تتساقط الأوراق تترى
وتمر ذكرى بعد ذكرى
وأنا وأنت وريقتان
على غصين كاد يعرى
إلفان يقتسمان من
زمن الصبا حلوا ومرا
متشبثان بحلمنا
ويخالنا الحساد أسرى
لا قيد يمنعنا ولا
سور يحيط بنا وحصرى
الأفق أرحب غير أن الدرب بات إليه وعرا
من طولما زرع السعاة به من الأشواك كثرا
ولكثر ما مكروا به
وهم بعقبى المكر أدرى
ولكثر ما رصدوا وعادوا بعد طول الرصد حسرى
شابت عوارضنا وأوقد دوننا الحساد جمرا
وأنا وأنت على بساط الجمر نألم ثم نبرى
نمضي ونأبى أن نعود القهقرى أسفا وقهرا
لو مرة سد المدى لا بد أن ينشق أخرى
أخشى عليك وما على نفسي خشيت تضيع هدرا
من لدغة الموتور مستخف وعين الحقد حمرا
مثل الأفاعي يغدر الحساد بل وأشد غدرا
يعمون إذ يعمون عن ضوء ينور كل مسرى
ويشع في فجر المحيط يشيع في الأجواء عطرا
إن أنس لا أنسى سويعات مررن عدلن عمرا
إذ أشرعت روحي على النهر الجميل يفيض سحرا
النيل يسعد قلب زائره ويشرح منه صدرا
تلقاه تنفض غبرة الأحزان تقطف ألف بشرى
عش أنس قلبك برده وسلامه سيدوم دهرا
وائنس بدفء القلب دفء القلب يوهب ليس يشرى