كنت أعلم جيداً بأنه في خضم الأحداث المتتالية والدورات التأهيلية والكتب الأكثر مبيعاً سيُقوّم الناس بعضهم بعضاً..
أي بمعنى أنه لن يصبح من الصعب أن يغير الإنسان من أخلاقه وطبائعه وطريقة تفكيره.. وحتى مسكنه..!!!!
حتى إنني أذكر مقوله لـ(ويل كارنجي)
(تعلم الاختلاط بجميع أنواع الناس وواظب على الاحتكاك المستمر بهم، إلى أن تتمهد الأجزاء غير المتساوية من عقليتك، وهذا ما لا تستطيع أن تفعله إذا كنت في عزلتك)
لربما كان في وقتٍ مضى الأمراض النفسية شيء مبهم أو مشوش الرؤية أم لعلّ الأشخاص المصابين بذلك يستطيعون إخفاء مرضهم حتى يتوهم لهم أنفسهم بأنهم أصحاء!
العيوب - عادةً - نكره ظهورها على سطح حياتنا سواءً كانت هذه العيوب جسدية أو نفسية أو اجتماعية وما إلى ذلك...
وهنا يحضرني مثل قديم لا تنفك جدتي - رحمها الله - من ترديده (الشق أكبر من الرقعة).
يبدو أن جدتي تعثرت كثيراً بالرقع وأدمتها الشقوق..!!!
وكأنها كانت تبحث عن أمر (واقعي) ولأن واقعي هذه لا توجد سوى بالواقع نفسه ماتت وهي لم تجدها!
لعلّ الحلّ الوحيد ليس الابتعاد عن الأشخاص المشبوهين فقط فهذا بالطبع لا يكفي لكن أن نصنع لكل شخص شخصاً آخر خاصاً به!!
كيّ يملي عليه جميع رغباته ويمارس فاشستيته عليه ونزواته جميعها!!
طورت ذاك الحلم وأوقفته على قدمين ثابتتين
وما أن وقف حتى فر هارباً!
أصبحت خيالاتنا لا تتحمل خروجنا المستمر من أطوارنا الأشخاص (المرضى) هم من يتسيدون الأماكن ويدعون الانضباط مغلفين شخصياتهم (الهشة) بالكثير من القساوة.
لا يعلمون بأن الفشل يولد القسوة.... والقسوة قشرة خارجية رقيقة بحيث تسمح لأي شخص أن يزيلها برجفة!!!
ولذلك قررت أن أصنع (أمراً واقعياً) آخر..
لكن بلا قدمين..؟!!
أن يكون مشوهاً خير لي من أن يكون عاقاً!
أعلم جيداً بأن هناك أشخصاً يصعب التعامل والتعايش والعمل معهم
لكننا (أحياناً) نكون مرغمين على تحملهم نحاول بأوقات فراغنا أن نهرب من عقدهم ولكن (الصدف) تجعلهم يتكررون بأحداثنا جميعها.. !!
لقد ظهرت نتيجة ذلك العنف بجميع أشكاله الأسري، التربوي، الخ .....
لجنة حقوق الإنسان ولجنة قمع الإنسان ضدان لمرض واحد.. !!!
يستوقفني كثيراً عنف يحمل نفس صفات مثل (جدتي).!
(العنف الوظيفي)
وما يحمله هذا العنف من غموض كامل..
سواءً نفسية أو حتى جسدية..
ذاك جزاء المديرين المتخمين بالفراغ..!
هناك حادثة استوقفتني كثيراً فلقد قرأت بالشريط الإخباري لإحدى المحطات أنه بالهند تم قتل مدير قطاع خاص تابع لشركة إيطالية على يد مجموعة من موظفيه الذين ضربوه حتى الموت..!!
أنا أجزم هنا بأنهم لم يرغبوا بموته فقط بل بتكرار الآه في فمه والتيّ أذاقهم إياها حتى تعفنت أفكارهم وأصبح المستقبل مخيفاً بالنسبة لهم...
وبأنهم شعروا وللحظة (ما) بأنهم ملك لغبائه وساديته وقراراته التيّ اختلقها (هو) كيّ يعطي روحه الضائعة وشخصه (البغيض) الكثير من الأهمية..!!
أنا لست هنا بموقف (فصل) أو إلى أي الطرفين أميل ولكني دائماً أقول لو أراد الله لنا أن نتقاتل لخلق لنا (مخالب)!!!
ولكني وفي هذا موقف أسأل نفسي..
لماذا يجعلون ذاك العقل المعطوب يتخذ قراراً؟؟
ربما لأنه لا يوجد إلا مجنون واحد يدور على كرسي مكسور الأرجل..!!!!!
فاصلة أخيرة،
لسنا ضحية الفشل.... بل نتيجته!
خير طريقة للتهرب من المسؤولية هي إشراك الكل بالخطأ والتكلم بصيغة الجمع!
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7991» ثم أرسلها إلى الكود 82244