عاد إلى منزله متعباً وقد سدت الطرق أمامه جلس مسعد على حافة السرير فسرت برودة الفراش إلى جلده فتأوه بطريقة أزعجت زوجته بنت أجواد فاعتذر لها بكلمات لطيفة لم تكترث لها حاول أن يكسر حاجز الصمت القائم بينهما منذ أسبوع قال لها:
تصوري عزيزتي ما أقسى الحياة هذه الأيام، كل شيء مغلق، كل شيء ممنوع ليس هناك لقمة إلا بسفح الكثير من العرق والدم! مع أن الأمور تبدو بسيطة لكل أحد لكنها حين تتعلق بزوجك مسعد تصير جبلاً لو ذهبت إلى النهر لجف في الحال لماذا تسير الأمور معي على رأسها لماذا أصبحت الأيام عابسة ومالحة إلى هذه الدرجة.
يوم السبت الماضي ذهبت على أمل استلام الوظيفة التي وعدتني بها الشركة قبل شهرين فوجدت الشركة العتيدة قد أفلست وصفت أعمالها وفي يوم الأحد ملأت الاستمارة الخاصة بطلب قرض ميسر لبناء علية من الأسمنت نسكن فيها فوضعوا على الاستمارة رقماً ذا ست خانات فعرفت بصعوبة أن الحصول على القرض ممكن في عام 2025م. هل أنا ملام إذا تشاءمت ولم أسعد مع أن اسمي مسعد!
الضفادع والنجوم!!
أخي جبر بن خالد: إيليا أبو ماضي: هو شاعر القصيدة التي سألتني عنها ونشرها في هذا الوقت مناسب لما يحيط بنا من أطماع وما يطالنا من هجمات فكرية وعقدية..
تقول القصيدة:
صاحت الضفدع لما شاهدت
حولها في الماء أظلال النجوم
يا رفاقي يا جنودي احتشدوا
عَبرَ الأعداء في الليل التخوم
فاطردوهم واطردوا الليل معا
إنه مثلهم باغ أثيم
زعقة سار صداها في الدجى
فإذا الشط شخوص وحسوم
في أديم الماء من أصواتها
رعدة الحمى وفي الليل وجوم
مزق الفجر جلابيب الدجى
ومحا من صفحة الأرض الرسوم
فمشت في سربها مختالة
كمليك ظافر بين قروم
ثم قالت: لكم البشرى ولي
قد نجونا الان من كيد عظيم
نحن لو لم نقهر الشهب التي
هاجمتنا لاذاقتنا الحتوم
وأقامت بعدنا من أرضنا
في نعيم لم تجده في الغيوم
أيها التاريخ سجل أننا
أمة قد غلبت حتى النجوم!!
* * *
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244
الرياض