أتمنى لسعادتكم وللمجلة الثقافية عوداً حميداً، وأتقدم لسعادتكم ولجميع العاملين في صحيفة الجزيرة بالشكر الجزيل على ما تبذلوه من جهد في خدمة الدين واللغة وجميع شؤون الوطن والمواطن. وبعد هذا يسرني أن أبعث إليك بالملاحظات الآتية: وهي مأخوذة من واقع الحال وليس من الخيال، وقد أشرت فيها إلى مصدرها، فإن رأيتم في نشرها ما يفيد فلكم ذلك، وهو هدفنا، وإن رأيتم غيره فاعتبرها لم ترسل ولم تصل والملاحظات هي كما يلي:
في الملحق الاقتصادي لصحيفة الجزيرة وعلى الصفحة 43 ليوم الأحد 20-10-1429هـ الموافق 19-10-2008م قرأت مقالا بعنوان (الاقتصاد الإسلامي بين الرأسمالية والاشتراكية.. بين كينز وآدم سميث) وبما أن الملحق اقتصادي فإن كل ما جاء فيه يتعلق بالاقتصاد، والكتابة في موضوع الاقتصاد تجر كاتبها إلى ذكر بعض النظريات الاقتصادية مع ذكر أسماء أصحابها وغيرهم ممن له علاقة بالموضوع.
ومن تلك الأسماء ما ورد في العنوان (سميث) وبالاطلاع على الموضوع علمت أن المقصود هو (اسمث) Smith وتعني بالعربية حداد وكتاتبها تبدأ بحرف (S) وليس (C) وكل كلمة تبدأ بـ(S) في الإنجليزية يُرغب في نقلها إلى العربية كما هي فإنه لا يمكن أن نبدأها (بالسين) مباشرة لأنه لا يوجد في العربية كلمة واحدة تبدأ بالسكون، ولكن لمرونة اللغة العربية، فان بالإمكان كتابة الكلمة حسب لفظها، ومثل هذا فقد احتاج العرب - عند كتابة القرآن الكريم قبل مئات السنين - إلى كتابة كلمات كثيرة، وهي تبدأ بالسكون فلم يحتاروا في ذك ولم يلاقوا أي صعوبة، حيث وضعوا ألفا أمام الحرف الساكن في أول الكلام حتى يتمكنوا من لفظه ساكنا حسب أصله دون أي تحريف. ومثال ذلك: إسماعيل، إسرائيل، إسرافيل الخ.. هذا وبالعودة إلى الاسم نفسه (إسمث) (smith) نجد أن حرف الميم فيه مكسور فقط وليس ممدودا بالياء، فمن أين أتينا بالباء؟ ولماذا نخلط بين عمل الحركات وبين عمل حروف العلة! أليس لكل عمله الخاص به؟ أن هذا أمر يعرفه حتى التلميذ الصغير الذي لازال في الصفوف الأول الابتدائية وحتى الإنجليزية لو كان حرف (M) في نفس الاسم يحتاج مد، لما كتبوه بالطريقة آنفة الذكر، بل لكتبوه بطريقة أخرى تثبت أنه ممدود، وبالمناسبة فإن العربية هي أدق لغة في تطابق المكتوب مع الملفوظ.
في نفس المقال أيضا ورسد اسم (بوريس يلتسن) وهذا أيضا كتابته بالعربية غير صحيحة والصحيح حسب لفظه هو (بُرِسْ يَلْسن) فلا واو ولا ياء في برس، ولا تاء في يلسن، لأن التاء هنا أتت من حرف T الذي يوجد في الاسم حسب كتابته بقواعد لغة أخرى غير العربية، أما العربية فليس فيها ولا كلمة واحدة يكتب في وسطها حرف تاء ولا ينطق.
ولأن كل منا يعرف أن الخطأ في الكتابة يجر من لا يعرف أصل الكلمة إلى النطق الخطأ، وهذا بدوره يؤدي إلى السخرية وخاصة إذا نطقها بين قوم يعرفون أصلها - فإني أرجو ممن يكتب مثل هذه الكلمات أن يتحرى الدقة في الكتابة وما أكثر الأخطاء في مثل هذا وكل التقصير منا وليس من اللغة.
جمهورياته الخمسة عشرة، كما تلاحظ معي أن العدد في المركب من 13 - 19 يجبأن يتناسب مع المعدود في التذكير والتأنيث ولكن ما ورد في المقال لا يتناسب لا مع هذا ولا مع هذا، فالمعدود مؤنث (جمهوريات) والعدد المناسب هو خمس عشرة أما ما يناسب المذكر فهو خمسة عشر أي أن التاء المروبطة لازمت الجزء الأخير المؤنث، ولازمت الأول في المذكر. وفي المقال لازمت الطرفين.
وتقبلوا شكري وتقديري
ظافر بن محمد المبطي- الرياض