مما لا شك فيه بأن منتخبنا الوطني لم يقدِّم المستوى المأمول منه في المباراتين الأوليين من مشاركته الخليجية الحالية، فخسر الأولى من المنتخب البحريني الشقيق وكسب الثانية بصعوبة على حساب المنتخب اليمني الشقيق، مما دفع الجميع من محبي الصقور الخضر من نقاد وجماهير إلى توجيه أسهم النقد إلى كل الأجهزة الفنية والإدارية للمنتخب واللاعبين الدوليين وتشكلت نوعية النقد في مسارين لا ثالث لهما، فالأول كان نقداً هادفاً يطالب بتصحيح الأخطاء لتجنب خروج كارثي من المنافسة على اللقب الخليجي ويضع الحلول المؤقتة لتفادي ذلك، ومسار آخر متعصب يستغل مثل هذه الظروف لترسيخ مفاهيمه المبنية على أوهام من نسج الخيال كنتاج لتداعيات التنافسية المحلية.
الصورة باتت واضحة للمعنيين في المنتخب الوطني ويستطيعون من خلالها التفرقة ما بين النقد الهادف والموضوعي والنقد الهدَّام المختبئ بعباءة الميول والتعصب الرياضي، والذي يجب محاربته على الأصعدة كافة.
أكتب هذه السطور قبل يوم من خوض منتخبنا الوطني لمباراته الأخيرة في دور المجموعات في دورة الخليج العربي 26 مع المنتخب العراقي الشقيق، والتي يحتاج فيها منتخبنا للتعادل على أقل تقدير للتأهل إلى دور الأربعة، متمنياً له التوفيق في تجاوز هذه المرحلة والذهاب بعيداً في البطولة، ومهما كانت النتيجة في هذه المباراة وما يليها من مباريات إذا توفَّق منتخبنا في التأهل، فيجب أن يقف الجميع مع المنتخب الوطني وأجهزته الفنية والإدارية لأن الهدف الأساسي، والأهم من هذه المشاركة هو تجهيز المنتخب لما تبقى من مباريات في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 ويبقى الفوز باللقب أمنية كل منتخب مشارك في هذا العرس الخليجي ومنها منتخبنا الوطني.
بالمختصر المفيد
- للأسف بعض البرامج الرياضية التي تبث عبر بعض القنوات الخليجية تستضيف نقاداً مخضرمين ولكن للأسف يشطح بعضهم في نقدهم المنتخبات الخليجية التي لا تقدِّم المستوى المأمول منها في هذه البطولة وفي تشخيصهم لحالة كل منتخب على حدة فيسقطون في طرحهم على كوادر إدارية تعمل بإخلاص وصمت ولاعبين محترفين يقدِّمون كل ما لديهم لمنتخبات أوطانهم وفق الظروف الفنية التي يعيشونها
- أحد الصحفيين الخليجيين المخضرمين ذكر على قناة رياضية خليجية أنه قابل المدرب السابق للمنتخب السعودي روبرتو مانشيني في أحد الفنادق في الدوحة خلال حفل توزيع جوائز الاتحاد الآسيوي للعام 2023 والتي توّج بها الكابتن سالم الدوسري بجائزة أفضل لاعب في آسيا للعام 2023 ، وبغض النظر عمَّا ذكره عن لقائه بمانشيني وما دار بينهما من حديث والذي نفاه مانشيني عبر حسابه الرسمي في منصة X إلا أنه أكد على أنه التقاه في العام 2024 علماً بأن حفل الاتحاد الآسيوي المشار إليه أُقيم في تاريخ 31 أكتوبر2023!
- أحد البرامج الرياضية الشهيرة المعنية بالكرة السعودية تستضيف إداريين سابقين في الأندية لديهم تعليقات وآراء غريبة، ومنها ما قاله أحدهم عن الهدف الثالث والحاسم الذي سجله عبدالله الحمدان في مرمى المنتخب اليمني الشقيق بأنه هدف سهل و(....) والذي أرى فيه إجحافاً بحق اللاعب وفي قراءته للعبة وتوقعه للكرة وتسديدها في المرمى قبل تشتيتها من الدفاع اليمني، والآخر ينتقد قائد المنتخب الوطني الكابتن سالم الدوسري في قيادته للمنتخب على الرغم من الإشادة التي يتلقاها سالم من المدرب رينارد في إصراره على المشاركة مع المنتخب في هذه البطولة رغم عدم الجاهزية الكاملة له إثر إصابته الأخيرة وتناغمه مع زملائه.
- ليس كل ناقد رياضي يستطيع تقييم حالة منتخب بلده من دون الوقوف على كل التفاصيل والجوانب المحيطة به، وليس كل رئيس ناد سابق يستطيع أن يقدِّم نفسه كناقد رياضي متمكِّن.
- لنكن خير داعمين لمنتخبنا الوطني بالنقد الصادق الهادف البنَّاء.
والله الموفِّق.
** **
- محمد المديفر
X: @mohdalimod