في العدد الماضي (258) من هذه المجلة 28-10-1429هـ رأيت في الصفحة الحادية عشرة مقالاً عنوانه (قيس بن الملوح) للكاتب العراقي من هولندا قاسم حول، وقد فرحت باسم قيس يلوح في الصفحة، وأثار المقال شجوناً قديمة، فقبل أكثر من 29 عاماً وبالتحديد في 15-4-1400هـ كتبت مقالاً عن المجنون في المجلة العربية من أربع صفحات على إثر زيارة لي للأفلاج، وبالذات قرية (الغيل) وجبل (التوباد) المطل عليها (المقال مرفق)، ليت ربان (الثقافية) ينشره، خاصة أن من قرأ المقال نسيه ونسي قيساً (وجبله) ومن لم يقرأه يكون النشر فرصة لزيادة ثقافته ومعرفته.
كما كنت كتبت مقالين عن جبل التوباد، نشرا في المجلة العربية أيضاً، الأول في العدد الرابع من السنة الرابعة لشهر رمضان 1400هـ والثاني في العدد الثامن من السنة الرابعة لشهر محرم 1401هـ قال قيس
وأجهشت للتوباد حين رأيته
وسبح للرحمن حين رآني
ولمن سماه بعضهم أمير الشعراء (وبعضهم يعارض ذلك) أحمد شوقي مسرحية شعرية جميلة عنوانها مجنون ليلى.. منها هذه القصيدة الجيدة (الأنشودة) التي غناها (أنشدها) الأخ محمد عبدالوهاب.. ومنها:
جبل التوباد جبال الحيا
وسقى الله صبانا ورعى
فيك ناغينا الهوى في مهده
ورضعناه فكنت المرضعا
وحدونا الشمس في مغربها
وبكرنا فسبقنا المطلعا
وعلى سفحك عشنا زمنا
ورعينا غنم الأهل معا
هذه الربوة كانت ملعبا
لشبابينا وكانت مرتعا
كم بنينا في حصاها أربعا
وانثنينا فمحونا الاربعا
وخططنا في نقي الرمل فلم
تحفظ الريح ولا الرحل وعى
لم تزل ليلى بعيني طفلة
لم تزد عن أمس إلا إصبعا
ما لأحجارك حتماً كلما
هاج بي الشوق ابت أن تسمعا
كلما جئناك راجعت الصبا
فأبت أيامه أن ترجعا
قد يهون العمر إلا ساعة
وتهون الأرض إلا موضعا
قيس.. وقاسم
أعود - أيها السادة - لمقال الأستاذ العراقي قاسم حول الذي وجد إحدى طبعات ديوان قيس القديمة، ووصفها وصفاً أدبياً جميلاً.
وهذه الطبعة من طبعات للديوان كثيرة موجودة بمكتبة قيس بالرياض لصاحبها (أنا) بلغت 28 طعبة (ثمان وعشرون) وهذه الطبعة من ضمنها رقم 13 وليست أقدم الطبعات فقبلها رقم 7 ورقم 17 كما يرى القارئ في البيان المرفق الذي أرجو نشره مع المقال.
ذكر الكاتب أن هذا الديوان 1306هـ طبع قبل 169 عاماً، ولعل الصحيح أنه قبل 123 عاماً. والأبيات التي أوردها الكاتب (7 أبيات) لقيس هي من قصيدة (المؤنسة) التي وجدتها في مخطوطة لدى (سوسة الكتب) حسين بن عبدالله بن جريس رحمه الله وأبياتها 559 بيتاً، (وبالمخطوطة سقط)، ولكن لم أجد منها في طبعات الديوان سوى 50 بيتاً، ومطلعها:
تذكرت ليلى والسنين الخواليا
وأيام لا نخشى على اللهو ناهيا
وفي القصيدة أبيات كثيرة مبدوءة بكلمات مكررة منها:
ألا حي.. 9 أبيات (9)
ألا يا حمامات الأيك.. 24 بيتاً
ألا يا حمامات العقيق.. 14 بيتاً
ألا يا حمامات اللوى 6 أبيات
ألا يا غراب البين 17 بيتاً.
****
ملحق عن جبل التوباد
الشيخ محمد بن عبدالله بن بليهد رحمه الله في كتابه (صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار) قال عن التوباد (لا أعرف مكانه ومحمد عبدالوهاب يغني جبل التوباد حياك الحيا). وكتبت رسالة للشيخ حمد الجاسر رحمه الله عن الجبل وأنه في منطقة الأفلاج مطل على قرية الغيل، فقال في مجلة (العرب) كتب إلى محمد بن حمدان عن عثوره على الجبل فراجعت التي لدي والمصادر فوجدت علمين (جبلين) يسميان بذلك، أحدهما في منطقة القصيم، ذكره الشيخ محمد بن ناصر العبودي، والثاني هذا الذي ذكره الحمدان، وترجح لدي أنه الذي في منطقة الأفلاج التي هي بلاد بني عامر.. الخ).
محمد بن عبدالله الحمدان
مكتبة قيس للكتب والجرائد القديمة - الرياض – البير