Culture Magazine Thursday  07/05/2009 G Issue 282
فضاءات
الخميس 12 ,جمادى الاولى 1430   العدد  282
عفواً إنها الحقيقة
على من نطلق الرصاص؟!
قماشة العليان

 

قالت الناقدة المصرية د. شيرين أبو النجا إنها حين ترى بعض الكتابات النسائية الضعيفة والرديئة فإنها تود لو تطلق عليها الرصاص!!

قد ينطبق رأي د. شيرين أبو النجا على كتابات المرأة والرجل وليس المرأة تحديداً؛ لأن هناك كُتّابا من الجنسين ممن يستهين بالقارئ ويستسهل النشر ويحيط نفسه بهالة كبرى لا يستحقها؛ ما يستفز المهتمين بالأدب ويتهيؤون لإطلاق الرصاص عليه هو شخصياً وليس كتابته لنستريح منه ومن غثائه المطروح على الملأ.

للأسف الشديد هناك كتابات رديئة (من الشعر والقصة) يلبسونها أحياناً رداء الحداثة لإخفاء عيوبها الكثيرة التي لا تختفي بل هي ظاهرة للعيان..

وإذا أردنا أن نطبق رأي الدكتورة شيرين على الجميع فهناك شاعرة تصيبني بالغثيان كلما أصدرت قصيدة جديدة، وأوشك على أن أقذفها بعبوة ناسفة وليس بالرصاص؛ لتنتهي خربشتها التي تسميها شعراً وإلى الأبد!!

أدب المرأة ليس ضعيفاً بل هناك من النساء من تفوق الرجل في قوة إبداعها وصدقه وجمال تعابيره، وهناك الكثيرات في العالم العربي ما يستدل بهن على هذا التميز والتفوق، وربما تكون أحلام مستغانمي نموذجاً..

وقد سبق الكاتب أوسكار وايلد الدكتورة شيرين أبو النجا بزمن طويل حينما هاجم زميلته الكاتبة (ماري كوريللي) قائلا: مكانها لا ينبغي أن يكون أمام مكتب وفي يدها قلم.. مكانها هنا.. في السجن!!

الناقد هو مكمل للمبدع، كلاهما يصحح الطريق ويحدده ويرتقي بالقارئ في عالم الإبداع.. والنقد هو عملية تحليل للعمل الأدبي وإبراز جوانب السلب والإيجاب وتصحيح ما قد يبدو خارج الموضوع لكننا للأسف شعب لا يعرف إلا الأبيض والأسود.. لم تعرف الألوان طريقها إلينا حتى الآن.. النقد لدينا انطباعات وليته ينتهي عند قول الانطباعات بل يتعداه إلى تشنجات عصبية.. والناقد عندما يريد أن يدخل عالم الشهرة إما أن يرفع الكاتب إلى عنان السماء، أو أن يحفر له ويدفنه في الأرض!

أما النقد الموجّه للكاتبة المرأة فحدّث ولا حرج.. فنجد عداوة لا معنى لها ولا مبرر.. ولا نعلم تفسيرا لها.. هل هي عملية (انتقام) كامن ضد المرأة؟ أم هي عملية احتقار واستصغار لشأنها؟.. أم هي مجرد صرخة في وجهها للفت نظرها وجذب انتباهها إلى ما يقوله الناقد الكريم؟؟

لمثل هؤلاء أقول ما قاله الفيلسوف الألماني (شوبنهور) لما سمع أحد النقاد يطعن في أحد كتبه فقال على الإثر: إن هذه الكتب مثلها مثل المرآة.. إذا نظر فيها حمار فلا يتوقع أن يرى وجه غزال..

مرحباً بالنقد.. وأهلاً به في كل وقت.. وبأي شكل وبكل الألوان.. أما إذا اقتصر على الأبيض والأسود.. على المديح والتجريح فلا مفر من قبوله كما تقبله شوبنهور حتى يتخلص بعض نقادنا من عمى الألوان!!

الخبر

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة