ظاهرة إقالة المدربين تعتبر من أكثر الظواهر انتشارا في عالم المستديرة، حيث تلجأ الأندية الرياضية إلى تغيير المدربين عند تراجع النتائج أو اختلاف الرؤى، ولكن هذا القرار لا يخلو من ردود الأفعال أو الجدل البيزنطي من الجماهير الرياضية أو حتى من بعض الإعلاميين أو القريبين من النادي، فالبعض يرى أنه من الضرورة إبعاد المدرب لإنقاذ الفريق من تخبطاته وانكساراته وتعثراته التي قد تكلف النادي الشيء الكثير..! والبعض قد يرى أنه قرار متسرع، وربما يكون قراراً (ارتجاليا)، يعيق عملية الاستقرار، وبالتالي يؤثر على أداء الفريق على المدى البعيد.
طبعا قضية إقالة المدربين لها عدة أسباب قد تكون بسبب النتائج السيئة وحالة التردي وهو العامل الرئيس في قرار الإقالة، خاصة عند الخسائر المتكررة أو الهبوط إلى مراكز متأخرة في المنافسات الكروية، وربما يكون للخلافات التي تحصل بين المدرب والإدارة..! وتحديداً حول سياسة النادي وأسلوب إدارته، أو آلية التعاقدات مما يؤدي إلى إنهاء التعاقد، وقد يكون السبب الثالث وهو الأكثر حساسية المتمثل في فقدان الثقة بين اللاعبين من جهة والمدرب من جهة أخرى يصعب بطبيعة الحال تحقيق النجاح والتفوق للفريق مما يدفع الإدارة على اتخاذ قرار الإقالة وعلى عجالة.!!
صحيح أن إقالة المدرب تؤدي إلى تغيير جلد الفريق وتحّسن فوري في النتائج حسب بيئة النادي ووعي إدارته، ويكون بالتالي محفزاً للاعبين خصوصا عندما يأتي مدرب جديد بأفكار وأساليب حديثة وقدرات تدريبية بارعة تتناسب مع إمكانيات الفريق قد يصنع الفارق، ويحدث تحولا نوعيا في مستوى ونتائج الفريق في المنافسات الرياضية.
والصحيح أيضا أن عملية اختيار المدرب الأكفأ والأنسب تحتاج خبرة فنية وقدرة إدارية بارعة تستطيع أن تبني قرارها على أسس واضحة ورؤية فاحصة، وليس مجرد رد فعل عاطفي أو ضغط مؤقت..!! وبالتالي تستقطب المدرب الأفضل الذي يتناسب مع قدرات الفريق ومع المرحلة التنافسية التي يعيشها.
ولاشك أن قرار إقالة مدرب فريق الرياض الفرنسي (صبري لموشي) جاء منطقيا بعد تردي نتائج النادي العاصمي العريق في منافسات دوري روشن للمحترفين بعد أن كان الفريق في الدور الأول يحقق نتائج ايجابية ومستويات لافتة للأنظار حتى استقر الرياض، ومع انتهاء منافسات هذه المرحلة في منتصف ترتيب الفرق، بيد أن الرياض ومع بداية الدور الثاني من المنافسات المحلية سجل تراجع لم يكن في الحسبان وتقهقر الفريق حتى وصل لمرحلة ربما يدخل مرحلة التهديد بالهبوط..! إذا استمر هذا التراجع المخيف..!! غير أن الإدارة تداركت الأمر سريعا وأقالت المدرب وأسندت المهمة للمدرب الوطني القدير (بندر الكبيشان) والذي تولى الاشراف على دفة المدرسة (مؤقتاً) لحين التعاقد (قريباً) مع مدرب يتناسب مع إمكانيات وطموح النادي العاصمي العريق (الرياض). وربما يكون المدرب البرتغالي هو الأنسب (لمدرسة الوسطى) حيث يشتهر المدربون البرتغاليون بقدراتهم على بناء منظومات دفاعية صلبة وتنظيم الفريق بشكل منضبط تكتيكيا، وهم من أكثر المدربين الذين يتقنون الخطط التي تحقق التوازن الكبير بين الدفاع والهجوم، وهناك على سبيل المثال مدربون برتغاليون لديهم تاريخ طويل من النجاح مع فرق متوسطة رأينا كيف تغيرات أحوالها فنيا وانقلبت نتائجها للأفضل حتى غادرت منطقة الخطر في منافسات الدوري الحالي بعد تعاقدها مع مدربين برتغاليين مثل مدرب الفتح جوزيه قوميز، ومدرب الفيحاء بيدرو إيمانويل. والنماذج كُثر.!
** **
سلطان الدوس - أمين عام نادي الرياض -سابقا-