اصبح كل ما عليك فعله في عالم الإعلام الجديد هو صياغة الأجوبة بعيداً عن سياقها وقراءة/ سماع الأسئلة التي جاءت هذه الإجابات بناء عليها لتحصل على إثارة لا تمت للإثارة المحترمة بصلة؛ ليتم بعد ذلك نشر الجواب على نطاق واسع فيخرج بصورته النهائية كاقتباس صادم جداً من قبل بعض ( هوامير) برامج السوشيال ميديا ويبدو للمتابع وكأن هناك مشاكل عميقة داخل المنظومة او بين الأفراد فيها.
ثم يأتي الجزء الثاني عندما يستقبل بعض ضيوف البرامج التلفزيونية والذين قرأوا او شاهدوا مقاطع لهذا (المحتوى)ويعلقون عليه بانتقاد لاذع ليصبح التصريح حدثاً غير عادي بلا سبب حقيقي.
وحتى أوضح أكثر لما سبق إليك المثال التالي:
قال مدافع الهلال كوليبالي «أحب اللعب بجانب حسان تمبكتي»، في النسخة المشوهة من التصريح.
فيما قال فعلا «لم ألعب مع حسان تمبكتي كثيرًا ولكني أرتاح للعب مع حسان فهو لاعب مميز وهادئ وقوي وكذلك مع علي البليهي نحن ثلاثي نستطيع تشكيل ثنائيات جيدة وعلى استعداد دائمًا لخدمة الهلال» ( احمد العجلان/ تطبيق اكس) (علماً بان الزميل أحمد كان حاضراً للمؤتمر الصحفي) في المثال الأول ظهر كوليبالي لدى البعض بسبب اجتزاء التصريح وكأنه يرغب باللعب مع حسان تمبكتي وان هذا الأمر يريحه أكثر من اللعب مع علي البليهي وقد فهم البعض التصريح بهذا الشكل بالفعل فيما لا يحتاج المثال الثاني اي توضيح حول حقيقة ما صرح به كوليبالي تجاه زملائه في الفريق.
اصبح التثبت من كل ما يتم نشره على لسان أي طرف منتم لأي جهة رياضية أمراً لازماً قبل التحدث في التفاصيل، إذ يقل هنا الرد والنفي على ما يثار بين فترة وأخرى من قبل القائل - بسبب كثرة الاجتزاءات التي ستجعل صاحب التصريح يحتاج للتفرغ للرد على كل من يحرف سياق حديثه - وهذا بدوره سيشكّل رأياً عاماً لدى الجماهير على نسخ غير حقيقية من تصاريح كانت عادية وتحولت إلى محتوى «سامج».
** **
- عبدالعزيز العبيد