حصلت مؤخراً على صورة من أعداد مجلة (صوت البحرين) والتي مضى على صدورها ستون عاماً وكما هو معروف أنها بدأت في الصدور من شهر ذي القعدة سنة 1369هـ وذلك قبل أن يصدر في المنطقتين (الوسطى والشرقية) من المملكة أي صحف أو مجلات. فكان كتاب المنطقتين يراسلون تلك المجلة – وبالذات أبناء المنطقة الشرقية- وينشرون بها مقالاتهم وقصائدهم وأخبارهم.
وقد حرصت منذ مدة على الحصول على نسخة من أعداد تلك المجلة لمعرفة ما ينشر بها من مشاركات لأبناء المملكة.
وكما قلت في مقال سابق نشر لي بجريدة الجزيرة العدد 13093 ليوم الأحد 2 من شعبان 1429هـ 3 أغسطس 2008م إن صاحب الفضل في حصولي على المجلة هو الأستاذ خالد البسام، وسأحرص على استعراض ما نشر في المجلة بأقلام أبناء المملكة لتوثيقها وليحق لهم أن نذكرهم ونشكرهم، وسأوافيكم فيما بعد بما نشرته المجلة في سنتها الأولى على أن أوافيكم في الأعداد القادمة بما نشر لهم بالسنوات الثلاث الأخرى. سأكتفي في هذا بالإشارة إلى ما نشره أبناء المملكة من نصوص أدبية (شعر أو نثر) وغيرها من المداخلات والمتابعات الإخبارية (بصوت البحرين).
العدد الأول، ذو القعدة 1369هـ السنة الأولى:
من وكلاء المجلة بالمملكة الخبر السيد أحمد عمر با يزيد.
ص30-31 نقرأ قصيدة على مسرح الذكرى للأستاذ محمد سعيد المسلم يقول فيها:
طغت في زمن الصبا أنغامي
ورأيت فيه عرائس الأحلامي
طبع هذا العدد في مطبعة المؤيد بالبحرين، وبعدها انتقلت المجلة لتطبع بقية أعدادها بمطابع الكشاف ببيروت.
العدد الثاني، ذو الحجة 1369هـ السنة الأولى:
ص 10: إعلان صغير يقول :(المكتبة الأدبية لصاحبها أحمد عمر بايزيد متعهد توزيع الصحف المصرية وغيرها، وبيع الكتب الأدبية في الخبر والدمام (المملكة العربية السعودية) ونقرأ في (ص20) الكلمة التالية: (عليك أن تنظر في أمر المسلمين عامة، وفي أمر أسرتك خاصة، اجعل كبيرهم والداً، ومتوسطهم أخاً، وصغيرهم ولداً، وهن نفسك لرضاهم، وامح زلتهم، وأقل عثرتهم وانصح لهم، واقض لوازمهم، بقدر إمكانك، فإذا فهمت وصيتي هذه ولازمت الصدق والإخلاص في العمل، فأبشر بالخير (الملك عبد العزيز آل سعود).
- ص 23 تطلب المجلة – الخبر والدمام السيد أحمد عمر بايزيد المكتبة الأدبية.
- الأحساء السيد يوسف قاسم (مصور الأحساء).
ص28 يشترك السيد محمد عبد الله الحميدان من الخبر بمداخلة له يقول فيها: (.. إننا لنأمل من وراء صوت البحرين خدمة لهذا الوطن وبعثاً للحياة الفكرية فيه، ولعلنا نحظى بمساهمة الشباب في إصدار مجلات أسبوعية وجرائد يومية، ولكن - يا للأسف- إن الكثيرين من الشباب لا يزال يغط في نومه، تسيطر عليه الروح الانعزالية البغيضة لا يهتم إلا بمصالحه الذاتية).
فردت عليه (صوت البحرين) قائلةً: نشكر السيد على رأيه ونهيب بشبابنا أن يخلعوا عنهم ثوب الانعزال وينزلوا إلى ميدان العمل فميدانه رحيب.
وفي الصفحة (37) وتحت عنوان (من كل لون) تنشر مقطوعات شعرية منها قصيدة بقلم ناصر بوحميد (بوحيمد) - عندما كان مقيماً في البحرين- بعنوان (يا حبيبي) يقول في مطلعها:
يا حبيبي قم غنني فالندامـى
شكروا من ثمالة الأقداح
واسقنيها بالراحتين وبالعينين
ورد الربيع والتــفاح
العدد الثالث ربيع الأول 1370هـ السنة الأولى:
نجد وكلاء توزيع المجلة في المملكة يزدادون فقد سبق أن كان هناك وكيلان في الخبر والأحساء، فأصبح من الآن هناك وكيل ثالث هو السيد عبد الحميد الزاير بالقطيف.
