خيّم حزن على المجتمع السعودي يوم الأربعاء الخامس من شهر رمضان لعام 1446 هـ بغياب أحد وجهاء المجتمع السعودي ألا وهو الشيخ عبدالله الفصّام (أبو فهّاد) الذي عرف عنه بذل المعروف في سبل الخير من إعانة المحتاج وتفريج الكرب، وفتح بابه للقريب والبعيد من كرم وسخاء، ولذا كان رحيله عن هذه الحياة ثُلمة سُمع نحيبها في القنوات الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعية. وكأن لسان الشاعر يصف الشيخ الفصّام بقوله:
وجه عليه من الحياء سكينة
ومحبةٌ تجري مع الأنفاسِ
وإذا أحب اللهُ يوماَ عبدَه
ألقى عليهِ محبةَ الناس
عذوبة الخُلق الطيّب ودماثته تسري في شرايين الشيخ عبدالله بن فهاد الفصّام ومن ذلك حديثه مع أحد الأشخاص في الصحراء قائلاً له: وش هالساعة المباركة اللي شفناكم فيها نعزكم في المخيم والعلوم الزينة اللي تستاهلونها. أ.هـ. وكذلك قوله: إذا ما نحطّ بصمات خيرية وأعمال يقتدى بها وش الفايدة. أ.هـ
سجّل الشيخ عبدالله في دفتر أيامه وسنواته أدواراً جسّدت معنىً أصيلاً للنجاح، ولذا نحتاج إلى صفحات وساعات للحديث عن مآثره رحمه الله، ونذكر من أثره على سبيل المثال لا الحصر شكر الملك المفدى سلمان بن عبدالعزيز له وللقرموط لتبرعمهما بأراضيهما التي يملكونها لصالح كليتي الآداب والعلوم بوداي الدواسر.
كأنك لما متّ ماتت قبائل
أأنت امرؤ أم أنت جيشٌ مدجّج
وقد فاضت قريحة الشاعر عبدالله بن سعود آل عفيص الصخابرة وأنشد يقول في قصيدةٍ طويلةٍ موجهة للشيخ عبدالله الفصام نذكر منها:
سلام ياوجه الوفاء سلام يا عزّ الخوي
سلام ياللي فزعتك دايم تجمل لابتك
أنت الذخر وأنت الفخر وأنت العصابه والحزام
الله يرحم و يغفر ويبيح لأمً جابتك
جملتنا يابو الجمايل عند الأقصى والقريب
الذكر طيّب والأصل في طيبتك منابتك
طريت في بالي وقام القاف يدّحم
شيشه طنخة راسك الفايح على ذرابتك
يالوسم جعلك تاسم ديار الشلي وتعلّها
وتنحي على وادي السعد وتسيّله سحابتك
وكذلك أثنى الشاعر سحمي بن سعد بن هتيل المساعرة -رحمه الله- في الشيخ عبدالله الفصّام بقوله:
وبنى رايةَ عليا تغني بها الأعلام
مع أهل اليمن والشرق والغرب والشامي
وبنى طايل من زايل والبشر ما دام
يدوم النبا الطيّب وراعيه ما دامي
وله مع أهل الطالات وأهل المقام ازحام
ومع من سعى في اعتاق الأرقاب سوّامي
للشيخ عبدالله صلةٌ مع أصحاب السمو الملكي الأمراء وكذلك تواصل مع العلماء، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على مكانة الشيخ الفصّام رحمه الله، ووددتُ إرفاق بعض الصور ولعل هذا يكون في مساحة أوسع.
دخل الشيخ عبدالله الفصّام في مزاين الابل فكان أيقونة ورمزاً في هذا المجال للنُخب التي يمتلكها فقد حاز المركز الأول لسنواتٍ عديدة رحمه الله، وقد وَرِثَ حب الابل وامتلاكها أبناؤهُ من بعدهِ، صُلي عليه في جامع محمد العثمان بالخرج عصر يوم الخميس الموافق للسادس من رمضان لعام 1446هجري، نعته الصحف والمجلات رحمه الله، هذا ما أردتً الحديث عنه في هذه العجالة، إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
** **
- فهد الدهمش المسعري