محمد العبدالوهاب
أسبوع كروي سعودي مثير، في الدوري وكاس الملك وأبطال آسيا (للنخبة) حفل بمواجهات عديدة من الندية والمتعة، تنبئ بواقع متغير وتحديات راهنة نحو البلوغ لمصاف الدوريات العالمية، كان عنوانها الأبرز - ديربي العاصمة - والتي عادةً لا يخضع للظروف المحيطة به سواء فنياً او نجومياً بل حتى من حيث مكانة كل منهما كانجازات وبطولات، فقد قدما أمسية جميلة ومباراة رائعة، حاول النصر فك عقدة الخسائر من غريمه الهلال وهذا ما أتضح جلياً بتسجيلة لهدف السبق منذ الدقائق الأولى وبضغط هجومي مستمر لأجل التعزيز دون جدوى لينتهى الشوط بهدف يتيم، لتنقلب الموازين تماماً بشوط المدربين (الثاني) وبات الأزرق الطرف الأفضل والمسيطر بشكل واضح وصريح بتهديده لمرمى الأصفر بهجمات عديدة غاب فيها التركيز مكتفياً بهدف التعديل لينتهي لقائهما بالتعادل بالمستوى والنتيجة، مواصلاً من خلالها الزعيم تربعه على الصدارة وعلى مدى 56 مباراة دون خسارة.
وبالجهة المقابلة كان لديربي الغربية موعد مرتقب من المتعة والتشويق شهدته (الجوهرة) من حضور جماهيري كبير، كرواية جميلة جديرة بالاهتمام ولفت الأنظار، وإن غابت المتعة والندية على أرض الملعب من الفريقين الكبيرين الأهلي والاتحاد، إلا أن بروز حراس المرمى خطفت نجومية المباراة، لينتهي اللقاء بفوز العميد المستحق ويؤكد من خلاله عزمه الأكيد بالمنافسة على اللقب بعد أن كسر الفارق لنقطة واحدة عن المتصدر.
* * *
امتداداً للحديث نفسه ومن حيث النخبة الآسيوية، واصل (الزعيم) القاري سطوته وسيطرته على صدارة دوري أبطال آسيا وبالعلامة الكاملة بعد فوزه الجدير على الاستقلال الإيراني في لقاء أشبه بالتتويج فكل ما فيه وعلى جنباته يشع باللون الأزرق أحتفاء بتأهله إلى دوري الثمانية (لغرب) آسيا، في المقابل واصل (الراقي) الآسيوي الأهلي المهمة نفسها بفوزه المبهر على الشرطة العراقي، اكل فيها الأخضر واليابس، وعلى خطى الزعيم يمشي راقياً نحو الدور الأهم، ويبقى ثالثهما النصر الذي خاض البارحة مواجهة ومن العيار التنافسي الثقيل امام العين الإماراتي الشقيق، وعينه ما بين الفوز والإلحاق برفقاء دربه لإكمال المشوار، وما بين دخوله مرحلة الحسابات المعقدة نحو تأهله، كل الأمنيات لفرقنا السعودية بأن تواصل إنجازاتها الخارجية والحفاظ على سجلاتها الذهبية الرائعة في استحققات رياضتنا الخارجية.
ومضات كروية
- خبر جميل ويدعو للتفاؤل تناقلته وسائل الإعلام، فحواها أن مدرب منتخبنا رينارد، يتابع رفاق رحلة المونديال العالمي السابق من اللاعبين الذين تألقوا تحت قيادته ليصنع معهم مجداً جديدا للمنتخب، بالإضافة إلى اكتشاف مواهب جديدة أخرى تساهم مع زملائهم اللاعبين في إعادة صياغة شخصية الأخضر الاعتبارية.. بالتوفيق للمنتخب.
- من إيجابيات تقليص قائمة الفرق إلى 15 لاعباً محليا، هي إعادة اكتشاف مواهب سبق وأن صنعت نجومية بفرقها، سواء بمن بقيت او وبمن تمت إعارتهم لفرق أخرى، فحارس الأهلي (الصبياني) ولاعب الشباب الحالي(مصعب الجوير) خير مثال، فعلى الرغم من تدرجهما بفرقهما ومنتخباتنا السنية - ناشئين وشبابا - إلا أنه لم تمنح لهم الفرصة الكاملة بمنتخبنا الأول.
- أثبتت فرقنا السعودية قوتها ومكانتها الفنية الفارقة عن غيرها ببطولة النخبة الآسيوية، بيد أن تصدر 3 فرق على المراكز الأربعة الأولى من دولة واحدة، تأكيد لتفوقها والتي (ربما) لم تحصل حتى على صعيد القارات الأخرى.
- يظل طاقم التحكيم (الأوروبي) هو الأجدر والأكفأ بقيادة كل المباريات المحلية والآسيوية، حتى وأن حصلت منه بعض الأخطاء فهي مقنعة ومنطقية فيما لو قيل أنها جزء من اللعبة. أتمنى أن يستفيد منهم طواقم التحكيم الكروي في العالم للارتقاء نحو تطويرهم ليسهموا في جمالية كرة القدم.
- رسالة لإعلامنا الرياضي، سواء لأساتذتي الكرام أو زملائي الأفاضل: أعلنوا موت التعصب البغيض، واستشعروا المسؤولية الملقاة على عاتقكم في الإسهام بنجاح المشروع الرياضي التاريخي الضخم من قيادتنا الحكيمة لكرتنا السعودية.. واستمتعوا بجماليته وانبذوا ضجيج من حولنا.
آخر المطاف
قالوا.. لا تجعل من قلبك جداريّة تحفر عليه آلامك وأنين حكايتك؛ لتورثه من خلفك وجعاً لا ذنب لهم فيه يتجرعون منه على مرّ الزمان.