يتناول الكتاب ظاهرة الأصولية من الباب الخلفي؛ فالباحث المغربي يستعرض تكوّن المدن الإسلامية الأولى، ويحلّل الخطاب العمراني في ارتباطه بالجنسانية وعلاقتها بنشوء المدن ببعديه السياسي والديني. ويخوض بعمق في (التابو): الجنس، الدين، السياسة. ويقول المؤلف: (بدهي أن صورة الإسلام اليوم مرتبطة بالأصولية والإرهاب، ويعني هذا الربط أن العنف الرمزي الذي تمارسه الأصولية ضد الفكر العقلاني يجد امتداداً طبيعياً في الإرهاب الفيزيقي الموجه ضد أبرياء، وضد مثقفين، في العالم العربي والإسلامي. ولا شك أنه يستحيل اختزال الإسلام في هذه الصورة السلبية. لماذا اختيار العنف كوسيلة لإسماع صوت المسلمين باسم الإسلام؟ لماذا بروز شخصية إسلامية متزمتة؟ لماذا يتحول المسلم إلى أصولي متشدد؟ وكيف يتحول الأصولي المتشدد إلى أصولي انتحاري، إلى قنبلة بشرية تفجر الآخرين؟ ما هي الدوافع الأساسية والعميقة التي تسمح بفهم هذه الظاهرة المرضية التي يعاني منها إسلام اليوم؟).
ينطلق الرهان المعرفي لنصوص هذا الكتاب من إدارة التدليل على أهمية العامل الجنسي في تشكل الشخصية الأصولية والإرهابية.
يُعنى الجزء الأول من هذا الكتاب ببناء العلاقة بين الجنسانية والمجال على صعيد النظرية، وهو الفعل المعرفي الذي نتج عنه تشخيص أربعة أنماط علائقية بين المجال والجنس هي: النمط اللساني، النمط الرمزي، النمط الوظيفي، النمط المنطقوي، بناء هذه الأنماط هو الذي مكن من بزوغ فرضية الوساطة المسكنية، والمجالية بشكل أعم، بين الجنس والأولي؛ فعدم وظيفية المسكن العربي، الجنسية، تلعب، لا شعورياً، دوراً في انسداد الشخصية وفي تشددها الأخلاقي. وهو ما يرتبط أيضاً برغبة العودة إلى تقسيم منطقوي للمجال يستعيد بفضله الرجل المسلم كل امتيازاته وسلطته التي يهددها الاختلاط الحداثي بين الجنسين.
أما الجزء الثاني؛ فقراءة في الإرهاب المغربي الذي انطلق سنة 2003، والذي قضى على وهم الاستثناء المغربي.
يقع الكتاب في 208 صفحات من القطع المتوسط.