Culture Magazine Thursday  07/05/2009 G Issue 282
فضاءات
الخميس 12 ,جمادى الاولى 1430   العدد  282
حطي كلمن
فلننهكه
خلود عبدالله العيدان

 

هل حقاً القارئ في حاجة إلى ما ينهكه؟ وهل مجرد مناقشة السؤال تُلمح بوصاية ما عليه! سمعت كثيراً ما يندرج تحت قول ماركس (الفن الذي لا يفهمه العامة يجب أن يزول)، ماذا إذن عن الذي يستصعبه العامة؟ في حديث أمبرتو إيكو مع جمانة حداد في كتابها (صحبة لصوص النار) الصادر عن دار أزمنة للنشر والتوزيع وتحديداً في سؤالها عن خشية أن تؤدي كثرة الأبحاث والتاريخ في رواياته إلى قتلها لفرط إنهاكها للقارئ؟ أجاب: (آمل ذلك. آمل ذلك حقاً، فالقارئ في حاجة إلى ما ينهكه. أعتقد أن رواياتي طرحت إشكالية مهمة على هذا المستوى فهي روايات صعبة إلا أن الناس يقبلون عليها بكثرة، وهي نخبوية إلا أنها تثير رد فعل جماهيريا. لماذا يا ترى؟ سأكشف لكِ السبب: لقد ملّ الناس الأشياء السهلة. إنهم في حاجة إلى تجربة متعبة، معقّدة تنطوي على تحديات كفيلة أن تشعرهم بالرضا عن أنفسهم وعن قدراتهم الفكرية).

أحفز ذاكرتي لتستعرض جديد الروايات السعودية، تصطف أمام عيني، أقلبها يميناً شمالاً، وبتقييم فردي بريء جداً أعتقد على صعيد إنهاك القارئ لم ينجح أحد!

ما نريد بحديثنا الوصول له لا ينفي متعة قراءة السهل ولكنه يتساءل عن ندرة الصعب، تماماً كما كان امتداد حديث إيكو حين قال: (لحسن الحظ أن ثمة في الحياة روايات سهلة، فأنا مثلا لا يمكنني النوم إن لم أقرأ قصّة بوليسية في المساء. ولكن حتى الإنسان الذي تعوّد السير في الدروب الواسعة والمنبسطة، يشعر أحياناً بالرغبة في تسلّق الجبال. التسلّق متعب طبعاً، لكنه يجذب لأنه متعب. تلك هي اللذة التي تمنحنا إياها الأعمال الجيّدة).

وإن كان حديثه يرسم آراء على شاطئ الرواية، فإني أمتد به لعله يصل لمحيط المقال، متسائلة أيضاً ألا يستحق قارئ المقال بعض اجتهاد! هل من الطبيعي أن أتجاوز كاتبا معينا ليقيني ومعرفتي المسبقة بما سيكتب، وهل استئجار العمود المنتهي بالتمليك يقتضي ألا نقرأ جديداً يستحق، أليس القارئ ذكياً بما يكفي ليعرف حجم الجهد المبذول أو متابعاً بما يكفي ليعرف المصدر المستتر، أو لماحاً بما يكفي ليعرف سبب هجاء الحطيئة لنفسه! هذا إن سلمنا بأنه حقاً هجاها.

تلميح:

معظم المقالات تمتدح القرارات وتصفها بأنها وثبات للأمام..

رغم أن اتخاذ القرارات الصائبة والاستراتيجية يفترض أن يكون عمل الحكومات أصلاً!

(فيصل عباس)

* * *

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة (sms) تبدأ برقم الكاتبة 8337 ثم أرسلها إلى الكود 82244 -

الرياض kimmortality@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة