من المواضيع الشائعة التي تتكرر بين حين وآخر في بعض الأعمال الفنية تلك العناصر أو الرموز المستقاة من تاريخ وفنون حضارات أخرى مجاورة، كرموز الحضارة المصرية القديمة أو الآشورية أو الهندية.

ولا أرى عيبا في استعارة رموز وافدة لأغراض فنية، ولكن المحزن أن نستعير من حضارة غيرنا بشكل مستمر بينما نتجاهل أو نغيب تماما رؤيتنا عن تلك الأعمال الفنية التي أنتجت في مرحلة أو مراحل تاريخية بعيدة لحضارات عاشت على أرض شبه الجزيرة العربية أفرزت خلالها كنوزا إن صح لي التعبير من الأعمال الفنية التي لا يجب إغفالها كمصدر ثري للرؤية الفنية والإبداع المتجدد، وربما حالفني الحظ أن وجدت نفسي أمام مجموعة غنية من هذه الأعمال لدراستها في بحثي الذي أرجو من خلاله نيل درجة الدكتوراه من كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود بالرياض، وهنا لا أبحث عن التعريف بقدر إثارة الجدل حول تلك الفنون، التي لم يتسنَّ لي رؤيتها لولا وقوعها في مجهر بحثي، ومع أهميتها إلا أننا مغيبون عنها تماما، إلا في بعض من شواهد خجولة كأعمال إبراهيم الفصام أو تغريد العبودي.

وبعيدا عن توجيه الاتهامات لمسبب غياب هذا المصدر البصري سواء أكانت أسبابا ذاتية أو قلة الدراسات أو سوء العرض والإعلان.. ما يهم هنا هو توجيه الدعوة للفنانين والفنانات ومحبي الفنون بشكل عام للبحث عنها وإثراء الرؤية بمصدر غني فقدناه خلال الأربعين سنة الماضية؛ كيف؟ من خلال زيارة خاطفة للمتحف الوطني أو زيارة لمتحف كلية الآداب بجامعة الملك سعود الذي يعرض مخرجات حفريات قسم الآثار والمتاحف التي بدأت على يد أبي الآثار الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الأنصاري منذ أكثر من 30 سنة، وأفرزت لنا بدائع فنية لحقب تاريخية مختلفة معظمها تحت الدراسة الآن.

هنا توجيه الدعوة فقط لإمتاع الرؤية بتلك الفنون التي يجب أن نفخر بها ويكون لها مكانة في دراسات تاريخ الفن في أقسام التربية الفنية في جامعاتنا، أو حتى في التعليم العام، والتي تثبت أن حضارات شبه جزيرة العرب لها تاريخ وفنون توجب الفخر.. فيجب إعادة إحيائها من خلال الفنون المعاصرة كموضوع قديم جديد في ذات الوقت.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة «7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244