Culture Magazine Monday  24/11/2008 G Issue 262
فضاءات
الأثنين 26 ,ذو القعدة 1429   العدد  262
 
.. سقط (عمداً)..
أجب بنعم!
خلود عبدالله العيدان

 

 

أوافق - أو - أوافق بشدة ، خياران يتيمان لاستفتاءات (ساخرة) يتداولها جمهور الانتخابات الرئاسية في بعض الدول العربية، سخرية لاذعة لا تحتمل التوضيح وحكاية يختصرها سؤال! في عالم الاستفتاء الإلكتروني أميل كثيراً لتفسير استخدامنا لها قياساً لحجم السخرية في الشارع العربي لا لقياس الرأي العام.

فمن يتابع الاستفتاءات الإلكترونية سواء في المواقع الإخبارية الرسمية أو في مواقع الأفراد سيفاجأ بالكثير من الأسئلة الغريبة وربما (خيارات) أغرب للتصويت عليها، لن تتعجب إن وجدت (جميع) الخيارات المدرجة فيها تؤدي إلى نعم! وقد تجد بل ستجد استفتاء في موقع إلكتروني لإحدى الحركات السياسية العربية يتساءلون فيه عن تأييد القارئ لأحداث أدت إلى (مقتل) إحدى الشخصيات السياسة المعروفة! وكان تأييد القتل يفوق النصف!

وإن أوردت مثالاً على استفتاء سلطة السياسة فلابد أن أشير إلى استفتاء عن سلطة المنزل بسؤال عن أيهما تحب أكثر زوجتك أم والدتك؟! وبقدر تعجبك من السؤال سيكون تعجبك من الإجابات! إلا أن المتعة الحقيقية ستجدها في الاستفتاءات التي تحمل في خياراتها الثلاث أجوبة كاملة لا اقتصار على نعم ولا.

قريباً لفت نظري أحد الأجوبة المدرجة لسؤال عن إسراف الشركات في توفير خدمات الحج السياحي لتكون الإجابة بأنه (مطلوب لتشجيع الأغنياء على الحج)، وكثر هم من وقع اختيارهم عليها! أتذكر جيداً ما قيل في أحد الحوارات التلفزيونية عن أن رواج الكتابة الساخرة مؤخراً في المملكة مرتبط بمستوى الضغوط الاقتصادية على المواطن، ويبدو أن تاريخ النكتة المصرية ينبؤنا بحاضرنا.

ومن ساخر (لترويجي)! حيث يتربع سؤال تكرر في قلب عدة صحف أجنبية (هل على الجريدة أن تنشر صور النبي محمد) صلوات الله وسلامه عليه. فيتهافت الزوار المسلمون مشاركين بالنشر السريع والساخن ليفوزوا بالتصويت. ورغم أن الترويج واقعة متكررة إلا أنه لم يبطل بعد سحر الاستفتاء فما زالت قوة الرأي الغالب تثبت نجاحاتها في مواقف عدة وتبدع في حجم التبؤات!

تلميح:

الاستفتاء إما أن تكون أنت غايته أو يكون وسيلتك!

* * *

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«8337» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض kimmortality@gmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة