Culture Magazine Monday  22/12/2008 G Issue 263
تشكيل
الأثنين 24 ,ذو الحجة 1429   العدد  263
 
وميض
معارضنا لمن؟
عبدالرحمن السليمان

 

 

أزور البحرين بين فترة وأخرى متابعا معارضها الفنية التي تتقاسمها قليل من الجهات الرسمية والخاصة، في البحرين قاعتان خاصتان مهمتان تتنافسان في استضافة المعارض الفردية لفناني البحرين والعالم العربي، قاعة البارح وقاعة الرواق والأخيرة كانت الأقدم لكن الأولى أبدت في الأعوام الأخيرة نشاطا متواصلا وملفتا وعلمت مؤخرا أن هذه القاعة بصدد تحويلها إلى مركز ثقافي اكثر شمولا من اهتمامها في إقامة المعارض التشكيلية.

الرواق عرفتها منذ اكثر من عشرة أعوام وكنت شاركت حينها في معرض إقامته تحت عنوان (مختارات من الفن التشكيلي العربي) وكانت السيدة الفنانة فريال الأعظمي تدير القاعة مع السيدة بيان كانو، لكن الشراكة انتهت باستمرار الأخيرة التي طورت القاعة ولم تزل تسعى لجعلها مركزا عربيا. أما البارح فكانت تراوحت أنشطتها الفنية السابقة بتباعد لكن نشاطها في الأعوام الأخيرة جعلها محط أنظار المتابعين ليس في البحرين فحسب بل على المستوى العربي وتدير القاعة السيدة هيفاء الجشي وبرامجها التشكيلية كثيرة بحيث انتهت تقريبا من إعداد برنامج 2009م.

القاعات الأخرى في البحرين والأكثر نشاطا في استضافة المعارض وإقامتها تتمثل في قاعة جمعية البحرين للفنون التشكيلية وهي مركز مهم يستضيف معارض محلية وأخرى خليجية وكان من بين العارضين فيها زمان محمد وزهرة بوعلي وسلامة الرشيدي من المملكة وعرضت البارح للفنانة السعودية شادية عالم ولم أجد في الرواق أي عروض لفنانين سعوديين وكان الفنان السعودي فيصل السمرة المقيم في البحرين منذ أعوام أقام عروضه في مركز الفنون وهو تابع لوزارة الثقافة والإعلام، من القاعات الأخرى تلك الموجودة في جمعية البحرين للفن المعاصر بالإضافة إلى متحف البحرين الموجود فيه جناح خاص للعروض التشكيلية وباستمرار تعرض أعمال مقتناة لفنانين بحرينيين ويقام في بهوه الكبير (مدخل المتحف) المعارض الكبيرة كالمعرض السنوي لفناني البحرين وبيت القران وغيرها من مقرات العرض التشكيلية.

الفنان البحريني تتراوح عروضه غالبا بين القاعات التي أشرت إليها باستثناء المتحف وتبدي قاعتا البارح والرواق انتقائية لنوع الأعمال التي تمثل غالبا الحداثة الفنية.

في المملكة قاعات العرض تتوزع في بعض المدن وهي تتمركز في جدة والرياض وتتفرق في المدن الأخرى ولكل من هذه القاعات اهتماماتها وأحيانا زبائنها من المقتنين والفنانين وعندما أبدت قاعات الرياض اهتماما بعرض أعمال بعض الفنانين ظهر نوع من التنافس فكانت الخزامى وهي من احدث القاعات تواصل عروضها لفناني المملكة واستضافت أعمال فنانين من الخارج بالمثل قاعة حوار التي تميل إلى عروض خارجية اكثر من الداخل بالمثل قاعة صغيرة المساحة كبيرة الفعل والنشاط للسيدة عهود النجران تقع مجاورة لقاعة الخزامى أما القاعات الأخرى فأهمها الشرقية التي تعرض جماعيا وباستمرار أعمال الفنانين السعوديين بجانب بعض العرب وقاعة نشأت أخيرا يديرها السيد جان تضم أعمالا سعودية وعربية من المقيمين في المملكة

في جدة القاعات اكثر وتنافسها كذلك، بينها أتيليه جدة والعالمية وروشان والمركز السعودي وإبداع وربما غيرها.

الأشكال الأكبر في العلاقة ما بين بعض القاعات والفنان هو أن دورها لم يزل في جوانب ربحية لا نختلف عليها بقدر توجه البعض منها إلى الخارج في الوقت الذي يحتاج فيه الفنان السعودي إلى تقديمه على نحو اكبر فالقاعات أملاك خاصة في موقع خاص أيضا وبالتالي فهذا يعني أن الاتجاه بعيدا عن الفنان المحلي يعني خللا ما في الدور الذي تؤديه القاعة فالحركة التشكيلية السعودية تتحرك وفق تنامي المستوى العام خاصة أن العديد من الأسماء تمثل حداثة فنية تواكب المسيرة الفنية العالمية وبالتالي فإن الابتعاد عن نتاجاتها الجادة يعني أشكالا حقيقيا في الدور الذي تقوم به القاعات ولعل المعرض الأخير الذي شهدته لندن لعدد من الأسماء التشكيلية السعودية يعني ويؤكد قدرة الفن التشكيلي السعودي على مواكبة الحداثة الفنية في العالم ومن هنا يأتي دور قاعات العرض الجادة التي ترى في نفسها القدرة على خدمة الساحة التشكيلية المحلية والفنان التشكيلي السعودي على النحو الأصح وبالطريقة التي تخلد وجودها في تاريخ الحركة التشكيلية المحلية، سواء أن تعمل على المستوى المحلي (الداخل) أو تخرج بنتاجات الفنان السعودي إلى المزادات أو الأسواق الفنية المعروفة أو المناسبات الدولية والواقع أرى هذا الدور قامت به المنصورية للثقافة والإبداع نحو بعض فناني المملكة

الدمام aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة