عبدالمحسن بن علي المطلق
من كليمات (مشاعر) صدرت من غير شاعر، قد أبين وأنا (أرقب بعيون الكثيرين) لفرح اختلط بزهو، ولا غرو .. فلم أستطع إلا بوحا من أمسك جماح نفسي، أو أتمالك عنان قلمي إلا حين سنحت ليحبّر عن شيء مما تجيش به المشاعر، وقد ازدانت تلك رؤى بعينيه فزاد ما هاج داخلي لأنثر عبير كلماته بل (كم يود المرء) - هذا لو ساعفت الودادة وهو يعيش هذه الباسقات من معطيات الوطن، والمقامات الغوالي من المناسبات وهي تترا بحمد ربي .. من أنه لو كان شاعر .
فـ(ينظم) ما لم يقدر نثر مشاعره إزاء جزئية مما لوطنه من حقوق.
إذ لا يتضعضع حبه بهذه الأحوال عدا من ضاعت اتجاهات - بوصلة - انتمائه !
وأنى لمثلي أن يكون من ذاك الفصيل الذي كل محب يفر منه فرار السليم من السقيم، فيارب سلم سلم -، كـ(ذلك) الذي تصدر.. فما الحال وهذه المناسبة؟ التي قمة عناوين الرياضة بالعالم قاطبة صدرت أعني الفوز بـ تنظيم «كأس العالم» للرياضة الأكثر شعبية على كافة المستويات الرياضية كرة القدم في دورتها الـ (25) المزمعة في العام الميلادي 2034م، وذلكم حسب ما جاء بخبر زُفّ لنا..
السعودية تفوز باستضافة كأس العالم 2034، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم - فيفا، فوز المملكة العربية السعودية رسمياً باستضافة كأس العالم 2034.
لماذا هي تعابيري في كلمات؟
لما قيل «عندما يتسع الفرح تضيق العبارات»، وكم ممن احتبست تعابيره لاكتظاظ المعاني في جوفه، حتى أنه قد يُزفر بـ ( ماذا أقول، وماذا أدع)؟
لكن ما لم تستطع لمّ كله، فلا أقل من بعضه... وها هي في نقاط /
لأقول شيئاً تحركت معه رفيف أفكاري وهذه التباشير.. وأخص انبهارها.
لتتفتق عنها جلائل ما أكتنزه لوطني.. الذي بالفعل «روحي وما ملكت يداي فداه»...
فـ.. كل يوم بلادي -والحمد لله- تفاخر الفخر، وتلامس بثراها الثريا أجل.. فها هي بأحد أمجاد عصرها تتزيا.
فالظفر باحتضان ما لا يتكرر إلا كل (أربع سنوات) ووفق معايير دولية، مرفودة بمتطلبات صارمة، أتى ذلكم- الفوز - للثقة بها قبل الاختيار، والذي (وحده) (شهادة).
فنالت ما طلبته بلادنا وبلا منافسة تذكر.
فحق لها أن تحتفي لهذا وأن تحتفل وبأصداء جلجلت ربوعها.
... لان كأس (العالم) يا عالم ذاك المبتغى الذي يسجل للفائز به (وارتباطه) بالبلد المضيف.. سواسية، فإن هذه - المناسبة - ليست كرة فقط!
بل إعلام منصب، ودعاية مغرقة الأبعاد، لما .. ستبقى في ذاكرة الكثيرين معلمة. وذاك ما يجعل النفير في التسابق للفوز به على أشده، فضلا عما يجعل من التصنيف (لوحده) كافياً.. أقصد بلا معايير تتغير، أو جراء مجاملة لأحد.. تقدم..
فالتفوق يحتاج إقداما فتقديماً، ثم تقدماً.
ولشرح تلكم.. فـ أنت بحاجة لـ (تقدم)، أي تبرز ما لديك، حتى لا تخلد في القمقم (المكنوز) مسجورا!
وكذلك (تقديم) ما تنبو بـ...
