في كتابه: (الدالاي لاما: الرجل، الراهب، والروحاني) يحاول الصحافي الهندي ميانغ شايّا أن يضيء على سيرة الرجل ومن خلالها على التيبت كواقع جغرافي فريد وحيوي بيئياً، وكتاريخ وديانة وقضية مهددة بأن تخسر أهميتها على مذبح التقارب السياسي الصيني - الهندي، وفي خضم الصراع العالمي على النفط وفي زمن تبوء المصالح الاقتصادية للدول الريادة وإطاحتها مبدأ حق تقرير المصير للشعوب المستضعفة.
يقوم الكتاب باستعراض للسياسات الآسيوية التي تشكّل مدخلاً لفهم استراتيجية تفكير الدالاي لاما، روحياً وسياسياً، وهو الذي أمضى خمسين عاماً منفياً في الهند .عرضٌ لقواه السياسية والروحية ،سردٌ لتعاليمه وشرحٌ لقضيته وقضية بلاده ،استطلاعٌ لآراء أهالي التيبت فيه ،تبيانٌ لصورته في وسائل الإعلام المحلية والعالمية.
الدالاي لاما هو القائد الديني الأعلى للبوذيين التبتيين وحتى عام 1959 م كان الدالاي لاما يمثل القيادتين الروحية والدنيوية في إقليم التبت. وهو بطبيعة الحال راهب بوذي في جماعة القبعات الصفر (غيلوغبا) والتي أوجدت على يد تسونغكابا (1357 - 1419).لقب ملك التيبت وخليفة بوذا في نظر أتباعه. كان دلاي لاما الرابع عشر آخر من حمل هذا اللقب وهو من مواليد شنغهاي 1935 وكان يبلغ الرابعة من عمره عندما اعتبره فريق من اللامات خليفة دلاي لاما الثالث عشر. ثم نصّب في لاسا عام 1940 وأصبح يعتبر (بوذا الحي).
رجلٌ واحد يتحدّى الصين الشعبية بملياراتها الأربعة وينجح في تحدّيه على مدى قرون. ليست العبارة من أسطورة، بل هي حقيقة بطل التيبت الدالاي لاما الرابع عشر، الواقعي ببطولته وزهده وتنسّكه وتعاليمه الإنسانية المسالمة، الحائز جائزة نوبل للسلام عام 1998، الواقعي جداً الذي نُسجت عنه عشرات الأساطير.
وقد ورد اسم الدالاي لاما بين الشخصيات العالمية الأكثر تأثيراً ورأت فيه واحداً من الأبطال والرموز الذين يحرّكون الفضول والوجدان.
يقع الكتاب في (408) صفحات من القطع العادي.