صدر قبل أيام كتاب الدكتور حمد المرزوقي (من القرآن إلى البرهان.. مسيرة أمة) الذي سبق أن نشرت (الثقافية) مقدمته في عددين من أعدادها، وفيها أشار المرزوقي إلى مسيرته الفكرية التي ابتدأت منذ أن كان طالباً في مراحل التعليم المبكرة، وإلى أول مؤلفاته (أوراق وطنيَّة) وامتداداً بكتابه التحولي (أفي الله شك؟)، الذي ألَّفه خلال إقامته في لبنان من عام 2000 - 2005م، ومروراً بفترات خصبة حيَّة من التفاعلات المؤدلجة والمسيّسة التي مرّت بها أجيال عربية ولدت بعد الحرب العالمية الثانية واغتصاب فلسطين، فوعتْ النكسة والنكبة والاستنزاف والتطبيع وما تلاها من أحداث قلبت موازين الفكر والتفكير، وبددت كثيراً من الدلالات الاستقرائية والاستنتاجية التي تستشرف مستقبل الصراع والأمة.
جاء الكتاب في 300 صفحة من القطع المتوسط وضم اثني عشر فصلاً عن الدولة الإسلامية، ودولة المدينة وبذور الانحراف السياسي، والمؤثّرات الأجنبية في الفكر العربي الإسلامي، وعلم الكلام، والانحراف السياسي، والانحراف المنهجي، ومحاولات التصحيح.
الكتاب نقلة كبيرة في تحليل علمي انتقل بصاحبه من المادية الجدلية أو من التأثير الهيغلي اليساري إلى الفكر الإيماني المنطلق من أن القرآن الكريم قد رسم منهاج الدولة ومقومات النصر.