تأليف: بول ريكور
ترجمة: فلاح رحيم وسعيد الغانمي بيروت: الكتاب الجديد 2007م
يشكّل كتاب (الزمان والسرد) واحداً من أهم الأعمال الفلسفية التي صدرت في أواخر القرن العشرين، حتى لقد وصفه المنظر التاريخي (هيدن وايت) بأنه أهم عملية تأليف بين النظرية الأدبية والنظرية التاريخية أنتجت في قرننا هذا.
يقع الكتاب في ثلاثة أجزاء: يراجع (ريكور) في الجزء الأول (الحبكة والسرد التاريخي)، المفهوم الغربي عن علاقة الزمان بالسرد، وهو يقع في قسمين: يُعنى القسم الأول، وهو بعنوان (دائرة السرد والزمانية)، بمراجعة القديس أوغسطين عن الزمان. ويحلّل القسم الثاني، وهو بعنوان (التاريخ والسرد)، الإشكالية التي تقوم عليها الكتابة التاريخية باعتبارها استمراراً للأنطولوجيا التي تقوم عليها الكتابة السردية عموماً.
يقول الناشر: (إن البحث عن الحقيقة هو ما يميّز عمل المؤرخ، غير أن التاريخ عبارة عن أحداث متعددة تعرفها مجموعة من البشر، ونحن نعرف بأن المدرسة التاريخية الفرنسية الجديدة، مدرسة الحوليات، قد أدارت ظهرها للحدث وغيّبته من اعتبارها، في حين أن ريكور يعود إلى الحدث التاريخي ويربط بينه وبين الحبكة القصصية. فالتاريخ يقوم على عمل شامل ومكتمل ولو بعد حين، ويمرّ بالمراحل الثلاث التي تقوم عليها علاقة السرد بالزمان: الزمن المعاش مباشرة بالممارسة، وزمن الحبكة والعقدة والتصوير الإبداعي، وزمن تلقّي العمل الإبداعي، والأهم في كل هذا هو الطابع الدينامي لعملية الصياغة، وهي اللحظة النقدية في عمل المؤرخ. وهذا التماثل بين أحداث العمل الأدبي والأحداث التاريخية تبقي التاريخ ضمن دائرة السرد، فتحافظ بالتالي على البعد التاريخي نفسه). ويحتوي الجزء الثاني من (الزمان والسرد) على القسم الثالث من مشروع ريكور، وفيه يتناول نظرية الأدب على مستوى السرد القصصي، وهو امتداد وتكملة لما بدأه ريكور في النصف الثاني من الجزء الأول، وقد قال ريكور نفسه: إنّ بالإمكان الجمع بين هذين القسمين لتكوين عمل واحد يحمل عنوان (التصور السردي)، وهو عمل يختص بدراسة مشكلات التأليف السردي على المستوى النصي، ويتصدى لكثير من الإشكاليات الخاصة بمنهجية هذه الدراسة والمحاولات المتوفرة لمقاربتها، بما فيها محاولة السرد البنيوي.
ويحمل المجلد الثالث والأخير لهذا الكتاب عنوان (الزمن المروي). الزمان الذي لا يستطيع البشر أن يدركوه سوى حين يُقصوه. ولكن هل هذا يحلّ كل غموض الزمان؟!