لا يمكن الرقص على طاولة واحدة، ولا يمكن لك أن تجعل الخير والشر يجتمعان على طاولة واحدة، ولا يمكن لك أن تصنع مجداً من تاريخ لا وجود له، ولا يمكن لك أن تصنع زواجاً سعيداً بتنازلات طرف واحد ورمي الحمل على كاهله، ولا يمكن من خلال ذلك أن تكسب ود زوج وزوجة وتجعلهما يشعران بما فعلت فالشيء الذي لا يصلح استخدامه وهو منتهي الصلاحية لا يمكن إصلاحه مهما فعلت ومهما تنازلت ومهما تنازلت عن ثروتك وصحتك من أجله لن يكون نافعاً لا لك لا لغيرك.
ولا يمكن لك أن تسكن قلب وصاحبه يعشق المال وحبه وبحثه فقط عن المال لأن القلب لا يمكن أن يسكن فيه غير شيء واحد، وإذا كنت تعشق من يعشق المال والسلطة فأنت تضع قلبك في سراب وتجعل حياتك تكون كلها ألمًا وحزنًا وخسارة لمشاعرك التي لن تجد من يشاركك فيها ولن تجد معه سوى جفاف عاطفي يخترق حياتك ويتسلل إلى مشاعرك وكأنك أصبحت تشعر بأن في داخلك ضجر وألم وشوق لمشاعر الحب، ولكلمات الحب وتشعر من خلالها بأنك ما زلت تشعر بالحب، والعيش مع قلب لا يسكنه سوى الطمع والشره وبمثابة موت لمشاعر وحياة من هم في حياته، ولذلك أصعب شعور أن تعيش في وهم وتستيقظ منه وأنت تشعر بأن الحب والشوق والمودة لم تشعر بهم بل أنت عشت خسارة كبيرة من عمرك وهي لأنه كان في حياتك.
والشعور بأن جهلك له جعلك تقع ضحية له أو أنه جمع بينكما القدر لكي ترى كل شيء على حقيقته وتخرج من الوهم الذي كنت تعيش فيه، والشر والخير لا يمكن لهما أن يرقصا في مكان واحد، ولا يمكن لك أن تقتنع بأن الشر هو الذي لديه السلطة والقوة لأنك بذلك تجعل للشيطان سلطة على قلبك وعقلك.
ويمكن لك أن تثق وتؤمن بأن الخير مهما كانت الخسارة التي تجدها من خلاله فأنت بذلك تطبق ما أمر الله به وأنت بذلك تجعل ما يحبه الله هو أهم من مصالحك الخاصة وحتى حقوقك، ولا يمكن لك أن تثق بأن الشر هو رمز للشجاعة بل هو نكران الجميل وجعل حياتك لا يدخلها سوى من هم مثلك يجري في دمهم الشر وهو القانون الذي صنعوا من خلاله حياتهم، ولذلك يبقى الشيطان هو رمز الشر وذلك بسبب حبه وثقته بأن القوة فقط في الشر وليس في الخير.
ولذلك لا يمكن لك أن تقنع من يجري في دمه الشر بأن يتركه لأنه بذلك سيراك غبياً لا عقل لك، ولا يمكن الاعتماد عليك.