Culture Magazine Monday  29/12/2008 G Issue 264
الملف
الأثنين 1 ,محرم 1430   العدد  264
 
العجيان.. صديقي
محمد بن عبدالرزاق القشعمي

 

عاد قبل أيام من ألمانيا في رحلة علاجية صديقي وزميلي في الدراسة بالمعهد العلمي بالرياض، فقبل نصف قرن وبالذات عام 1379هـ كنت معه في فصل واحد في السنة الثانية تمهيدي وكان يُعدُّ صحيفة حائطية يشارك الطلاب من الفصل نفسه بما يجودون به من مقالات أو قصائد أو مقطوعات فكاهية.. وكان جاداً في عمله وحرصه على الصحيفة ومستواها ومظهرها، وعندما اعتدى أحد طلاب الفصل المنافس وشوهها حرصنا على شراء برواز زجاجي ذي قفل للمحافظة عليها من أي اعتداء.. كل هذا لا يهم، ولكن لأحدثكم عنه أبو خالد -العجيان- الذي استمرت علاقتي معه منذ ذلك التاريخ فقد وجدت فيه الوفاء والإخلاص وحب التواصل.. وهو من علقني وربطني بالصحافة فقد كان يسبقني بمراسلتها وبالذات (البلاد) بعد افتتاحها فرعاً في الرياض وارتباط صديقي بها. وصار مراسلاً إخبارياً بها وبغيرها وكان ترك عمله حيث كان موظفاً بديوان الموظفين العام -الخدمة المدنية حالياً- وتفرغ لصاحبة الجلالة السلطة الرابعة. طبعاً عمل في جريدة الرياض منذ صدورها في عام 1385هـ كمحرر ومدير ورئيس تحرير ثم تولى إحياء وتطوير ورئاسة تحرير جريدة اليوم بالدمام عدة أعوام 96-1399هـ وعاد واستقر في الرياض وعاد للجريدة الأولى ومؤسسة اليمامة الصحفية كعضو في مجلس الإدارة.

كانت لنا أيام جميلة لا تنسى.. لقد كان مشجعاً متحمساً لنادي الشباب الرياضي بالرياض فقد بلغ به الهوس أن يطلي شبابيك وأبواب بيته الأول بالقلعة -حلة القصمان- عام 1384هـ باللون الأخضر -شعار الشباب- هو لا يكتب إلا قليلاً، وهو إداري ناجح.. اسألوا عنه جبير المليحان أو محمد العلي عندما كان معهم بجريدة اليوم أو من زامله بالرياض بدءاً بالعمدة تركي السديري وإلى محمد الجحلان ومحمد أبا حسين وسعد الحميدين وغيرهم.

والحقيقة أنني قد استفدت وتعلمت منه.. إذ شاركته أول مرة في اعتلاء منصة الخطابة عام 1379هـ عندما كان المعهد العلمي في حي (حوطة خالد) في منزل ابن تركي بعد انتقال المعهد من مقره القديم قصر (أم قبيس) لتصدعه بعد هطول المطر وقبيل انتهاء مقره الجديد نهاية شارع القري وامتداد شارع الوزير.

فقد شاركت العجيان في فقرة من حفل (النادي الأدبي) الأسبوعي الذي يقام مساء كل يوم خميس وكانت مشاركتنا في (مساجلة شعرية) فقد أعطى مشرف النادي كل منا مجموعة أبيات شعرية متفرقة وطلب من كل منا أن يحفظ ما كتب له، وهكذا ما إن دعانا المذيع لاعتلاء المنصة حتى بدأ كل منا يرتجف فخفف عنا مقدم الحفل رهبة مواجهة الجمهور، وبدأ كل منا يتذكر ما حفظ من أبيات وانتهت الفقرة على خير وقد يكون سبب انقطاع الكهرباء والاكتفاء بسرج الكاز وقتها هو من أزال بقايا الرهبة.

كما أن أول سفرة لي خارج المملكة ودول الخليج كانت للعراق وكنت بصحبته عام 1384هـ وأول من أثر علي بالاهتمام بقراءة كتب الأدب والسيرة وغيرها؛ إذ أوصاني عندما سافرت إلى قطر عام 1383هـ مع فريق النادي الأهلي بالرياض لمقابلة نادي العروبة بالدوحة، فقد أوصاني بإحضار كتابين له هما: ماذا جرى في الشرق الأوسط؟ لناصر الدين النشاشبي، وكتاب شناشل بنت الجلبي لبدر شاكر السياب.

لعلي بالمناسبة أذكر بداياته في الكتابة ولدي قصاصتان من أعماله الأولى (صور وأضواء) نشرت له في جريدة اليمامة، ع188، وتاريخ 17-3-1379هـ والثانية، ما نشره في مجلة شيخ الصحافة أحمد السباعي (قريش) بتاريخ 18-10-1380هـ بعنوان (لماذا يتجه شبابنا إلى الأعمال الحكومية) وذلك أثناء فترة صحافة الأفراد طيبة الذكر ويسرني أن أرفق هذين المقالين..

صديقي ما زال رغم تعرضه لوعكة صحية قبل عام ونصف -ستزول بإذن الله- اضطرته للبقاء.. رهين بيته فترة من الزمن قضى جزءاً منها في المستشفيات وبعضها في منزله.. سافر إلى ألمانيا ستة أشهر وعاد وما زال يعاني مما كان به.. والأمل في الله كبير في أن يعود كما كان مرحاً مشاغباً يختلق المواقف الطريفة رغم معاناته لقد وصل من فرط حبه لأصدقائه ورغبته بالتواصل معهم أن ذهب لحضور زواج ابن صديقه -عبدالرحمن الشثري- وهو على كرسي متحرك فور وصوله من ألمانيا، وما زال رغم معاناته يحرص على حضور جلسات أصدقائه، كما كان عندما كان في كامل صحته وعافيته، فهو يحضر جلسة الدكتور حمود البدر عصر بعض أيام الجمع، وبعد المغرب يذهب لمجلس الصديق عبدالرحمن الشثري وغيرها.

أتمنى له الصحة والعافية ليعود لنا كما كان في صحة وعافية.

الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة