Culture Magazine Monday  27/10/2008 G Issue 258
فضاءات
الأثنين 28 ,شوال 1429   العدد  258
 

معجم موازين اللَّغة
اسم الكاتب
(سماحة رئيس هيئة كبار العلماء)

 

 

أعلم: صيغته على وزن أفعل. وأعلم من العلم وعالم فاعل.. وعليم فعيل فهو إذاً على حال سماعية، والعلم مصدر، والمصدر هو أصل المشتقات.

وكونه أصل المشتقات: أنها تعود إليه قولاً واحداً، فيتفرع منه كافة المشتقات لا سيما الأفعال الثلاثة، فيُقالُ: عَلِمَ/ ويَعْلَمُ/ وأعلمْ/ واعلمْ، والعلم أشرف شيء صاحبه الإنسان، وهو أصل التلقي.

قال سبحانه في المُنَزّل الحكيم: }فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ...{، وجاء كذلك: }إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء{ وقال جل ذكره: }شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ{ ، والعلم صفة من صفات الله تعالى وعلمه سبحانه صفة مطلقة فعلمه مطلق، ويُراد بهذا أنه جل وعلا يُحيط بالكيلات وهو بهذا بيانه أن العلم يختلف عن المعرفة فالمعرفة هي: معرفة الجزئيات لا الكيلات ولهذا لا يوصف الله تعالى بها.

ويوصف المرءُ بأنه عالم والعالم، ويُراد بهذا العلم الجزئي لأمور دون أمور وحالات دون حالات ولهذا قال تعالى: }وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ{ وجاء في الصحيح: (رب حامل علم إلى من هو أعلم منه).

وورد كذلك بمعناه: (ربَّ مبلغ إلى من هو أبلغ منه)

والعلم يرد أنه من المشترك اللفظي فيقال:

1- علَم: بفتح اللام إشارة أو علامة على شيء.

2-علَم: بفتح اللام خط أو بيان.

3- علَم: بفتح اللام فارق بكسر الراء.

4- علَم: بفتح اللام يطلق على جبل أو تل.

5- علَم: بفتح اللام يطلق على رئيس القوم.

6- علّم: بتشديد اللام أفاد وبيَّن.

7- علّم: بتشديد اللام أخبر وأنبأ.

8- علّم: بتشديد اللام أشار ورسم.

9- علّم: بتشديد اللام نصح بدليله.

10- علّم: بتشديد اللام أخبر غيره عن غيره.

11-علّم: بتشديد اللام بذل المنفعة والحكمة.

12- علْم: بتسكين اللام فائدة.

13- علْم: بتسكين اللام حكمة.

14- علْم: بتسكين اللام مسألة.. أو مسائل.

قال ابن سعد بن لحيدان: وإنما فعلت هذا بهذا الطرد المستطرد متى يتبين من حال هذا (العلم) حالاته من مشتقاته، ولو ذهبت أستطرد هذا لما وسع المقام المقال، لكن حسبي من هذا فهم الحصيف الألمعي.

وإني.. هُنا لمورد مفاهيم كنتُ من قبل واليوم أرى لزاماً عليَّ بيانها حتى يفقه المرء أياً كان مشربه حقيقة المراد من الحال والوصف واليوم بخاصة كما (ترى قارئ العزيز) اختلاط المفاهيم وادعاء العلم ودعوى الأحدية والتفرد وإلباس النفس ما ليس منها على حال ما فهناك خلط بين:

1- العالم.. والداعية.

2- الجاه.. والعلم.

3- الشيخة.. والتجارة.

4- المنصب.. والعلم.

5- العلم.. والوعظ.

6- المركزية.. والتفرد بالعلم.

وكم سمعت (وهذا سمعته) كثيراً سمعته جداً من يقف واعظاً ثم بعد ذلك يستفتونه عن مسائل جليلة لعل عمر رضي الله عنه لو سُئل عنها لجمع لها أهل بدر.

قلت: والسبب في هذا جليله أنه يوجد خلط بين: العالم والواعظ، وإن كان العالم واعظاً لأنه يملك الآلية ويملك الدلالة على المسائل في الغالب إلا أن معرفة العالم الواعظ أمر ضروري، وقل صنف المتقدمون في هذا مثل كتاب: (الحلية) (لأبي نُعيم) ونحوه، قالت كذلك واليوم أرى ولم أزل أرى كذلك الجرأة في الفتوى في مسائل تحتاج إلى الإحاطة والتورع وشدة التحري ومعرفة وجوه النظر والأدلة والأقوال.

ولم يترك الأول للآخر شيئاً فلعل سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ينهض لهذه المسألة من واجب البيان والتوضيح براءة للذمة، فالإدراك قبل الهلكة من مناط النظر المسؤول، وشيخي عبدالعزيز آل الشيخ، تلقيت عليه العلم بين عامي (1386 و 1387) في مرحلتي الثانية والثالثة المتوسطة وكان شديداً في العلم وجلب الدليل وضرورة الجد، فإليه أدفع بهذا الكلام لعله يرنو إلى العزم بالحزم لبيان الحال مما ليس بمحال.

(ونور على الدرب) برنامج فيه علم وبيان، وفيه دعوة واستنتاج جيد جليل لكنه يحتاج إلى طول المدة لضرورته كما أنه يحتاج ..دائماً.. إلى جلب التفصيل والدليل وبيان وجه الراجح من الرجوح، وهذا (البرنامج) لا جرم يُعتبر حسنة من الحسنات الباقية وهو بحاجة ماسة جداً إلى تأصيل الإجابة وتقعيد المسائل المعروضة والمقصود أن العلم شرف تحوطه الموهبة ولا بد فإذا لم يُصن ويُحتاط له جداً جداً فإنه يوشك أن يلج من لا يُحسنه مع مرور الأيام.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5485» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة