إعداد - طارق العبودي:
يحتفي الوطن والمواطن بمرور 8 سنوات على تولي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولاية العهد، وخلال هذه السنوات الثماني قدم سموه -يحفظه الله- الكثير والكثير لهذا الوطن امتداداً لمسيرة عطائه حفظه الله في خدمة الوطن.
ولأن سموه يعمل ليل نهار ويسابق الزمن ويبهرنا بكل جديد ومتميز، فإنه من الصعب أن نحصر ما يقدمه سموه للرياضة في هذه العجالة، لكنني هنا سأحاول أن ألقي الضوء على بعض مما تحقق للرياضة السعودية في هذا العهد الزاهر.
إن ما قدمه ويقدمه سمو ولي العهد للرياضة السعودية أمر يدعو للفخر والاعتزاز ويشجع على العطاء ويزيد من فرص النجاح.
لذلك لم يعد أحد يستغرب هذه النهضة الرياضية الشاملة التي جعلت من المملكة أرضاً خصبة لإقامة منافسات عالمية في مختلف الألعاب.
لم تكن للرياضة في المملكة العربية السعودية أن تصل إلى ما وصلت إليه من نهضة كبرى وقفزات ملحوظة لولا توفيق الله أولاً ثم الدعم الكبير والكبير الذي قدمه ومازال يقدمه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله -.
إن ما يقدمه سموه يعجز اللسان والقلم عن وصفه لأنه بات أمراً يدعو للفخر، ويكفل النجاح لأي منظومة رياضية.
إذ لم يكتف حفظه الله بتقديم الدعم المادي للرياضة، بل امتد دعمه للأمور المعنوية والإشراف المباشر وتقديم الرأي، وهو ما أثرى الساحة الرياضية السعودية، وزاد من حجم حضورها ومنافستها في الداخل والخارج، كما جعلها محل اهتمام الجميع ومحط أنظارهم.
وهنا يقف أبناء وشباب الوطن وقفة إجلال وتقدير للأعمال الكبيرة والمتواصلة التي يقدمها سموه الكريم لدعم قطاعي الشباب والرياضة بشكل عام، لأن الجميع يدرك أن ما يقوم به سموه من مبادرات وخطط الهدف منها وضع المملكة في مقدمة دول العالم، وبالفعل بدأ الوطن يجني ثمارها يانعة وسيجني المزيد خلال السنوات المقبلة بإذن الله.
تحظى الرياضة في المملكة العربية السعودية بجزء كبير من اهتمام القيادة، لأنها تراها عاملاً مهماً جداً ورئيساً في تحسين جودة الحياة لدى كافة فئات المجتمع وبمختلف الأعمار، ولكون الرياضة أحد أبرز مستهدفات رؤية 2030، التي ترمي إلى تحسين الرفاه البدني والاجتماعي وأساليب الحياة الصحية، وهي الرؤية أطلقها وتبناها سمو ولي العهد.
وتسعى برامج ومبادرات رؤية 2030 إلى تحقيق هذه الأهداف من خلال زيادة مستويات النشاط البدني بين السكان، وتحفيز الأفراد على العيش بأسلوب حياة أكثر صحة، وتعزيز مبادئ وقيم الرياضة.
ولا تتوقف الطموحات عند هذا الحد، بل يمتد الأثر المتوقع من نمو المجال الرياضي في المملكة إلى البيئة الاقتصادية التي تشهد تطورات غير مسبوقة، حيث تهدف السعودية إلى زيادة مساهمة قطاع الرياضة في الناتج المحلي الإجمالي من 1 % إلى 3 % بحلول عام 2030.
والمتابع للحركة الرياضية السعودية في الوقت الراهن يلحظ وبوضوح تام أن الرياضة باتت هدفاً رئيساً للمستثمرين الذين دخلوا في سباق وتنافس مثير للاستثمار في الأندية، فإن لم يكن ذلك بالتملك فسيكون بإبرام عقود إعلانية.
تنظيم واستضافات بنكهة عالمية
نجحت المملكة العربية السعودية في استضافة أكثر من 100 حدثٍ رياضيٍ دولي منذ عام 2018 في مختلف الرياضات في كرة القدم واليد وسباقات السيارات والدراجات والجولف والرياضات الإلكترونية والتنس والفروسية والملاكمة والمصارعة ورفع الأثقال وغيرها، كرّست من خلالها مكانتها كأحد أبرز الوجهات الرياضية العالمية.
لم تكن تلك الاستضافات كأي استضافة في بلدان أخرى، بل كانت حديث كل المشاركين من مختلف الجنسيات الذين أبهرهم حسن الاستقبال والضيافة وجودة المنشآت ونجاح المنافسات بكل نزاهة.
كل هذا جاء ترجمة مباشرة للدعم الكبير والهائل الذي تلقاه الرياضة من القيادة. من هذه الاستضافات على سبيل المثال لا الحصر:
- احتضنت المملكة بطولة الملك سلمان للشطرنج عام 2017 بمشاركة متنافسين من 70 دولة.
- تنظيم بطولة سباق الأبطال للسيارات التي جرت على ملعب الملك فهد الدولي في الرياض في الثاني من فبراير 2018م.
- تنظيم سباقات الفورمولا إي منذ عام 2018 وحتى الآن، إضافة إلى رالي داكار الدولي.
- ماراثون الرياض الدولي الذي نظمته وزارة الرياضة في جامعة الملك سعود لكافة الجنسيات والأعمار.
- نهائي كأس السوبر العالمي للملاكمة على كأس محمد علي كلاي في جدة عام 2018.
- مهرجان الدرعية للفروسية ونزال الدرعية للملاكمة وبطولة كأس الدرعية للتنس 2019.
- بطولة كأس العالم للأندية لكرة اليد “سوبر جلوب” في المنطقة الشرقية عام 2022 لأول مرة في تاريخ المملكة بمشاركة 10 فرق لأول مرة في تاريخ بطولات العالم.
- بطولة كأس العالم لكرة القدم للأندية في جدة 2023.
- نهائي بطولة العالم للملاكمة للوزن الثقيل «نزال البحر الأحمر» 2022.
- منافسات الجولة الأخيرة لنهائيات بطولة لونجين لأبطال قفز الحواجز 2022.
- كأس العالم للرياضات الإلكترونية في الرياض 2024.
- بطولتا كأس السوبر الإيطالية، وكأس السوبر الإسبانية، تفعيلاً لاتفاقية ستستمر عدة سنوات.
- نهائيات الجيل القادم للعبة التنس، وهي جزء من اتفاقية ممتدة لـ5 سنوات.
- نهائيات رابطة محترفات التنس في الرياض.
- «نزال المملكة» بين فيوري وأوسيك، و«الليلة اللاتينية»، و«دوري المقاتلين»... وغيرها من البطولات الخاصة بالملاكمة.
- دورة الألعاب السعودية بمشاركة آلاف الرياضيين والرياضيات.
- إقامة 6 نسخ حتى الآن من «كأس السعودية» للخيل، وهو أقوى وأضخم سباق على مستوى العالم.
- إقامة وتنظيم مهرجان ولي العهد للهجن الذي سجل أرقاماً قياسية في عدد الهجن المشاركة.
وفي الوقت الحالي بدأ العمل والاستعداد لاستضافة أكبر حدث كروي على مستوى العالم «مونديال 2034».
برنامج الابتعاث لبناء
جيل محترف من الصغر
في عام 2019م تم إطلاق «برنامج الابتعاث السعودي لتطوير مواهب كرة القدم».
وهو البرنامج الأول من نوعه على مستوى العالم، يتم من خلاله اختيار مجموعة من الشبان من أصحاب الموهبة الكروية وتكوين منتخبات منهم بحسب فئاتهم العمرية، ثم ابتعاثهم لدول أوروبية لتطوير وتنمية مواهبهم عن طريق الاحتكاك بالكرة الأوروبية، ليكونوا قادرين على تغذية المنتخبات السعودية، وكذلك إمكانية الانضمام للفرق الأوروبية.
كانت بداية البرنامج باختيار 21 موهوباً سعوديا «من أصل 40» ممن لم تتجاوز أعمار أحدهم 20 عاماً للتدريب مع فرق درجة الشباب بأندية إسبانية مع إمكانية منحهم فرصة المشاركة في المباريات الودية، وحضور دورات فنية خاصة باللاعبين على يد أمهر الأجهزة الفنية بالنادي الإسباني العريق إلى جانب حصول اللاعبين على حصص تعليمية في اللغة وتغطية نفقاتهم الخاصة بالسفر والتنقلات والرعاية الصحية والأوراق القانونية.
وبحسب التقارير الصادرة عن إدارة البرنامج فقد استفاد اللاعبون السعوديون كثيراً في تنمية مهاراتهم، بل إن بعضهم انضموا رسمياً لأندية أوروبية، وبعضهم عاد للعب في الأندية السعودية بعد أن باتوا أكثر نضجاً كروياً وفنياً.
قفزات هائلة ونقلة نوعية
ومع حلول الذكرى الثامنة لمبايعة الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - ولياً للعهد، يستذكر الشباب والرياضيون السعوديون القفزات الهائلة التي تشهدها الرياضة السعودية التي لم تكن لتحدث لولا الله ثم الدعم الكبير من سموه الكريم الذي قاد رياضة المملكة وقطاع الشباب نحو آفاق غير مسبوقة.
تمثل هذه المناسبة بداية لمرحلة مختلفة وتاريخية من تمكين الشباب ومنحه نوعاً آخر من الثقة نحو تحقيق طموحات قيادة لا ترضى إلا بمعانقة عنان السماء والوقوف في الصفوف الأولى من الأمم، فمنذ اليوم الأول لتوليه ولاية العهد كانت الرياضة أحد أبرز وأكبر اهتمامات سمو الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - لأنه يؤمن إيماناً تاماً بقيمة وأهمية تمكين قطاع الشباب والرياضة؛ باعتباره لاعباً مؤثراً في التنمية وأن يكون أحد مفاصل اقتصاد المملكة المتنوع الذي يضمن مستقبلاً مشرقاً للأجيال القادمة، علاوة على أن هذا القطاع يمكن أن يشكل واحدة من أهم أدوات القوة الناعمة للمملكة.
إنجازات تتوالى
إنجازات الرياضة السعودية متواصلة، وعلى الأصعدة والألعاب كافة، والرياضة السعودية ما زالت تبرهن حضورها القوي، وبريقها الأخّاذ.
المملكة العربية السعودية أصبحت قِبلة لكثير من المنافسات والمتنافسين، وباتت الكثير من البطولات والمنافسات تجد لها أرضًا رحبة، وتحظى بمتابعة واسعة، وجماهيرية كبيرة، ومنافسات رياضية مختلفة، وفي مسابقات متنوعة، كالمصارعة والملاكمة والشطرنج وسباقات السيارات والدراجات، وغيرها من الألعاب الجماعية والفردية.
إن ما يقدمه سمو ولي العهد للرياضة السعودية، ووقفاته المستمرة مع القائمين عليها، وحرصه الدائم على أن تكون الرياضة السعودية في القمة دائماً، قد أسهم في جعل المملكة محل جذب واهتمام من قبل المؤسسات الرياضية في الخارج، ومنها ما أعلن عنه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من توقيع اتفاقية شراكة عالمية مع شركة نيوم لتكون الشريك العالمي للاتحاد للأعوام الأربعة المقبلة، ومن المعروف أن نيوم مشروع عالمي عملاق وهو أحد مشاريع رؤية المملكة 2030. بالإضافة إلى استضافة المملكة لسباقات عالمية في السيارات مثل الفورمولا، الذي أقيمت آخر نسخة في مارس الماضي في حلبة كورنيش جدة، الحلبة المخصصة للسباق، حيث تم بناؤها على ساحل البحر الأحمر، لتقديم سباق الجائزة الكبرى بالمملكة العربية السعودية للمرة الأولى في ديسمبر 2021،. كما استضافت المملكة أجزاء من رالي داكار الدولي، دون إغفال الاتفاقية التاريخية التي وقعتها وزارة الرياضة لاستضافة مباريات السوبر الإسباني السوبر الإيطالي، وغيرها من المنافسات والأحداث الرياضية في كافة المناشط والألعاب.
ولأن اهتمام سمو ولي العهد بالرياضة جاء شاملاً ولم يقتصر على الألعاب فقط بل امتد إلى الفروسية والخيل، فقد دعم سموه سباقاً عالمياً للخيل تحت مسمى «كأس السعودية» وهو سباق دولي، يعد أغلى سباق للخيل في العالم، بجوائز تتجاوز 38 مليون دولار، يقام سنوياً في ميدان الملك عبدالعزيز للفروسية في العاصمة الرياض بمشاركة أبرز الخيل والمدربين والخيالة في العالم، ويضمّ سباقات كبرى ومنافسات تمهيدية على مسارات عشبية وترابية.
