(A Nation at Risk)
كان ظهور كتاب (أمة في خطر) في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1983م، بداية لصحوة تعليمية دقت على جرس القصور في النظام التعليمي الأمريكي لإعداد مواطنين قادرين على مواجهة القرن الحادي والعشرين, هبت رياح بسرعة ألف حصان من التحرك السريع، حيث قام (رونالد ريغان) بتكوين لجنة رئاسية على أعلى مستوى لمراجعة هذا النظام، واقتراح استراتيجيات وسياسات لتحسين وتطوير التعليم, وتبعها حمى الإصلاح التعليمي العالمي حيث شمل اليابان ودول أوروبا الغربية والهند وإسرائيل, ودول المعسكر الشرقي إلى هنا انتهى, وسوف اخفض فروقات حديثي إلى حدود هامشية, لطالما استوقفتني نظرة الآخرين وآراؤهم وأفكارهم تجاه قضاياهم وحلولهم الايجابية وبعيدة المدى، مقارنة بالتشرذم التعليمي الذي نعيشه في بلدنا، والحلول الجاهزة بما فيها الدراسات السريعة بسرعة البرق، هل عجزنا عن وضع أجندة لمقومات الإصلاح الجذري لتعليمنا الآيل للسقوط؟ لماذا نفشل في بث الوعي لقيام مؤسسات تعليمية غير هادفة للربح، وبإدارات مستقلة تمثل الدولة وقطاع الأعمال، والأكاديميون، والمجتمع، فالكل له مصلحة ذاتية في دفع التعليم إلى الأمام وتوفير الإمكانيات والكفاءات اللازمة له, هل نضبت العقول، لا اعتقد…
ولكن غياب الهدف والعمل الجماعي المؤسسي هو الذي جعلنا آخر الركب، لدينا بُنية أساسية للتعليم ولكن لم نستفد منها كما يجب، لم نكلف أنفسنا بالتفكير بالمستقبل البعيد، ولاتزال الخطط التعليمية تحبو, وحائرة بين مخرجات التعليم العام, وجودة التعليم العالي، والنتيجة انعدام التأهيل للمواطنين الصغار (جيلنا القادم), وضياع جيل (المكدنة) و(الكنتكة) كما يُطلق عليهم (نسبة الى ماكدونالدز وكنتاكي), هناك من يقول (فتش عن أي تخلف اقتصادي، تجد خلفه فشل تربوي لا استطيع تحديد حقيقة هذه المقولة، ولكن نحن فعلا نحتاج إلى هندرة بدءاً من العقول مرورا بالأنظمة، وجميع الأجهزة الحكومية فهي سلسلة مترابطة تكمل بعضها بعضا..!!
ولا نغفل أيضا ثورة التكتلات الاقتصادية أو القوة الجديدة للمعرفة، اتخذت من التعليم وسيلة أساسية لها مثل مجموعة السوق الأوروبية المشتركة، والنمور الصغيرة ASEAN، إذن: كيف نرتب الأدوار، وكيف نتتبع حقائق كون التعليم لدينا بحاجة فعلية إلى طوارئ اصطناعية لعمل جراحة عاجلة له. بعد أن تعمقت التشوهات داخل هذا الجسد، الذي يعكس كل عناصر المنظومة الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية. اعتقد أننا إذا لم نتدخل بسرعة فسوف يكون هناك قوى أخرى لتتدخل وتشكل المستقبل لنا...!!