تأليف: إيناس حسني
القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب 2006م
يقدم الكتاب مجموعة من الدراسات تتناول الحداثة وتجديد مناهج قضايا المجتمع الإسلامي، والإصلاح والحرية في العالم العربي. وفي تناول الجنحاني لهذه القضايا يعتبرها مثيرة للجدل منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى الآن.. ففي حديثه عن نقد خطاب الحداثة على سبيل المثال يرى أن النخبة المثقفة في الوقت الحالي عليها التمسك بصيحة العالم الأزهري حسن العطار التي أطلقها منذ ما يقرب من القرن ونصف القرن حول ضرورة تغيير أحوال بلادنا وتجديد ما بها من معارف.. وفي حديثه عن مفهوم الحرية في التاريخ العربي في دراسة أخرى من الكتاب يعتبر أن الحرية تأثرت بأمرين أساسيين، هما المذاهب الدينية التي قدمت الاختيار كمقابل للجبر والقهر، والأمر الآخر هو ظاهرة العبودية فكانت الحرية بشكل عام لا
تعني إلا ابتعاد من ينالها عن الرق، وكان الرقيق يمثلون قوة منتجة وعاملاً اقتصادياً لا يمكن الاستغناء عنه في فترة ظهور الإسلام وتكوين دول عريقة للإسلام.. مما جعل من الحرية كمفهوم أمراً مشوشاً وغير واضح.
وفي الجانب السياسي من (دراسات في الفكر والسياسة) يتناول الجنحاني قضايا العراق والأيديولوجية الصهيونية واحتلال فلسطين، والتنافس الفرنسي الأمريكي في منطقة المغرب العربي، والسؤال المطروح الآن بإلحاح شديد: هل ما يحدث بين الغرب والعرب الآن صراع أم حوار؟..
ويعتمد الجنحاني في تناوله لهذه القضايا السياسية البعد التاريخي لأهميته في فهم طبيعة الخلاف أو المشكلة.
يقع الكتاب في 380 صفحة من القطع العادي.