Culture Magazine Thursday  07/05/2009 G Issue 282
الثالثة
الخميس 12 ,جمادى الاولى 1430   العدد  282
إمضاء
الشاهد

 

(1)

لا نحتاج إلى لقاء الأشخاص كي نعرفهم ؛ فالأعمال أهم، وكلما تجردت الصورة من مؤثرات المباشرة وامتلأت بشروط الموضوعية أصبح الحكمُ أصدق.

- هو -لا شك- ذو حظْوةٍ ووجاهة وشهرةٍ أتته من تأهيله العلمي في ثلاث جامعات عريقة: القاهرة وجنوب كاليفورنيا وجون هوبكنز في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وبخبرته العملية الممتدة من إدارة المؤتمرات بوزارة العمل، والمدير العام المساعد بمؤسسة التأمينات، ووكيل ثم وزير التجارة فوزير المالية، إضافة إلى رئاسة وعضوية مجالس إدارات عدد من الشركات والمجموعات الأهلية والهيئات الاستشارية.

- سليمان بن عبد العزيز السليم فوق ذلك وجه إعلامي، فقد شارك في إعداد وتقديم برامج تلفزيونية (حوار مفتوح ونحن والعالم) أيام كان الدكتور عبد الرحمن الشبيلي مديراً عاماً للتلفزيون الذي استقطب -قبل أكثر من ثلث قرن- أبرز الكفاءات؛ فكان الحضور نوعياً، ولم تطل الإطلالة، إذْ تغيّر ما تغيّر، ورأينا المهنيّة تتوارى أمام حسابات شركات الإنتاج، ولو أُلبست العباءة الثقافية، ولو قام عليها مثقفون.

(2)

كتبت عنه صفحتا (واجهة ومواجهة) (فبراير 2000م)

أما الواجهة: فشخص تختفي داخله شخوص

وأما المواجهة: فركض في المسافات الفاصلة بين المتن والهوامش.

إن شئت فهو ظاهر، وإن شئت فهو غائب.

توشك أن تقول: إنه صديقي، وربما تساءلت بعد ذلك: من هذا.

وزير الأزمات: كان التموين أزمة، والموانئ أزمة، والصوامع أزمة، والأسمنت أزمة،وغيرها أزمة.

اجتازها كما قال: دون إصابات.

غيّر خلال شهر ما استقر منذ عقود، وثبت في سنوات ما تجاوز الحدود.

إعلامي دون تخصص، ومتخصص بلا إعلام، وكاتب مع وقف التنفيذ.

عايش سكان الشقة، وتواصل مع الصحافة، وبنى جسوراً مع رجال الأعمال.

هادئ بعمق، ومتواضع بشموخ، ونزيه مع مقدرة .

فاء إلى الظل، فاستراح، وربما بدا أنه أراح.

(3)

كانت له مشاركات صحفية شبه منتظمة، وقدم رؤيته حول صحافة يمكن أن تُقرأ، وأوجز ملاحظاته في عدم وجود معايير لما يستحق النشر، والإسراف في ضمير المتكلم، ونأي المثقفين بأنفسهم عن الصحافة وعدم سعيها إليهم، والإدارة البيروقراطية التي تنتظر ما يرد إليها، ومنافسة صور الكتاب زحام الإعلانات، والارتهان لأرقام القرارات والتعميمات والإشارات.

هذه هي رؤية أبي باسل عنا، ولعلنا لم نتبدل كثيراً، فما نزال أسارى التنميط في زمن الحركة، والرقابة حيث الانفتاح .

يكتب الدكتور سليمان السليم أحياناً، وفي أسلوبه طلاوة، وقد يستشهد بالشِّعر، وهو المسكون بالنتائج والأرقام، وكثيرون يذكرون مقاله الجريئ عن سوق الأسهم الذي نشره قبل ثلاثة أعوام واستهله ببيت «أبي نواس» معدِّلاً ومبدلاً:

قل لمن يبكي على سوق جمح كانزاً ماضر لو كان طرح

سنظل -يا أبا باسل- نبكي على (الرسوم) وقوفاً؛ فقد وقف بها أصحابنُا قبلنا بمطاياهم وخطاياهم، كما تتوقف هذه الزاوية فلا تهذي كيلا تقول: ليت صاحبها سكت، ولن نطالبك بكتابة سيرتك فلن نضيف رقماً جديداً لمن طالبوا، ولن نسألك العودة عبر زاوية في (الجزيرة) فقد دُعيت لها، إلا أن لنا الحق أن نستفهم: أين أنت؟ وهل نستحق غيابك؟

الشاهد العدل نادر.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة