لعلك عزيزي القارئ تقرأ هذه المقالة فيما تبقى من هذا الشهر الكريم، تقبل الله صيامكم وأثابنا الله وإياكم بالقبول والمغفرة والرحمة ولوالدينا، ولا يفوتني أن أبارك لكم بقرب عيد الفطر متعكم الله ومن تحبون بالصحة وأنعم عليكم بالسعادة. في أحاديث متفرقة مع زملاء وأصدقاء ممن أتشارك معهم الاهتمام وتبادل وجهات النظر فيما يدور حولنا مما يمكن أن يكون محل نقاش مجد ومفيد...
لعلي أؤكد اتفاق الجميع أن البلد في حراك منظم ومدروس وناجح في ظل معطيات إقليمية ودولية تتطلب حصانة الوطن مما قد يكون أزمات تخلقها الأوضاع الدولية اتفق الجميع على أن رؤية 2030 التي يقودها سمو لي العهد بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين -حفظهما الله- وضعت المسارات الاقتصادية والتنموية على سكة القطار الصحيح بتنمية وتنوع مصادر الدخل من خلال تنظيم عمل القطاع الحكومي ودعم القطاع الخاص للمشاركة الحقيقية في الناتج المحلي، وظهر هذا الامتياز في برامج التحول الوطني وتنمية الاستثمار الأجنبي والرقي بصناعة السياحة وما يتواكب معها من المقومات. هذا التوافق تلقائي تفرضه نتائج الواقع فقد كان النقاش وتبادل الآراء على بعض النقاط الأخرى اختصر ما أراه ذو أهمية للطرح...
أول هذا النقاش تناول موضوع السعودية (التوطين) لكثير من المهن في سوق العمل والتي تعمل الأجهزة ذات العلاقة لتحقيق الهدف الذي تراه القيادة الرشيدة مما يحقق للمجتمع وللاقتصاد الأهداف المرسومة وفق رؤية 2030، ومن أهم هذه الأهداف هو القضاء على البطالة والتي أثمرت هذه السياسة إلى منهجية في التغلب على هذه المعضلة ذات التأثير الاجتماعي والاقتصادي، في نفس الوقت تفاوتت الآراء حول هذه النقطة وإن اتفقت الآراء إلى الحاجة أكثر إلى مزيد من الإجراءات الحازمة خاصة في القضية الموازية للتوطين ألاوهو التستر الذي لا يزال يضرب بأوتاده مفاصل الاقتصاد مما يتطلب إعادة النظر في إجراءات مكافحته حتى وإن أعيدت الأنظمة والقوانين المنظمة لسوق العمل (إقراراً بأن العنصر الأجنبي في كل المجتمعات يلعب دوراً هاماً في مسار التنمية الاقتصادية ولن تجد دولة قد تستغني عن الخبرات الأجنبية) لكن تجليس النظام وفق المعطيات هو أنجح وسيلة للقضاء على السلبيات والاستفادة من خبرات الآخرين.
