سطام بن عبدالله آل سعد
ما يجري في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يتجاوز حدود الأخطاء العادية ليدخل في إطار خطط ممنهجة تستهدف الهلال، ومن خلاله الكرة السعودية بأكملها. فالهلال، الذي يُعتبر أيقونة الإنجازات الرياضية في المملكة، يجد نفسه في مواجهة قرارات تحكيمية مثيرة للجدل، تعكس عجزًا عن التعامل مع تفوقه، إن لم تكن جزءًا من أجندات أعمق.
إرث الظلم الآسيوي.. من فيلابان إلى بلان
منذ عهد الماليزي داتو بيتر فيلابان، الذي عُرف بنهجه الحاد ضد الهلال خلال فترة عمله كأمين عام للاتحاد الآسيوي، ظهرت ملامح سياسة تستهدف كبح طموحات الأندية السعودية. ورغم رحيله عن المنصب في 2007، فإن إرث تلك الحقبة ظل حاضرًا من خلال منظومة تحكيمية ضعيفة ومنحازة. من أبرز مظاهر هذا الإرث نهائي سيدني 2014، حيث تعرّض الهلال لظلم تحكيمي فادح بقيادة الحكم الياباني نيشمورا، مما أثار تساؤلات حول استمرار تأثير تلك السياسات المتحيزة التي أرسيت في عهد فيلابان.
عندما تولى هاني بلان رئاسة لجنة الحكام الآسيوية، بدا أن النهج نفسه استمر، ولكن بأساليب أكثر تعقيدًا. مباراة الهلال والسد الأخيرة، التي شهدت تجاهل أربع ركلات جزاء واضحة رغم وجود تقنية الفيديو (VAR)، كانت دليلًا واضحًا على استمرار هذه السياسات التي باتت أكثر تطورًا وإحكامًا.
التحكيم أداة لعرقلة التطور
في عالم كرة القدم، يُفترض أن يكون التحكيم عنصرًا محايدًا يضمن العدالة. لكن في آسيا، يبدو أن هذه القاعدة تُستثنى عندما يتعلق الأمر بالهلال. تقنية الفيديو، التي جلبت آمالًا جديدة لتقليل الأخطاء، تحولت إلى أداة تبرير للأخطاء التحكيمية بدلًا من تصحيحها. السؤال هنا: هل يُمكن أن تكون هذه الأخطاء مجرد عشوائية، أم أن هناك من يُحرك الخيوط خلف الكواليس؟.
استهداف الهلال استهداف رياضة الوطن
الهلال ليس مجرد نادٍ رياضي، بل هو سفير الكرة السعودية في القارة، ونجاحاته تعكس تقدم الرياضة في المملكة. عندما يُستهدف الهلال، فإن الرسالة واضحة: هناك من لا يُريد للرياضة السعودية أن تأخذ مكانتها المستحقة. فالقرارات التحكيمية التي عانى منها الهلال مرارًا هي محاولة لضرب الطموحات الوطنية التي تقودها السعودية على المستوى القاري والعالمي.
إنّ النجاح الذي حققته المملكة في تطوير الرياضة، سواء عبر استقطاب النجوم العالميين أو بناء بنية تحتية رياضية حديثة، يبدو أنه يثير حفيظة بعض القوى التقليدية في القارة التي اعتادت أن تحتكر المشهد. الهلال، كواجهة لهذه النهضة، يجد نفسه في مواجهة أزمات تحكيمية لا يمكن وصفها سوى بأنها مدروسة.
ما وراء الكواليس.. لعبة المصالح
القرارات التحكيمية المثيرة للجدل ليست سوى قمة الجبل الجليدي. فخلف هذه القرارات، تكمن شبكة من المصالح التي تستفيد من بقاء الأندية السعودية تحت الضغط. هذه المصالح قد تكون رياضية، اقتصادية، أو حتى سياسية.
الاتحاد الآسيوي، الذي يُفترض أن يكون ضامنًا للنزاهة، بات يثير شكوكًا حول مدى قدرته على الحفاظ على العدالة في منافساته.
هل التحكيم الآسيوي مجرد ضحية للضعف أم أنه جزء من لعبة أكبر؟ عندما تُكرر الأخطاء ضد طرف واحد فقط، فإن الإجابة تصبح واضحة.
خطوات للتحرك
لا يمكن للكرة السعودية أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الوضع. يجب على الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يتخذ خطوات جريئة، تبدأ بمطالبة الاتحاد الآسيوي بمراجعة منظومة التحكيم، وتصل إلى رفع الصوت عاليًا في المحافل الدولية. الصمت لن يؤدي إلا إلى تكرار الظلم. كما أن الأندية السعودية بحاجة إلى التكاتف للدفاع عن حقوقها.
الاستهداف الذي يعاني منه الهلال اليوم قد يُصيب الأهلي أو النصر غدًا. هذا ليس وقت التفرقة، وإنّما وقت العمل الموحد لحماية مستقبل الكرة السعودية.
رسالة
إذا كان الاتحاد الآسيوي يعتقد أن استهداف الهلال سيكبح طموحات الرياضة السعودية، فهو مخطئ تمامًا. فالهلال، الذي تجاوز كل العقبات، سيظل رمزًا للتحدي والإنجاز، وستواصل الرياضة السعودية مسيرتها نحو القمة بإرادة لا تنكسر.
العدالة ليست خيارًا بل حق، وستفرض نفسها مهما كانت المؤامرات والعوائق.