كيفية تعويد الناشئة على العبادة
* فضيلة الشيخ -أحسن الله إليكم-، هلَّا وجهتمونا كيف نعوِّد الناشئة على العبادة؟
- أولًا: تعويد الناشئة على العبادة يكون بالقدوة الصالحة، ولذا شُرعت النوافل في البيت، و»أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة» [البخاري: 731]؛ ليقتدي به هؤلاء الناشئة، مع أمرهم بها، واقتداؤهم به في فعلها، فإذا أراد أن يصلي قال: (انتبه إلى هذه الصلاة، وصلِّ معي)، كما صلى ابن عباس مع النبي -عليه الصلاة والسلام- قبل أن يُكلَّف، فأداره النبي -عليه الصلاة والسلام- من شماله إلى يمينه [البخاري: 117]، فوجَّهه بالقول والفعل، فبالقدوة الصالحة وبالأمر بلطفٍ ورفقٍ وتوجيهٍ مقبولٍ لا شك أنهم يحبون بواسطة ذلك العبادة، وينشؤون عليها.
وينشأُ ناشئُ الفتيانِ منَّا
على ما كانَ عوَّدهُ أبوهُ
فإن كان أبوه عوَّده على العبادة: عوَّده على الصلاة، عوَّده على الصيام، أعطاه أحيانًا بعض الأموال اليسيرة من فئة الريال -مثلًا- وقال: (إذا رأيتَ فقيرًا تصدَّق عليه)، أو قال: (أهدِ -أو أعطِ- إخوانك من هذه الريالات)، أو العكس، كل هذا مطلوب، وهذا فيه تمرين للناشئة. بخلاف ما إذا عوَّدهم على خلاف ذلك، فإنما ينشؤون على ما عُوِّدوا.
* * *
تقصير المرأة في قراءة القرآن لانشغالها بخدمة زوجها وأولادها
* أنا مقصِّرة جدًّا في قراءة وتلاوة القرآن، ومُنشغِلة عنه، ولا يوجد عندي وقت، فكلُّ وقتي يذهب في خدمة زوجي والأولاد، فبمَ تنصحونني؟ وإذا فاتت السُّنن الرواتب بعذر، فهل تُقضى؟
- أما بالنسبة لتلاوة القرآن؛ فإنها لا تعوق عن أيِّ عمل من أعمال الدنيا، أو أعمال الآخرة، فالمسلم إذا صلَّى صلاة الصبح، وجلس ينتظر طلوع الشمس -وليس لديه أيُّ عمل في هذا الوقت، إلَّا إن كان يريد النوم؛ فهذا حرمان-، فإذا جلس ينتظر الصبح، وقرأ وِرده وحزبه اليومي في هذا الوقت كفاه، فيقرأ أربعة أجزاء؛ ليقرأ القرآن في سبع، وهذا أمر ميسور لكل أحد، لكن الحرمان! وبعض الناس يرى أن قراءة القرآن على الفراغ، فإن تقدَّم إلى الصلاة قبل الإقامة بخمس دقائق، أو عشر دقائق قرأ، وإلَّا فلا، فتجده يمرُّ عليه اليوم واليومان والثلاثة ما فتح المصحف، فهذا محروم بلا شك، فإذا ضيَّع القرآن فماذا يبقى له؟!
وأما انشغالها في خدمة زوجها وأولادها؛ فهذه هي وظيفتها الطبيعيَّة الأصليَّة، فعليها أن تهتمَّ بها، لكن مع ذلك لا تنسى الدِّين الذي من أجله خُلقتْ.
(وإذا فاتت السُّنن الرواتب بعذر، فهل تُقضى؟)، نعم، إذا شُغل عنها الإنسان يقضيها في غير أوقات النهي، إلا راتبة الصبح القبليَّة، فإنه يقضيها بعد الصلاة.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-