ثم.. فالأخيرة.. حين (تتقدم)، ولا تكتفي بعمل ما يعمل أندادك، وإلا فلم بزّ التفوق النجاح.. يا أهل الفلاح ؟
والحمد لله بلادنا خطت الأولى والثانية، وهاهي في نزال، بل سباق محموم لنوال الثالثة.. وبإذن(1) المولى تعالى - بلا مبالغة - بالغتها عما قريب، بالله أولاً .. ثم بسواعد أبنائها، فـ (ما لأحد منه)!
... هنا تذكرت لابن تيمية -رحمه الله- يوم قال (سننتصر)، وحين قيل له: (قل إن شاء الله) قال (إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً) ولا عجبا!، لأن من سار على الدرب وصل.
وبهذه ملمس لا يخفى (لمن جمع بين التوكل على الله، وبذل الأسباب).. في عدم الركون إلى التواكل، فالسماء تمطر ماء لتزرع، ولا تمطر ذهبا لتذرع، يا هذا.. لـ(تجمع)!!
وقد توقفت عند عنوان استشعرت به ما هو المناط بنا كمواطنين لنعين على الرفع من لبنات ذاك البناء، فاتخذت من العنوان (أهلا بالعالم.. في وطن حالم)، .. من صحيفة الجزيرة العدد 18819 وهو واحد يصدر ليومي الجمعة والسبت»، وهنا أجزم وبحوله تعالى انتظار قادم عطائه غانم لك يا بلادي.
ففي الأمس (وبهذه الفترة لم أبرح رجوع منبعي بريدة) ذهبت ليلة بلغنا الخبر عنوة لشارع البخاري - رحم الله إمام أهل الحديث.. والذي أمسى الشارع فارعاً ذائع الصيت وعلم الديار (أولاد علي)، بل ملفى، إن قد كان به موضع الاحتفاء بذاك النصر، فإذا بجيل واعد يعد من الآن حماسه، تلفى فرائدهم، لكأن/
في كفه شعلة تهدي وفي فمه
بشرى، وفي عينيه إصرار أقدار
مشعلا فتيل ما لديه من جهد يعد أنه سوف يقدمه كقلائد من جهده على صدر الوطن، والذي لطالما أعطاه ولم يضن، ولا حتى تمادى بالمواعيد التي لا تقر إلا على جديد.
فعلا هم جيل آت في ملامحه وعد يحمل إقداما.. وإصرارا.
فـ.. فننظر إليه كتتبعنا لبلادنا وهي ترتقي قدرا بين الدول.
.. وكذا مقاما بأفئدة أهلها الذين لا يساور شاكّ بمدى انتمائهم وحبهم الذي فيضه ليس له حدود، وكل الوفاء لقيادته.. التي (تسعى بلا كلل)، فلم تتبرم أو تمل..
وها نحن من ذاك نثمل.. فنكمل (مع) ما يقدمه وطننا الغالي.. الذي يفدى بكل نفيس وكم حضرني بيتان فيهما ما يدفعان ويرفعان ما للوطن الذي ليس له ثمن/
بلاد ألفناها على كل حالة
وقد يؤلف الشيء الذي ليس بالحسن
وتستعذب الأرض التي لا هواء بها
ولا ماؤها عذب.. ولكنها وطن
فيا هذا -.. الشاعر - لم تبق لمنتم عذراً، فكيف بنا و(وطننا) خصيب المرعى، وذا ربى منظره فتان.
فـ الغزل.. فيه (إن فتحت له بابا..) فلن يغلق، بل وحدث كما قيل عن البحر..
نعم، لكم أنت يا وطني (حبك) مغنى، ومشاعر من أعماقك بنا تنمو، لأنها من عذبك ترتوي.
ف زادك ربي خيراً، وحفظاً، ورعى قومك، وأزهى دنياك.
(1) ملاحظ / لأهل التحقيق تفريق بين إن شاء الله وبإذن الله، فالأولى عمل قدمته، وترجو من ربك نتاجه والأخيرة قادم ستعمله، فهو تحت (إذن الله انبلاج فجره - الذي لم يأت بعد -.