مساء الثلاثاء الماضي أعادني حكم مباراة الشقيقين السد والهلال في دوري نخبة ابطال آسيا للموسم الحالي الكوري كيم يونغ هيوك إلى الوراء عقداً من الزمن وتحديداً للحكم الياباني الكارثي نيشيمورا الذي تسسبب بخسارة الهلال لهذه البطولة في موسم 2014 وذلك بتجاهله لأربع ضربات جزاء كانت مستحقة للهلال في مباراة الأياب مع سدني الأسترالي وهذا الحكم الكوري كيم كرر سناريو نيشيمورا مع وجود تقنية حكم الفديوالمساعد (الفار)! وكان من الواضح أنه حكم ضعيف الشخصية وعنيد، ارتكب أخطاء كارثية بعدم احتساب اربع ضربات جزاء مستحقة للهلال وكانت مؤثرة على نتيجة المباراة والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.
بعيداً عن نظرية المؤامرة التي لا أتبناها في هذه الحالة ولست من هواة تسويق هذا المصطلح في كافة مجالات الحياة، ، فكل ما حدث في هذه المباراة من أخطاء تحكيمية كارثية وضعف أداء الحكام الآسيويين بشكل عام في البطولات الآسيوية يفضي إلى وجود ضعف لدى لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي في أعداد الحكام واختيار من يكون مؤهلاً منهم في قائمة النخبة الآسيوية التي يفترض أنها تضم أفضل الحكام في القارة الآسيوية، فإذا كان الكوري كيم من حكام النخبة في آسيا فكيف حال منهم خارجها ،وهذا الضعف ليس وليد اليوم بل له عقود من الزمن، فلم يوفق الاتحاد الآسيوي في تشخيص مكامن الخلل في منظومة التحكيم الآسيوي وإصلاحها حتى لحظة كتابتي لهذه السطور..
حسناً.. إذا كنتم في الاتحاد الآسيوي تقتدون في الاتحاد الأوروبي في آلية تنظيم البطولات القارية كما هو واضح للعيان، فلماذا لا تحذون حذوهم في إعداد قضاة الملاعب الحكام وتعدونهم إعداداً جيداً يتناسب مع قوة دوري نخبة ابطال آسيا والذي تشارك فيه نخبة من نجوم القارات ويستحق أن يحظى بحكام على أعلى مستوى أو تستعينوا بحكام النخبة في أوروبا كخيار آخر متاح للاندية المشاركة لطلبهم ويتم خصم تكلفته من حقوق الأندية لدى الاتحاد الآسيوي او بأي طريقة أخرى.
كلمات أوجهها للمعنيين في الاتحاد الآسيوي من باب الحرص على نجاح البطولات الآسيوية التي بات التحكيم أضعف حلقة فيها، فهل يتغير الحال ونشاهد المباريات القادمة في كافة البطولات الآسيوية وقد خلت من الأخطاء التحكيمية الكارثية التي تنسف جهود المنتخبات الوطنية والأندية الآسيوية وتأثر على عدالة المنافسة.
بالمختصر المفيد
- بغض النظر عن حجم تضرر الهلال من أخطاء الحكم الكوري، ولكن لابد من التحقيق مع هذا الحكم لمعرفة أسباب إصراره على عدم الذهاب لمشاهدة الحالات التحكيمية الموصى بها من حكم الفديو المساعد، وحتى في المرة الوحيدة التي ذهب بها للمشاهدة كان قراره سلبياً عكس ما كان يتوقع الجميع، وكأنه قد اتخذ القرار قبل الذهاب للمشاهدة وأصر عليه.
- ما حدث للهلال من تضرر من التحكيم الآسيوي في العقد الأخير من الألفية الحالية لم يحدث لناد آخر في العالم، فعلى أقل تقدير الهلال خسر بطولة وفقد صدارة في المعترك الآسيوي بسب الأخطاء التحكيمية الكارثية.
- من المستغرب والمستنكر حدوث أخطاء تحكيمية كارثية في ظل وجود تقنية حكم الفديو المساعد (الفار)! ولكنها للأسف باتت تحدث كثيراً، فأين الخلل؟.
- إصدار البيانات من الآسيوي ومعاقبة الحكم الكوري لن تحل المشكلة ،وإنما وضع استراتيجية واضحة لتطوير حكام النخبة في آسيا والتعاون مع الاتحاد الأوروبي في تبادل الخبرات وجلب حكام النخبة الأوروبيين للتحكيم في البطولات الآسيوية هو الحل الوحيد المطلوب وغير ذلك ستكون مسكنات تنتهي بانتهاء صلاحيتها.
- تمنيات للبطولات الآسيوية بالنجاح من كافة الجوانب ،ولكن من الصعب نجاحها بشكل مميز في ظل وجود أخطاء تحكيمية كارثية فيها تؤثر على عدالة المنافسة.
والله الموفق.
** **
- محمد المديفر
X:@mohdalimod