في النسخة الثالثة من كأس السعودية التي أقيمت عام 2022، دخل هذا السباق إلى قائمة موسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية، بوصفه أغلى سباق في العالم، حيث حطم كل الأرقام القياسية السابقة بجائزة مالية مقدارها آنذاك 20 مليون دولار قبل أن ترتفع قيمة الجائزة في النسخ التالية إلى أرقام غير مسبوقة.
وقد أقيمت النسخة السادسة منه قبل نحو شهر من الآن تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وبحضور سموه الكريم الذي توج سيسوما فوجيتا، مالك الجواد الياباني فوريفر يونغ بـ»كأس السعودية».
في الماضي القريب، وتحديداً قبل سنواتٍ قليلة جداً لم يكن أحد يفكر أو حتى يحلم بأنه سيأتي يوم من الأيام تنظم فيه المملكة العربية السعودية بطولة كأس العالم، وتجمع أعتى وأقوى وأشهر المنتخبات على أراضيها لتتنافس في ملاعبها.
لكن بالعزيمة والرغبة والإرادة والثقة وقبلها توفيق الله، نجحت المملكة في الفوز بحقوق استضافة المونديال الكبير بعد أن قدمت ملفاً كاملاً يتضمن خطة شاملة يتم فيها تسخير كافة الإمكانات والطاقات لتوفير تجربة رائعة وغير مسبوقة، حيث أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، يوم الأربعاء 11 ديسمبر 2024، فوز المملكة العربية السعودية باستضافة كأس العالم FIFA™? 2034، وذلك خلال اجتماع الجمعية العمومية الاستثنائية.
وكان لجهود ووقفة ومتابعة الأمير الشاب محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء دور في الفوز بشرف الاستضافة.
وفي هذا الصدد أكد سمو الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - أن رغبة المملكة في استضافة كأس العالم 2034 تعد انعكاسًا لما وصلت إليه - ولله الحمد - من نهضة شاملة على الأصعدة والمستويات كافة، الأمر الذي جعل منها مركزًا قياديًا وواجهة دولية لاستضافة أكبر وأهم الأحداث العالمية في مختلف المجالات، بما تملكه من مقومات اقتصادية وإرث حضاري وثقافي عظيم.
وأبان سموه أن الاستضافة تأتي تأكيدًا على الجهود الواضحة والكبيرة التي تقوم بها المملكة في نشر رسائل السلام والمحبة في العالم، والتي تعد الرياضة أحد أهم وأبرز أوجهها، كونها وسيلة مهمّة لالتقاء الشعوب بمختلف أعراقهم وتعدد ثقافاتهم، وهو ما دأبت المملكة على تحقيقه في مختلف المجالات، ومنها المجال الرياضي.
وتعد الرياضة رافدًا أساسيًا لنمو الاقتصاد وازدهاره، حيث تحرص المملكة على الاستثمار الأمثل في القطاع الرياضي من خلال العمل المستمر على تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، بما ينعكس على مستويات جودة الحياة لمواطني المملكة والمقيمين على أراضيها، وتوفير تجربة رائعة غير مسبوقة لعشّاق كرة القدم في العالم في عام 2034.
مهرجان ولي العهد للهجن
يدخل موسوعة جينيس
كما أن رياضة الهجن لقيت اهتماماً ودعماً كبيرين من سمو الأمير محمد بن سلمان الذي يرعى مهرجانا سنوياً يحمل اسمه «مهرجان ولي العهد للهجن».. هذه الرعاية الكريمة تجسد اهتمام سموه المستمر بالقطاع الرياضي، وحرصه على دعم مختلف الرياضات، ومنها سباقات الهجن العريقة سعياً نحو تنميتها وتطورها لما تمثله من أصالة وعراقة تاريخية لمملكتنا.
وبفضل من الله ونتيجة لهذا الدعم الكبير تسلم المهرجان شهادة موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية للمرة الرابعة، كأكبر مهرجان لرياضة الهجن في العالم، وذلك بتسجيله أكبر عدد مطايا مشاركة في سباقات الهجن بلغ 21637 مطية من 18 دولة تنتمي إلى 4 قارات.
المهرجان يتكون من مراحل عدة ولفئات معتمدة من الهجن، وتجاوزت قيمة جوائزه في النسخة المنقضية اكثر من 56 مليون ريال كواحدة من أكبر وأضخم الجوائز.
** **
tariq_aloboudi@