إعداد: محمد المنيف
يسعدنا أن نعود إليكم من جديد وبالجديد في هذه الصفحة من المجلة الثقافية بالجزيرة مع كل عدد قادم بإذن الله، اليوم لنا موعد مع مبدعة استثنائية تحمل العديد من القدرات والإمكانات في مختلف فروع أدوات التعبير والابتكار فكرا ووعي وثقافة، زاوجت بين الكلمة واللون ونسجت عباءة إبداعها بخيوط حالمة رسمت المقالة بإيحاءات اللوحة وكتبت اللوحة بفكرة المقالة واقتنصت مصادر الجذب في تصميم الإعلان، مارست الكتابة عبر عمود بجريدة الجزيرة في زاوية (امرأة لا تحتمل) أتقنت فيها فن الرسم بالكلمات والتعبير باللون والخطوط جمعت فيها جاذبية اللوحة لتريح عين القارئ للمقالة، دون تفسير أو مطابقة، عملت محررة لصفحات في مجلة ليلة خميس إحداها عن الفن التشكيلي صممت العديد من خلفيات الصفحات الشعرية في مجلة فواصل، أجادت في كل تلك المحطات دون انقطاع عن الفن التشكيلي، موهبتها الأصل التي احترفتها وتخصصت فيه فطوعتها للتعبير عما تعجز الحروف التعبير عنه فكانت بكل هذا المزيج امرأة تحتمل وتتحمل معاناة كل إبداع من إبداعاتها. تخصصت في التربية الفنية وحصلت بها على مرتبة الشرف من جامعة الملك سعود تحمل درجة الماجستير في الفنون وفي تصميم الإعلان، سيرتها الذاتية مليئة بالمحطات والمناسبات والفعاليات التشكيلية والتربوية والندوات التي ساهمت في إعدادها وتنظيمها والإشراف حاصلة على أكثر من عشر دورات عالية المستوى في المجال التربوي والفني، فنانة تشكيلية تعد من المؤسسات لهذا المجال في العاصمة الرياض ومن المجددات في الأسلوب الفني، تتميز أعمالها بالفكرة والموضوعية. أحببنا أن نقدمها للقراء باعتبارها نموذجا مشرفا للفن التشكيلي مع مثيلاتها اللائي يمتلكن إتقان العمل وتحديد الهدف في وقت تكاثرت فيه ضباء الساحة على الفن التشكيلي، توقعنا أن نتلقى سيل من الكلمات التي تجيد عائشة نسجها في مقالاتها وبحوثها فلم نخرج إلا بالقليل (من الأسطر المبسترة) التي لا يجيدها إلا الأذكياء العارفين لخفايا الصحافة وما يمكن أن تستفيد منه في حال الإسهاب الذي ليس للفنان فيه جدوى كما يفيد الاختصار.
- سألنا الفنانة التشكيلية عائشة الحارثي عن أيهم ولد قبل الآخر الكتابة أم الرسم؟ ومتى كانت بدايات كل منهم؟ وماذا عن حكايات مسيرتهما معاً؟
فقالت:
- وهبني الله نعمة الحس الإبداعي والشفافية وقد كنت أعبر عما أحس به كتابةً ورسماً، لعلي لا أتذكر تاريخاً يحدد بدايتهما ولكنني لا أنسى تشكك معلمة التربية الفنية ومعلمة الإنشاء فيما أقدمه من أعمال بأن أحداً قد ساعدني في أداء واجباتي وبقدر ما كان هذا الموقف يؤلمني حينها إلا أنه كان مؤشراً على تميزي فيهما.
- وعن التوفيق بين الفن التشكيلي والكاتبة وعملها كمشرفة تربوية وأيها أقرب إلى نفسها؟ قالت معيدة صياغة السؤال: قل كيف استفدت من كل منهما للآخر، حيث إن كلا منهم قد دعم الآخر وعززه وأضفى قوة ومرونة أكثر في الفهم والابتكار والقدرة على حل المشكلات ومواجهة الحياة بالإضافة للثبات، والجانب التربوي منحني فرصة التعرف على الناس من مختلف الشرائح والأعمار والتعرف على مشاكلهم ومشاعرهم واتجاهاتهم ومنحني الفرصة لتوصيل رسائلي التي أحملها في حقيبتي الإنسانية.
