وحين سألتِ الجرح .. هل تأخذ الرؤى
بمحرابها ضدَّين .. رَيباً وإيمانا
أجبتكِ ... كلا غير أنّ سديمنا
يسيلُ وروح الشعر تنثالُ أحيانا
فتستخلصُ الأوتارُ من كرمة الشجى
نشيداً يهزُّ الكونَ .. يغويهِ ألحانا
و ينسابُ وحي الشوق ملء عروقنا
وملء حقول الريف يسرد أشجانا
فنصغي كأنَّ الشعر ضربٌ من السرى
إلى قِبلة الأحلام يعبرُ أبدانا
تُغَيِّبُنا في غمرة الظل نشوةٌ
وأخرى تَشُدُّ الليل ظمأى لتلقانا
وتمنحنا الآهاتُ شيئاً من الصدى
ليركض فيهِ السحر سراً وإعلانا
نَضِيعُ إذا أهدت لنا البيد بُحَّةً
مقدَّسةً يجثو لها الحسنُ عريانا
فقلتِ .. وما يدريكَ ؟ رُبَّ تدفُّقٍٍٍٍ
على قَلَقِ الأوتار يُثمِر نكرانا
فقلتُ .. خيولُ اللحنِ تترى وإنّني
حفيٌّ بها ما أشعلَ الليلُ أحزانا
أنا الأرقُ المصلوبُ في سحنة الدّجى
إذا انهَمَرَت من شرفة العشق حرمانا
أنا نأاسكُ الأشواق .. فيضُ تَصَوّفي
رهينُ انشطارِ الذاتِ .. نَيْلاً وفقدانا
فلا تسألي عن نشوة الليل ناسكاً
سواي ولا تغوي بها الدهرَ شيطانا