Culture Magazine Monday  27/10/2008 G Issue 258
شعر
الأثنين 28 ,شوال 1429   العدد  258
 

هذا أنا
شعر: أولاد أحمد

 

 

رجل بلا جيش ولا حرب ولا شهداء

لا أعداء لي

وأشك أن قصيدتي مسموعة

وحكايتي تعني أحد

هذا أنا

أربو على الخمسين

دون مجلة

أو ساحة

أو حائط

أبكي عليه، من العطالة في الوجود...من النكد!

هذا أنا

متفرّج في المسرح البلدي

منذ ولادتي

عن قصة حلزونة لا تنتهي

هذا أنا

متنكّر في جبة وعمامة

أطوي الخلاء

أبا العلاء..أبا العلاء..

لقد جنيت على ولد

هذا أنا

أعلو على الجمهور

دون مبرر

وهديتي تصفيقة كسلي.. كإيقاع البلد

هذا أنا

ظل يهيم مع الظلال

تدوسه العربات في وضح النّهار

وفي مقاهي السوء..

حيث بنو الكلام

يفضلون على اللحوم، جميعها، لحم الجسد!

هذا أنا

من أجل أن أحيا، لأسبوع، أقاتل مرتين وأقتل مرتين. يقول لي صحبي وأعدائي: تجنب في الكتابة ما يدل على المكان وفي الصياغة ما يصير إلى معانٍ.. واقترب من هذه الدنيا كنجم يبتعد.

حسنا: أقول

وقد فهمت من النصيحة

أن أعيش كأي شخص لم يلد!

هذا أنا:

أمشي مع الشعراء دون حراسة

في المهرجان مسلحا بمترجم

لكان شعري وهو ظلي واقف

ليس التدرج في صعود السلم

والمهرجان عبارة عن مطعم

يأتي الكتابة بالملاعق والفم

أمشي..وأحيانا أطير..لأنني

أهوى السقوط، مع الحمام، على دمي

هذا أنا بكرت للدنيا صبيحة يوم سبت. كان الفرنجة يرحلون ملوحين بشارة منقوصة من نصرها..وأنا أنط مع الفراشة في حقول الأقحوان بعدي، بعام، استقلت تونس..الخضراء من جهة الشمال، هي أم من وأنا أخوها في الرضاعة والتحرر والسؤال؟!

هذا أنا

متنازل عمّا ورثت من الهوية بالنكاح:

جنسيتي

خذها أخي

كن......... مرتين

براتبين وزوجتين وموقفين من القضية ذاتها.

كن أنتما:

أنت الذي أنتاه ثم أنا وأنت

هذا أنا

لا يقرأ البوليس نصي في الجريدة ناقصا

بل يقرأ المخطوط حذو مديرها

في الليل

قبل توجعي وصدورها

وإذن سأكتب بالبريد

لمن أريد وما أريد

هذا أنا

والعالم العربي في ذيل القطار مقيدون. نسلم اللص الأخير نقودنا......لكن المصور غاضباً، والشمس قد غربت، يعيد إلى الفضيحة ضوءها وبريقها..فنكد في جعل الأداء مواتياً لمقيدين، على الأصح مسلسلين، يسلمون نقودهم ونساءهم. أما الدموع فلا مجال لذرفها. كادت تماسيح البحيرة تكتفي بضلالنا لعشائها لولا انهيار قرقع للجسر كدسنا على أفواهها. قبر هو التمساح. قبر بالتمام وبالكمال وبالمجان. قبر سابح أو لابد أو بين بين. لا تنس دورك في الرجوع إلى الحياة فجاءة. فلربما لفضت تماسيح البحيرة واحدا منا بطم طميمه ليكون سردا عابرا للصمت عن تلك الفضيحة في القطار. رحل القطار مقيدا ومسلسلا في بعضه. رحل القطار وذيله متقمص ما أبدع النجار والحداد والنحات والرسام في ذيل الأسد.

هذا أنا

فكرت في شعب يقول: نعم ولا

مثل الشعوب

يكون صيفا أو خريفا أو ربيعا أو شتاء

عدّلت ما فكرت فيه لأنني، ببساطة، عدّلت ما فكرت فيه

فكرت في شعب يقول: نعم لـ: لا

فكرت في عدد الضحايا واليتامى والأرامل واللصوص

فكرت في هرب الحروف من النصوص


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة