْخِدَاعِ

يَجْرَعُونَ الدِّماءَ من أَيِّ شعب،

غَيرِهِمْ، فَهْوَ سَائِغُ الاجْتِراعِ

يقتُلُون النبِيَّ والطفلَ وَالأَهْلَ

... وَمَا لِلتَّقْتيلِ مِن إشبَاعِ

شَرُّ أَفْعَى بِسُمِّ ناب مُفِيض

خَدَراً في الرُّؤُوسِ حَتى الكُرَاعِ

فَانْظُرِ التاريخَ الذي لا يُحابِي

كَمْ لَهُمْ فيهِ فِتنَةٌ لِلصِّرَاعِ

كَمْ نَصوحاً من قبْلُ قالَ: حَذارَيْكَ

... خِداعًا، مِنْهُمْ، بَرِيءَ القِنَاعِ

وَبِجَنْبَيْكَ، بِالْقِناعِ، أَطَلُّوا

هَلْ أَمَالُوا هَواكَ لِلانصِيَاعِ؟

فَهُمُ واليَومَ فِي الْجَنَاحَيْنِ عِبْءٌ

وَزْنُهُ مُثْقِلٌ لَدَى الإقلاعِ

وَفَكاكٌ من ثِقْلِهِ ليْسَ سَهْلاً..

مُمْكِنٌ، إنْ قَدِرْتَ.. بالاجْتِزاعِ (1)

إنَّمَا الاجْتِزاعُ خَيْرُ دَوَاء

يَنْزِعُ السُّمَّ.. جَيِّد قَشَّاعِ

لا يُخِيفَنْكَ مِنهُمُ سُوءُ تَدْبِير

... وَلا تَيْأَسَنَّ بالإفْزَاعِ

كتبَ الرَّبُّ فِي الكِتابِ عَلَيْهِمْ

ذِلَّةَ الدَّهْرِ فِي خِضَمِّ الضَّيَاعِ

إنَّمَا نَحن أمَّةٌ ذاتُ بُرْهَان

... من الرَّبِّ فَاسْتَنِرْ بِالشُّعَاعِ

يَمنحُ اللهُ مُسْتَنِيرًا بهِ النورَ

وَيَهْديهِ لِلإلهِ الداعي

وَيُصيبُ الْمُسْتَكْبِرِينَ شَوَاظٌ

قَارِعٌ إن هُمُ وبَغَوْا فِي القِراعِ

كلُّ من رامَنَا بِسُمّ زُعَاف

ماتَ مِنهُ وَإنْ ثَوَى فِي قِلاعِ

ولَنحن الذين نَكْسِبُ في الأُخرى

... وَفينا هُدًى وَحُسنُ اتِّبَاعِ

نحنُ فِي قادِمِ القُرونِ ضِيَاءٌ

هَيِّ! فَلْنُهْدِهِ لِشتَّى البِقاعِ

وَلَنحْنُ الْمُحِبُّ وَقْتَ وَفَاء

فظَلَمْتُمْ بِفِعْلِ زَيْفِ الدوَاعي

وَلَنحْنُ الأخيَارُ وَالأمَلُ الْحَقُّ

... فَلا تَظْلِمُنَّنَا دُونَ داعِ

قَدْ سَئِمْنا مِنَ الْمُحِبِّينَ جَوْراً

دُونَهُ جَوْرُ كارِه خَدَّاعِ

وَسَئِمْنا الإيِجاعَ.. هَلاَّ سَئِمْتمْ

مِن بَلاءِ الشِّقاقِ وَالإيجاعِ؟

وَعَظيمٌ نُصْحاً يَجِيءُ بِحَقّ

طالِعُوهُ بِأَبْدَعِ الاطِّلاعِ

****

(1) الاجتزاع: اجتزع الغصن من الشجرة؛ قطعهُ، أخرجهُ.

رقم الفاكس - جدة 6693114-02

العنوان الإلكتروني: E-Mail: dr@albahaa-alazzee.net Address:


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة