عرفت عنه منذ ستين سنة خلت، مثالاً للشاب المثقف والحضاري، ينظر إلى الأمور من منظاره الخاص وكأن الدنيا موضوع اختبار دائم.
ثم شاء القدر أن أتعرف إليه وألتقيه مراراً، طالباً عائداً من أمريكا، شهدت له مجلات عالمية، وشاعراً متغزلاً بمن أصبحت زوجته سنة 1953، ومرشحاً للنيابة ونائباً قطباً من أقطاب المعارضة وصحافياً رائداً وعضواً في اللجنة التي انبثق عنها بعض الإصلاحات في أوائل في أوائل الحروب من أجل الآخرين. ثم ممثلاً للبنان في الأمم المتحدة ووزيراً ممارساً للسلطة وأخيراً نائباً حل محل ابنه جبران الشهيد.
أعني غسان تويني، الذي كان فوق كل ذلك رجلاً أحب لبنان وعرفه، عمل فيه وله ومنه أصبح عالماً وعالمياً.. إلا أن أبدع ما أنجزه غسان تويني، وهو أنه، بعد أن دار الدورة حول بلاد الشام والعالم، عاد ليعتبر أن الحرية والتصرف الحضاري هما الهدفين اللذين يجب أن يسعى إليهما لبنان أولاً، ومن بعده البلاد العربية.
غسان تويني قلباً وعقلاً هو مسيرة الحرية والكرامة لا تتوقف ولا تنتهي.