- كتابات الفنانة عائشة في جريدة الجزيرة كانت مرفقة بلوحات.. دفعتنا لطرح سؤال يتردد في أذهان قارئها، هل كان لكل لوحة علاقة بالموضوع؟.. ولماذا جمعت بين موضوعين؟
قالت: عندما أنفعل وأتفاعل مع موضوع ما وأكون ملمة بحيثيات هذا الموضوع فإني أستطيع أن أعبر عنه من خلال الكتابة ومن خلال الرسم، ولكل أدواته، ولعل هذا كان أكبر تحد لي لاختلاف الرموز والأسلوب في التعبير لكل منهما.
- وحول التعبير المشترك بين أن يصور الفنان معاني القصيدة أو القصة في لوحة أو العكس؟ قالت: يكتسب الفنان أو الكاتب من كل إبداع يطلع عليه الخبرة، سواء كانت الخبرة بصرية أو لغوية، وتنمية مهاراته ومن ثم التعبير عنها في بعض الأحيان نتيجة التأثر، وهذا هو الفارق بين المتذوق العادي والمتذوق المبدع.
- وعن دورها في المجال التربوي الذي تعمل به والمتعلق بالفنون التشكيلية؟ تقول عائشة: لدي خطة بعيدة المدى وعميقة أنفذ جزءا منها كل عام وهذه الخطة تحقق للطالبات في المدارس أهم الأهداف التربوية والفنية، كما تحقق للعاملين في مجال التربية والتعليم الثقافة والمعرفة في مجال التربية الفنية وذلك من خلال البرامج المدروسة والتي تتماشى مع العصر من خلال المحاضرات والندوات والمطبوعات والحقائب الإلكترونية.
- الوعي بالفنون التشكيلية ما زال القضية التي تؤرق التشكيليين والمعنيين بها فكيف ترى الفنانة عائشة الحارثي هذا الوعي لدى الطالبات وأسرهم؟
الفن والمواهب التشكيلية لا تفرق بين الدور ولا العصور فهي تبرز في كل مكان وزمان لذلك هنالك تناقضات في مجتمعنا بين الاهتمام الشديد والإهمال فيما يختص بالفنون التشكيلية ولكننا نلاحظ مع مرور الوقت باهتمام بالمادة من قبل بعض الأسر وتشجيع الأبناء وبالذات الموهوبين بإلحاقهم بالدورات والبرامج الفنية ومشاركتهم في المعارض الفنية.
- تقول الفنانة عائشة عن المبادرات التي قامت بها في جانب الارتقاء بمفهوم الفن عند العامة (النساء)؟ مبدأنا الذي نسير عليه لتحقيق رسالتنا الفنية التشكيلية (الفن للجميع) ونحقق هذا من خلال المعارض التي نقيمها في الأماكن العامة والمصاحبة لبرامج صيفية وثقافية مختلفة وكذلك إقامة المحاضرات والندوات واللقاءات حول الفن التشكيلي على سبيل المثال الندوة الثقافية التي أقيمت في وزارة التربية والتعليم حيث قدمت ورقة عمل حول (الفن التشكيلي والمرأة السعودية) وكذلك اللقاء (أثر التعبير الفني في المرحلة الابتدائية) وأيضاً (أثر التعبير الفني في المرحلة المتوسطة والثانوية) وهذه عبارة عن أيام تقام فيها ورش فنية ويصاحبها محاضرات وعروض حول الفن التشكيلي وتوجه للطالبات في المدارس ومنسوبات الوزارة وأولياء الأمور وكذلك لدي عضوية في منتدى ثقافي أسسته مع مجموعة من الأعضاء في مركز الإشراف ويهدف إلى الرفع من مستوى الثقافة في المركز فنياً وأدبياً حيث نقدم العديد من الأنشطة والورش والمحاضرات.