تعويذة حضرتها قوى (تقنية) وفق طقوس لم تقدم فيها القرابين! يلقي رواد الإنترنت سحرها على الصفحات (المحجوبة) في المملكة العربية السعودية من قبل (هيئة) الاتصالات وتقنية المعلومات، فإذا بالحجب يرفع بمباركة سحر أبيض لجأ إليه الشباب السعودي لاستحضار روح معرفة يتعجبون لحجبها!
ووفق سياسة حجب المواقع في المملكة فإن المستهدف هو الموقع الإباحي والموقع غير الإباحي الذي يتنافى مع الأنظمة الوطنية. وبالتركيز على ما نصته سياسة الحجب حول المستهدف الثاني فإنه لا يسمح بحجب المواقع غير الإباحية مباشرة إلا بأوامر من جهات رسمية.
وهذا ما يرسم علامة استفهام كبرى حول الحجب العشوائي في المملكة، الذي أضحى حديث الشارع الإنترنتي ومنبعاً لتساؤلات كثيرة عن الأسباب غير المفهومة لمواقع لا تتضمن ما يستحق الحجب! فمن مواقع متخصصة باستضافة المدونات حجب بسببها مدونات عدة إلى صحف إلكترونية خسر المتصفح العادي مقدار ما تحويه من أخبار وتحقيقات تستحق المتابعة مروراً بالعديد من المنتديات التي لا مجال لذكرها.
يذكرني حجب المواقع في بلادنا بمشاهد أبطالها أدراج المكتبات الخفية في بلادنا أيضاً. وبعيداً عن لجوء الشباب إلى مواقع وشيفرات تحتال على الحجب أتساءل عن حق الناشر وحق الكاتب وقارئه في الوصول للمتصفح العادي بدون رقيب غير مبصر!
ففوبيا ما يقرأ وما لا يقرأ لم تعد مهمة الأب الصارم أو مراقب المكتبة الحذر أو ختم السماح بالنشر بل أصبحت كلمة (هيئة) مرتبطة بشكل كبير بالحجب غير المبرر في مجتمعاتنا. والسؤال الأخير: هل كتب هذا المقال من وحي (هاري بوتر) أم أن الحجب السعودي سيظل الوحي الدائم؟ وما يزيد الأمر سخرية أن نظام الproxy الذي يتم وصول مستخدمي الإنترنت في المملكة من خلاله إلى المواقع الإلكترونية يدعى (وسيط)!
تلميح:
الأوغاد يشكلون ألذ جزء في الحكايات (إيزابيل الليندي)
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة sms تبدأ برقم الكاتبة 8337 ثم أرسلها إلى الكود 82244
مكة المكرمة
kimmortality@gmail.com