وتنشر قصيدة لأول مرة للشاعر عبد الرسول الشيخ علي الجشي من القطيف بعنوان (يا ابنة البحرين) قدم لها بقوله (إلى التي صيرتني شاعراً غزلاً أهدي عواطف نفس كلها غزل) قال فيها:
يا ابنة البحرين والبحرين عطر ولآلي
الصبا تأرج من أنفاسها بين الدوالي
والسهى يقبس من لآلائها عبر الليالي
غير بدع منك يا خير اللآلي في أوال
أنت فيضي في التصبي والتجني والدلال
أفلست الغادة الحسنا تعالت عن مثال
لك أشذاء الأزاهير وأشواق الهلال
اضحكي..إلخ
وفي الصفحة نفسها(19) التي نشرت فيها القصيدة نجد مقالاً بعنوان (رسالة الأندية) بقلم محمد عبد الله المنصوري – نزيل جدة- الحجاز- يطالب فيها الأندية بالنهوض بواجبها والعمل على محو الأمية ونشر مجلات ودوريات تعرف بدورها ومشاعرها وآمالها وآلامها، وتنظيم رحلات لأعضائها للأندية الأخرى والأماكن أخرى للتعارف والتعاون وكذا تنفيذ مسابقات رياضية يشترك بها أعضاء الأندية الأخرى.. ألخ.
وفي باب (صيدنا) نشرت مجموعة من الأخبار منها : أنه في أوائل أكتوبر 1950م تم مد أطول خط لأنابيب الزيت في العالم، ويمتد هذا الخط من رأس تنورة على شاطئ الخليج العربي وينتهي في مدينة صيدا على ساحل البحر الأبيض المتوسط ويزيد طوله على ألف ميل، وقد استخدم فيه من الفولاذ ما تبلغ زنته 223 ألف طن، وكلف من النفقات ما يربو على 94 مليون جنيه إسترليني.
ونجد عبد اللطيف بن جوهر من رأس المشعاب يتناول في (القراء يكتبون) موضوع الزواج وغلاء المهور. كما تنشر المجلة في الصفحة (41) أنها تطلب وكلاء لها في الأقطار ومنها : نجد والحجاز.
العدد الرابع ربيع الثاني 1370هـ السنة الأولى:
وفيه تعتذر لتأخر صدور العدد الثالث عن موعده لأسباب قاهرة وترجو ألا يتكرر هذا التأخر مرة أخرى. وعلى مدى ثلاث صفحات يكتب أحمد الراشد نزيل الظهران وأعتقد أنه الشاعر أحمد الراشد المبارك، فقد كتب تحت عنوان (حول ما يكتبون) معلقاً على عدد مما سبق نشره في الأعداد الماضية من المجلة، ومن القطيف نجد الشاعر عبد الرسول الجشي يكتب قصيدة (يا فتاتي) يقول في مطلعها: .. إلخ
وضمن (القراء يكتبون) ص37 نجد محمود يوسف من الظهران يكتب (أيها الصوت، إنني أكثر ما أخشاه وأخافه عليك، أن تكون صوتاً خافتاً غير مسموع، صوتاً مبحوحاً غير مفهوم، أو تكون صوتاً عليلاً يحمل في ثناياه موتاً بطيئاً. احذر هذه الأصوات الثلاثة جميعها وابعد عنها ما أمكنك البعد، ففيها يكمن الموت وبين طياتها يختبئ الفناء..) إلى أن قال: (.. كن صوتاً جياشاً بالحياة حافلاً في أسمى معانيه، نابضاً بتلك الروح الإنسانية النبيلة والعاطفة الخلقية الكريمة التي تدفع الضيم والأذى عن الضعيف المظلوم، وترد إليه ما سلب من حقوقه واغتصب من شؤونه وأموره، تلك الروح والعاطفة اللتان من أجلهما بعثت، واللتان يريدهما لك قراؤك المخلصون أنى كانوا وحيثما وجدوا..) إلخ.
فتعلق المجلة بقولها: (أعلم يا سيد محمود أن المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه، وما دامت أصواتكم الجهيرة تدوي بصرخات الحق، منضمة إلى اصواتنا فلن يخفت هذا الصوت أو يعتريه الكلال..).
وفي الزاوية نفسها نجد (قارئ) ينتقد قصيدة ناصر أبو حيمد والتي سبق أن نشرت في العدد الثاني قائلاً: (... وما منيت به بعض أبياتها من اختلال في الوزن، فهل قاس أبياتها بعود الكبريت؟ أم هي أيضاً قطعة من الأسطول الإنجليزي؟
فترد المجلة قائلة : الكلمة للأستاذ ناصر أبو حيمد.. وضمن صفحة (صيدنا) نقرأ : عاد من القنص في حفر الباطن بالمملكة العربية السعودية صاحب السمو الشيخ عبد الله بن عيسى آل خليفة وزير المعارف وبعض أنجاله وحاشيته، وبعد أيام عاد أيضاً من القنص الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة وأحد أنجاله.. وقال: إن موسم القنص هذا العام قد اتسم بوفرة الصيد، فقد بلغ مجموع ما اصطاده الأميران خلال 25 يوماً 1035 حباري و35 غزالاً عدا الأرانب والطيور الأخرى.
وخبراً آخر يقول : نزف تهانينا الحارة لحضرة الحاج عبد الرحمن بن حسن القصيبي بمناسبة تعيين صاحب الجلالة الملك عبد العزيز آل سعود لـه وزيراً مفوضاً.