إصدارات
التدخل الأجنبي وأزمات الحكم في تاريخ العرب
|
تأليف: علي عبد المنعم شعيب
بيروت: دار الفارابي، 2005م
***
يتناول الكتاب معالجة للتحولات التي طرأت على الواقع العربي، ويعرض لنماذج عدة من الأحداث التي تعكس جوانب التغيير الذي خلفه التدخل الأجنبي، والذي ترك آثاره على العديد من الظواهر المختلفة في التاريخ العربي الحديث والمعاصر، من خلال مجموعة من الأبحاث التي تم نشرها في العديد من البلدان العربية، على فترات زمنية متباعدة.
يتكون الكتاب من سبعة فصول، الأول بعنوان الولايات العربية في ظل السيطرة العثمانية، الثاني علاقة بونابرت بالقوى المحلية في مصر وبلاد الشام، الثالث محمد علي باشا وبناء الدولة الحديثة - المسألة الشرقية، الرابع حركة الوعي القومي في بلاد الشام في أواخر الحكم العثماني، الخامس أشكال العلاقة بين المحور والمشرق العربي خلال الحربين، السادس ثورة 23 تموز المصرية وولادة الحالة الناصرية، والسابع تحولات الصراع على الخليج العربي وأزمات الحكم فيه.
ومما يعرضه الكاتب قصة سقوط المماليك على يد العثمانيين والصدامات التي كانت بينهم، والعاصفة التي هبت على العالم الإسلامي والتي أثارها (تيمور لنك) محاولاً بعث إمبراطورية باسم الإسلام لكنه بعد ذلك عاد إلى آسيا.
ثم ينتقل إلى سياسات سليم الأول ومعركة (مرج دابق) والتي كانت بين سليم الأول السلطان العثماني، وبين سلطان المماليك (قنصوه الغوري) والتي انتصر فيها سليم الأول في بلاد الشام، كما يلقي الضوء على دور (محمد علي في النهضة الحديثة) إلى أن يصل بالقارئ للحركة التي شهدها الوطن العربي في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي بقيادة (جمال عبد الناصر).
ويذكر الكاتب أن هناك عوامل عدة دولية وإقليمية تتضافر ويتفاعل فيها الصراع الاجتماعي بالنضال السياسي مما يؤثر في مجريات الأمور، والتي تؤدي إلى التحولات في تاريخ العالم العربي، ويحدث ذلك في مناطق جغرافية هياكلها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ذات خصائص مفككة، ويذكر أن هذه المناطق تضم مذاهب وأحزاب متعددة وأحيانا ما تكون متنافرة ومتخاصمة فيما بينها، وما نتج عن ذلك ترك الفرصة للهيمنة وللتدخل الأجنبي في شؤون أقطار الوطن العربي.
ويسوق مثالاً لذلك الغزو الأمريكي - البريطاني على العراق، وما ظهر من محاولات لفرض السيطرة على الوطن العربي، والتدخل في شؤونه على نطاق أوسع من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير.
ويقارن الكاتب بين آخر تدخل غربي في منطقة الوطن العربي، بالقرن الماضي وانهيار السلطنة العثمانية، والذي أدى من خلال اتفاقية سايكس - بيكو إلى اقتسام بريطانيا وفرنسا للعالم العربي.
ثم وعد بلفور الذي قاد في نهاية الأمر لفقدان دولة فلسطين لصالح دولة استيطانية صهيونية، من ذلك يستنتج الكاتب ما ذكره تفصيلياً بأن مشاريع التدخل الأجنبي لم تزرع في أرض بكر، بل وظفت في تربة صالحة يسرت مهمة الغزو الأجنبي في الهيمنة على المنطقة العربية، مما أعاق عملية بناء الدولة الحديثة، وكذلك محاولات التنمية بكل أشكالها.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
