حتى تكون قائداً مؤثراً وناجحاً، عليك أن تحقق التوازن الصحيح بين إدارة الموظفين وتحفيزهم، وبين التأكد من تحقيق أهداف الشركة والحفاظ على الإنتاجية، وهنا تحديدًا يظهر دور إستراتيجية «القيادة الموجهة إلى الأفراد»... ما هي تلك الإستراتيجية؟!
تركز تلك الإستراتيجية بشكل أساسي على الأفراد الذين يديرهم القائد، حيث تهتم بصورة جوهرية على احتياجاتهم ورغباتهم وتطلعاتهم الشخصية والمهنية، كما أنها تسعى لتعزيز التواصل الفعال والتعاون بين فريق العمل، أكثر من تركيزها على مجرد الوصول للأهداف الإستراتيجية التي تسعى لها المؤسسة.
من واقع خبرتي، شهدت بشكل مباشر الأثر القوي للاعتماد على إستراتيجية «القيادة الموجهة إلى الأفراد»، فاهتمامك بالموظفين وصحتهم النفسية ورضاهم عن بيئة العمل التي يعملون بها، وتقديرك لمجهوداتهم يعزز من شعورهم بالانتماء ورغبتهم في البقاء ضمن المجتمع الإيجابي الموجود في المؤسسة، كما ينعكس بشكل فوري على تطور الأداء المؤسسي بشكل متكامل.
كل ذلك يسهم بدوره في تقليل معدلات دوران الموظفين، كما يحسن من سمعة الشركة في سوق العمل، مما يشجع الموظف المتميز على الالتحاق بها، وبالتالي تطوير كفاءة فريقك بفعالية.
الآن، وبعدما ناقشنا فوائد تلك الاستراتيجية، كيف تتمكن من البدء في تطبيقها؟!
* تقرب من موظفيك:
واتبع سياسة «الباب المفتوح»، وخصص جزءًا من وقتك للتحدث مع كل فرد من أفراد الفريق، وحاول أن تستمع بشكل فعال لاحتياجاتهم ومتطلباتهم، واظهر تعاطفك معها، وابذل ما في وسعك لتحقيق تلك المتطلبات.
* كون بيئة عمل قائمة على التعاون والتواصل:
شجع على التواصل الفعال بينك وبين الموظفين، وبين الموظفين وبعضهم، وحثهم على التعبير عن آرائهم وأفكارهم بحرية، واشركهم في عملية اتخاذ القرارات، ما يزيد من شعورهم بأهميتهم للمؤسسة، ويعزز من شعورهم بالانتماء لها.
حاول أيضًا تعزيز التعاون بين الأفراد، وادمج خبراتهم ومهاراتهم المتنوعة سويًا بشكل يضيف قيمة حقيقية لهم وللمؤسسة بشكل متكامل.
* احتفل بالإنجازات:
أسعى دائمًا إلى تحفيز الموظفين الأكفاء، عبر الاحتفال بإنجازاتهم والإشارة لها ولتأثيرها على مستوى المؤسسة ككل، بالإضافة إلى تكريمهم ماديًا عليها إذا استطعت ذلك... فاتباع تلك السياسة يزيد من شعور هؤلاء الموظفين بالرضا والتقدير من ناحية، كما يحفز زملاءهم على تطوير أدائهم بصفة مستمرة للحصول على مكافأة مماثلة.
* وفر فرصًا للنمو:
واحد من بين أبرز عوامل تمكنك من تطبيق استراتيجية «القيادة الموجهة إلى الأفراد» يتمثل في قدرتك على التقييم المستمر لكل فرد في الفريق، وتحليل نقاط قوته وضعفه، ليكون دورك هنا أن تعزز من نموه المهني من خلال تقديم التدريب المناسب الذي يسهم في تطوير مهاراته وخبراته، وأن تعمل على توجيهه وتحفيزه بشكل مستمر لتحقيق أهدافه المهنية.
حاول أيضًا أن تتيح لكافة موظفيك فرصًا للترقي في وظيفتهم، وقم بوضع معايير تتمتع بالوضوح والشفافية لذلك، ما يعزز من شعورهم بأن العمل تحت قيادتك سيحقق لهم النمو المهني الذي يتطلعون له.
* اهتم بالصحة النفسية للموظفين:
واسعى لمساعدتهم على تحقيق التوازن بين حياتهم الشخصية والمهنية، من خلال توزيع المهام والمكافآت بشكل عادل بينهم، ووضع توقعات منطقية لكل منهم، وكذلك احترم حدودهم الشخصية وأوقات راحتهم.
* ادمج أهداف المؤسسة بقيم
وتطلعات الموظفين:
تأكد من أن رؤية شركتك وقيمها وأهدافها تتماشى مع القيم الشخصية لموظفيك وتطلعاتهم المهنية، ما يسهم في تمكنك من بناء فريق متماسك يسعى لتحقيق تلك الأهداف المشتركة بشكل فعال.
في النهاية، يجب أن تدرك أن تطبيق استراتيجية «القيادة الموجهة إلى الأفراد» أمر لا يحدث بين ليلة وضحاها، ولكنه يحتاج منك أن تكون ملتزمًا وصبورًا في تطبيق كافة العناصر السابقة، حتى تتمكن من الوصول بشركتك إلى النمو المستدام الذي تسعى له.