ثانياً: الازدحام المروري وخاصة في المدن الرئيسية مثل الرياض وجده، وقد نشرت إحدى الدراسات أن من أكثر المدن العربية استهلاكاً للوقت سنوياً نتيجة الازدحام المروري الرياض حيث جاءت بالمركز الأول بما يقدر بـ 87 ساعة سنوياً وجدة في المركز الرابع بمعدل 40 ساعة سنوياً وذلك بسبب الازدحام في أوقات الذروة، ومع أن للمشكلة أسبابا إيجابية نتيجة الحراك الاقتصادي وزيادة النشاط التجاري مما يتطلب تحركات مستمرة إلا أن الوضع يحتاج إلى معالجات جذرية وليست هذه المشكلة ببعيدة عن نظر القيادة التي تعمل من خلال توجيه الجهات ذات العلاقة بالطرق وأنظمة السير لإيجاد الحلول المناسبة وخاصة في بيئة الطرق وتشغيل وسائل النقل العام. وكلمة خاصة لجهاز المرور (إقفال المداخل أو المخارج في بعض الطرق السريعة والرئيسية لا يحل المشكلة بل ينقلها من مكان إلى مكان آخر، ولعلي أنتهز هذه المساحة لأعيد ما سبق أن قدمته شخصياً ومباشراً لمدير مرور الرياض من اقتراحات تتعلق بتقاطع الدائري الشمالي مع طريق الأمير تركي الأول (مخرج 2) وكذلك تقاطع طريق الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد مع طريق الأمير تركي الأول، نظراً للكثافة حول هذه التقاطعات (وزارة الاستثمار، هيئة الاتصالات، قطاعات حكومية أخرى والمدينة الرقمية بما تضمه من قطاعات وشركات وجامعه الملك سعود، وأيضاً إغلاق أحد المسارات في هذا التقاطع وقت الذروة وتحوله إلى داخل الجامعة ليس الحل، فقد نقل الازدحام إلى داخل الجامعة وليس من المنصف تحمل منسوبيها وبعد عناء يوماً من العمل وزر ازدحام المنطقة.
وللرياضة نصيب من هذا الهم والاهتمام فقد تسلطت الآراء على مستويات المنتخب الوطني لكرة القدم والطموح في مستقبل مشاركاته القارية والدولية في ظل تأثير عناصر المنتخب بنطام تواجد 8 لاعبين أجانب في دوري المحترفين (ربما يكون العام القادم 10 أجانب) ومع الإقرار بأن هذا النظام ومن ضمن مشروع ناجح بالرقى بمستوى الدوري السعودي إلى المستوى العالمي وهو ما تحقق في كثير من جوانبه إلا أن تأثيره السلبي نوعاً ما أيضاً وضح على أداء عناصر المنتخب. والأمل بمسيري الرياضة دراسة ما يمكن تلافي أي سلبيات تؤثر على المنتخب من تواجد هذه الاعداد الأجنبية ضمن الأندية السعودية وربما احتواء العناصر الفعالة والمطلوبة للمنتخب في تكثيف دورات خاصة يراعى في أوقاتها الارتباطات والمسابقات المحلية.
قبل الختام..2024 عام الإبل، {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت} هذه الإشارة الإلهية يعكسها اهتمام وزارة الثقافة بهذه الإبل المرتبطة ثقافياً ووجدانياً وحضارياً بهذا المجتمع في ماضيه وحاضره ومستقبله كموروث مرتبط بإنسان هذه البلاد منذ الأزل تجسيداً للعلاقة الممزوجة بينها وبين إنسان الجزيرة مما خلق لها المكانة الرفيعة وبالقيمة الاقتصادية للإبل في منظومة الثروة الحيوانية وكوسيلة ذات يوم كانت إحدى الوسائل التي نقلت الحلم الذي تحقق على يد الموحد المغفور له الملك عبدالعزيز بتوحيد هذه البلاد المترامية الأطراف وحظيت الإبل في حياته -رحمه الله- على حب كبير ويشير منشور لحفيد المسؤول عن إبل الملك عبدالعزيز (ريمات) وهي من سلالة أصيلة بل من قربه وحبه من ذوده أن أسماه (العلي) من العلو وحبه لناقة منها أسماها (الدويلع) من الدلع... (رد الدويلع والعلي... خل الإمام يشوفها.
يوم المعارك تصطلي
صلف الهبوب يلوفها
سيفه على الخصم يغلي
ورداً العد بشفوفها
هذا الجهد لتكريم الإبل في أفراد هذا العام باسمها يضاف إلى اهتمام الدولة بها من خلال المناشط المتعددة التي يقوم بها نادي الإبل الذي يحظى باهتمام ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء المشرف العام على النادي ومهرجان الملك للإبل والفعاليات السنوية التي يقوم بها مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل.
في الختام صياماً مقبولاً وعيداً سعيداً.