يا عابرا أفقا تخضبَ بالكلامْ
ها قد بدا في طيفهِ
غسقُ الرؤى
كم عفَّ خطوك أن يرى في محفلٍ
يجبى، كهاجس طامحٍ
نيلَ المرام.
مذ كنتَ في حرم الهوى
آليتَ أن تفهو عزائمك التي
تندى لبارق لهفةٍ مختالةٍ
عبثاً
تراودها تباشيرُ الغرامْ.
هذا مدادكَ في يدي
قد جفَّ نبعُ دمائهِ
وذوى كظلٍ قد تلاشى لونهُ
وجثا بهيكله السقامْ.
ما سر فتنتك التي أخفيتها؟
حتى تنامت في دهاليز المكان
حتى علتْ صيحاتها
تجوبُ آفاق المدى
ما سر فتنتك التي
أضحتْ حطامْ؟
يا عابراً أفقَ الرؤى
ما هزّ شجوك مسمعاً
قد غب من صدأ الصدى
مذ قلتَ أنك عاكفّ (خلف القمرْ)
حتى (سرابيل الملامْ).
عشرون ذكرى من تراتيل الندى
فطمتْ بمائدةٍ يدور عبيرها
عن عاشقٍ مجنونَ ليلى
في غوايات الهيامْ.
عشرونَ غيبت المدى في ظلها
عشرونَ أسكرت الجوى
أفلتْ، كوجه حبيبةٍ
في ليل صبٍ
ما روى
يا عابرا
هذا مقامٌ لا يليقُ بحزنه
إلا عليكْ
فمتى إليكَ
تعودُ أحلامُ المكانْ؟
فمتى إليكْ؟
فمتى
إليكْ؟.