الأخضر بحلته الجديدة سيلتقي نظيره الأسترالي غداً في ملبورن ضمن منافسات الجولة الخامسة من تصفيات كأس العالم 2026 هذا اللقاء الذي يحمل عنوان (العودة)؛ عودة رينارد عودة النجوم السابقة مع الأخضر وعودة الروح الثقة والتوهج بإذن الله.
سعدت كثيرا بهذا التغيير أو (النيو لوك) للأخضر بعودة القدير هيرفي رينارد، المدرب الذي أدهش العالم مع الأخضر بالتصفيات وكأس العالم في قطر بفوزه على بطل العالم الارجنتين! رينارد نجح مع الأخضر لاعتبارات عدة فنية عناصرية ونفسية.. إلخ. طريقة رينارد وخططه التدريبية توافقت مع المنتخب السعودي وعناصره كونه يعمل باتجاهين فني ونفسي، فهو ليس مجرد مدرب، بل محفز وداعم ومبرمج نفسي.
رينارد سيقود المنتخب الجولتين 5-6 ضد استراليا وإندونيسيا خارج الوطن، لقاء استراليا بالذات من الصعوبة بمكان على رينارد ومجموعته المختارة لاعتبارات؛ أولها التاريخ يقف مع الكنغار بعدد حالات الفوز أكثر ضد منتخبنا بعدد فوز أقل وتعادل، مع أن التعادل إن حدث في ظل ظروف الأخضر الحالية فمقبول ومعقول، وان كنا نتأمل فوزا يعيد لنا الابتسامة المفقودة مع الراحل مانشيني.
المدرب للتو عائد، وكذلك المجموعة التي اختارها أغلبها من المستبعدين من قبل المدرب السابق، وكلا الطرفين بحاجة للوقت لاستعادة التركيز والتعافي والعودة لسابق المستوى وأفضل بإذن الله.
تشكيلة رينارد الحالية تضم أغلب نجوم الدوري السعودي اللاعبين الذين تعول عليهم الأندية، وليست بحاجة إلى لياقة بقدر ما هي بحاجة لإعادة الثقة والمستوى والتأقلم من جديد مع رينارد وخططه وأفكاره والمستوى والطريقة التي تعودوا عليها من قبل.
رينارد عاد و(نسف) عمل مانشيني مع الأخضر فنيا كفكر وطريقة وعناصريا كأدوات لعب مع التركيز على عامل الخبرة وتطعيمه بالشباب..
ثقتنا في رينارد كانت ومازالت كما هي لكن يجب أن نضع في الحسبان المتغيرات الجديدة، سواء عامل الزمن أو التعود؛ فأمامنا منتخب (شبه جديد) يحتاج إلى وقت لتتعود العناصر مع بعضها.
مؤسف أن تكون أول مباراة بعد الحلة الجديدة مع استراليا المنتخب القوي على أرضه، وكذلك إندونيسيا المتجدد، ثقتنا في رينارد وعمله الفني وجودة اختياراته والكيمياء الايجابية التي تجمعه بالاخضر وعناصره وجمهوره.. رينارد أعاد أوراقه الرابحة بدءا من العويس للبليهي للشمراني للفرج..إلخ، في ظل غياب القائد الحركي سالم الدوسري للإصابة، وفي غيابه يحضر الكابتن سلمان الفرج، وكلاهما يشعرني بالثقة كقائد فعلي لزملائه في الملعب وخارجه، بالذات موقعة ملبورن ضد الكنغارو الذي يشاركنا النقطة 5 ويحتاج للفوز بمحفزات أكبر، خاصة وأن المباراة على أرضه وبين جماهيره، وأيضا عامل الاستقرار فنيا وعناصريا عكس الأخضر الذي مر بسلسلة تغييرات وتطورات، لدينا عناصر تحتاج لأن تثبت نفسها من جديد لمانشيني والعالم، لدينا عناصر محترفة بالخارج تحتاج أيضا إثبات نفسها وجدارتها لكسب الثقة وتعزيز موقعها أكثر.. لدينا مهمة تأهل تحتاج لعمل وتضافر جهود من الجميع حتى لا ندخل حسابات معقدة.
أعيد، ربما لم يسعف الوقت رينارد لإيصال كل ما لديه للاعبين حاليا فنيا وخططيا، لكنني على قناعة بأنه سيعمل بالجانب النفسي والتحفيز المعنوي لحين يأخذ وقته لإيصال أفكاره الخططية والتنظيمية للاعبين.
خسارة سالم مع المنتخب ستكون بارزة ومؤثرة ما لم يشعر زملاؤه اللاعبون بالمسؤولية، ويكثفون جهودهم للعودة بالنقاط أو على الاقل نقطة ويكونون على قدر الثقة بهم، وهم الذين عادوا من جديد للواجهة ليكونوا أسلحة في معركة التصفيات وينتصروا لأنفسهم وكرامتهم ومنتخب بلادهم.
وهنا سؤال مهم: متى يتوقف المؤذون عن استخدام أسلحتهم غير الرياضية في إيقاع الأذى بالآخر وإيقافه بطرق لا أخلاقية ولا إنسانية؟!.
** **
- هيا الغامدي
@Haya_alghamdi