الثقافية - سعيد الدحية الزهراني:

مرّ العام الثقافي المنصرم.. دون حدث استثنائي مهم يمكن أن يشار إليه بصيغة تميزة عن قائمة الأحداث الثقافية المحلية.. عدا رحيل الشاعر العربي محمود درويش..

ويأتي استمرار الملتقيات الدورية السنوية المتخصصة للأندية الأدبية في طليعة حصاد الموسم.. مروراً باعتيادية نشاطها المنبري مع الإشارة إلى تميز عدد من الأندية الأدبية باستضافة بعض الرموز المحلية كالشاعران محمد العلي ومحمد الثبيتي.. والخارجية مثل إبراهيم نصر الله و قاسم حداد.. فيما يتصل بالإنتاج الطباعي تواصل الأندية الأدبية طباعة المؤلفات بذات الوتيرة المعتادة من حيث الكم والبطء وربما الجانب الرقابي.. يشار أيضاً إلى هدوء حمى الاستقالات من أعضاء مجالس إدارات الأندية الأدبية إلى جانب افتتاح النادي الأدبي بمنطقة نجران.. أخيراً فيما يتصل بجانب الأندية الأدبية يأتي إقرار اللائحة الانتخابية أحد أبرز ملامح حصاد الأندية الأدبية للعام 1429هـ.. حيث لم تحظ المرأة فيها بمنصب قيادي..

وفي ذات السياق من اللوائح والأنظمة.. لا يزال نظام رابطة الكتاب والأدباء (معلقاً) دون أن يتخذ بشأنه أي إجراء.. عدا ما ينشر عنه في فترات متفرقة من أنه ينظر في هذا المجلس أو في تلك الهيئة..

على مستوى الملتقيات الرسمية الكبرى (الجنادرية ومعرض الرياض الدولي) اتسما ب(إيثار السلامة) فالجنادرية تصدر على ذات الإيقاع والرتابة دون أي محاولة جادة في التطوير والتغيير.. في حين تجنب معرض الرياض الدولي محاولة السير وفق المنهج الفكري الذي بدأ به المعرض..

وحول جمعية الثقافة والفنون والجمعيات الفنية الأخرى.. يظهر جلياً ركود جمعية الثقافة والفنون وعدم بروز دور حقيقي عنها.. أما الجمعيات المتخصصة مثل جمعية المسرحيين وجمعية التشكيليين ونحوهما.. فشهد العام المنصرم جهوداً تأسيسة تعريفية في مجملها.. يشار في هذا الصدد إلى مهرجان المسرح السعودي الرابع كاحد اهم الاحداث المسرحية..

ويرى عدد من المتابعين للشأن الثقافي ان العام 2008م عام ولادة السينما السعودية.. انطلاقاً من مهرجان الأفلام السينمائية في كل من الدمام وجدة وانتهاءً بعرض فيلم (مناحي) بجدة والطائف والإقبال الجماهيري الكبير لمتابعته.. على الرغم من معارضة جهاز هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لهذه الخطوة..

ويبرز جانب المدونات والمواقع الشخصية على شبكة الإنترنت.. حيث نشاهد توجهاً مهماً نحو النشر الإلكتروني عبر المواقع والمدونات.. والأمر ينسحب على واقع الصحافة الورقية ومواقعها الإلكترونية وزيادة نسبة القراء والمتابعين للأخيرة بنسب أعلى بكثير عن نسختها الورقية الأصلية.. وحول هذا الشأن يشار إلى انتخابات هيئة الصحفيين السعوديين في دورتها الثانية وبقاء كل من الأستاذ تركي السديري رئيساً والأستاذ خالد المالك نائباً..

نختم بالجوانب الفردية.. حيث برز خلال العام المنصرم موجة تكفير عدد من الكتاب في مواصلة للعملية الصدامية ما بين الفكري والديني.. إلى جانب بعض الملاسنات في محيط الأندية الأدبية..

أما ختام حصاد الموسم فكان ب(التراشق) من وإلى محمد العلي وعبدالله الغذامي.. إلى حذاء منتظر الزيدي..