Culture Magazine Thursday  07/05/2009 G Issue 282
تشكيل
الخميس 12 ,جمادى الاولى 1430   العدد  282
وميض
التشكيليات الشباب
عبدالرحمن السليمان

 

إذا كانت الفنانة التشكيلية في المملكة واكبت ظهور الرجل منذ الستينات فالسبعينات فإنها واصلت معه المسيرة حتى الآن بل إننا لو عددنا الأسماء التي تشارك في المعارض أو تتقدم لها على كافة المستويات من الفتيات لرجح عددهن على عدد الذكور لكني لا أرى في العدد مقياسا للمستوى وهذا لا يختلف أحد معي فيه، لكنه ظهرت في الأعوام الأخيرة مستويات واعدة وأبدت الأعمال محاولات جيدة للوصول إلى المشاهد والساحة التشكيلية، مع كل الأعداد الكثيرة التي تتناوب عليها أو تشارك في المعارض على مستوى كافة المدن.

ربما السبعينات كانت الأقل من ناحية العدد لكن الثمانينات شهدت ظهورا على نحو أكثر، وقد بدأت عدة جهات في تبني معارض ودورات للموهوبات أو هاويات الرسم على التحديد؛ بل إنني شاهدت في اثنين من المعارض وكانا يقامان متزامنين قرابة المائتين اسما دفعة واحدة ومن الطبيعي أن ذاك العدد الكبير سيفرز الأفضل على مدى القادم.

نشطت في الأعوام الأخيرة مجموعة من الأسماء التشكيلية النسائية من حيث المشاركات والتواجد في المعارض الجماعية وإقامة العروض الفردية وسعى البعض من أولئك إلى محاولة تبني أسلوب فني قد لا يكون غريبا أو جديدا لكنه محاولة دؤوبة لأجل الوصول إلى نتيجة تتأكد معها الشخصية الفنية ومع التشجيع المتواصل ومحاولة التغلب على الظروف وتجاوز المصاعب-بكل أشكالها- نقترب من نتيجة إيجابية.

يتبادر إلى ذهني العديد من المعارض التي زرتها أو أسماء شاهدت بعض أعمالها في معارض أو من خلال المواقع والمنتديات الإلكترونية، أو غيرها، والمملكة مع اتساعها لا يمكن الإلمام بكل الأنشطة التشكيلية فيها، ففي جدة على سبيل المثال العديد من الأسماء التي تقيم معارض فردية بل وتتسابق على إقامتها والقاعات في الواقع متاحة للكل، لكن من متابعتي لم أزل أرى قدرا كبيرا من المجاملة الإعلامية خاصة على مستوى ما يُتداول على الإنترنت والمواقع الإلكترونية العامة أو المنتديات خصوصا، وربما هذا أمر طبيعي فالعبارات المكتوبة والردود-غالبا- تأتي متشابهة عند زيارة أي موقع.

كنا في أعوام سابقة ولم نزل نتفاءل بأسماء ظهرت ونشطت في العروض الجماعية والفردية، والواقع أنه انضافت أسماء أخرى كثيرة كان نشاطها أو حضورها واضح وهو حضور يتمثل عادة في المعارض المشتركة أو الفردية، ففي جدة مثلا شهدت بعض القاعات معارض متنوعة لرسامات توجهاتهن الفنية بسيطة، لكن محاولات لأخريات أبدت مستويات ملفتة، بعيدا عن المعارض الفردية كانت مريم الصميلي عرضت ضمن مجموعة تشكيلية في المنطقة الشرقية قبل قرابة العام ولفت نظري حسها الفني وقدراتها على تمثيل الحالة الإنسانية وبمعالجات وصيغة حلمية تأخذنا إلى حيث الألم الإنساني أحيانا وإلى شيء من تفاؤل أحيانا أخرى، على أن رسامة أخرى هي غادة الحسن لفتت نظري بأعمالها الفنية التي تبسط فيها الوجه الإنساني الأقرب إلى الأنثى لتضع في فضاءاته بعضا من الرموز والدلالات أو الإشارات لكنها سرعان ما تخلت عن هذا إلى معالجات أخرى لم تخل من خامة، هناك مجموعة من الشابات اللاتي يجتهدن لمزيد من الإنتاج الفني فعلا حجازي وهي أسبق ممن ذكرت حضورا وحتى نشاطا تتجه في لوحاتها الأخيرة إلى الحرف العربي ويبدو أنها تجد فيه ضالتها وإن حضرت بعض العناصر الآدمية من آثار لوحاتها السابقة إلا أنه طغى على فضاء اللوحة وهي نتيجة تحتاج إلى مزيد من تأن حتى لا تقع في أسر نموذج قد يصعب عليها تجاوزه كانت ترسم بحس طفولي -أعمالها الأسبق- ولم تزل من أكثر التشكيليات السعوديات نشاطا وحضورا.

لم أتخذ هذا العدد القليل من الأسماء إلا نماذج لحضور التشكيلية السعودية ولقدرتها على المواكبة الفنية بعيدا عن تقييم أو تصنيف فني، مع يقيني أن هناك العديد من الأسماء التشكيلية النسائية في مناطق ومدن البلاد ومن جيل شاب نتفاءل بنتاجه وإبداعه.

لعل لهذا صلة في كتابة لاحقة.

aalsoliman@hotmail.com الدمام

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة