Culture Magazine Monday  24/11/2008 G Issue 262
الثالثة
الأثنين 26 ,ذو القعدة 1429   العدد  262
 

فقيه اللغة

 

 

هل يعرف (حسن الشاذلي فرهود) غيرُ أوفيائه (إبراهيم الشمسان وعوض القوزي وتركي العتيبي ومحمد الحربي) الذين أصدروا كتاب (الشاذليّات) 1428هـ، إهداءً لأستاذ نحو ولغة غادر جامعة الملك سعود قبل ثلاثة وعشرين عاماً (1406هـ) بعد عطاءٍ علميّ جاد سبق وأعقب تخرّجه في جامعة لندن دكتوراً في فقه اللغة عام 1386هـ.

ربما يعرفه آخرون ليظل نائياً عن الوجاهة الثقافية التي صدّرت من يحق لهم التصدّر - وهم الأقل - ومن حقُّهم التأخر - وما أكثرهم - وبحث صاحبكم عنه في موسوعة الشخصيات السعوديّة (الطبعة الأولى 1427هـ) التي ضمت بيانات 3500 شخصية فانقلب البصرُ حسيراً، فلا وجود لمحقّق ندر مثله، ونحوي قلّ نظيره، وأستاذٍ خرَّج أجيالاً، وعالم أثرى المكتبة العربية بتحقيق: الإيضاح العضدي لأبي علي الفارابي، والمقصور والممدود لنفطويه، ومختصر الألفات لابن الأنباري، وحروف الممدود والمقصور لابن السكيت، وشرح أبنية سيبويه لابن الدهان النحوي، وشرح الأنموذج في النحو للأردبيلي، وبحوث سواها يذكرها فيشكرها المتخصصون.

يحكى عن هذا (الشاذلي) - القادم من (ينبع)، والمغلق عليه بابه فلا يراه إلا أصفياؤه وهم ندرة - أنه جاد, حازم، غير مجامل، لا يهمه سوى الحق، ولو جاء على حساب وضعه.

اليوم؛ يعيش الدكتور حسن الشاذلي فرهود عزلته الاختيارية داخل مكتبته، زاهداً في الأضواء، نائياً عن المناسبات، منقطعاً للقراءة والبحث، ويظن بعض تلاميذه أن لديه كتباً مهيأة للنشر ولا نجزم، مثلما لا نعزم - إن وجدت - كيف يتهيأ لها النشر وصاحبها لن يطرق بها باباً، والناشرون مشغولون بالمنشورات الصفراء، وكتب الطبخ والتنجيم، والحمية والرجيم، وروايات (علب الليل) المسكونة بالهمس واللمس.

حسن الشاذلي فرهود نموذج للعالم الذي صدّته (أو صدمته) سوءاتُ المشهد الأكاديمي والثقافي فاختار النأي بذاته، وخسرنا - منذ ربع قرن - قامة سامقة، فهل يعذر لابتعاده، وهل نُعذل لسكوتنا.

الصمت صوت.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة