خرجت لنا في الأيام القريبة الماضية تلك الأخبار التي تفيد بإعادة تشكيل لجنة توثيق البطولات وماصاحبها من ردود فعل جماهيرية وإعلامية حيال هذا القرار، شخصياً لم أتفاجأ بهذا الخبر إطلاقاً بل إني أتفاجأ ممن يتفاجأ لأن من يتابع هذا المشروع منذ بدايته يعلم بأن الاتحاد السعودي بنى هذا المشروع بأيدٍ مرتعشة وخطوة الاستعانة بالاتحاد الدولي FIFA ماهي إلا محاولة للاختباء خلف هذا الكيان من أي ردة فعل بالدرجة الأولى قبل الاستفادة من إمكانياتهم وخبراتهم، لايعنيني الآن من هو الأول في عدد البطولات والأخير وماهي البطولات المحتسبة وردة فعل النادي الفلاني أو الجمهور أو الإعلام المنتمي لهذا النادي أو ذاك، مايهمني في المقام الأول هو صورة الاتحاد السعودي في كل مايخص مشروع توثيق البطولات من قرارات وتصريحات أظهرت لنا تردد هذا الاتحاد كثيراً لاتخاذ هذه الخطوة، وفي ظني أنه لولا الضغط الإعلامي الكبير الذي مورس على رئيس الاتحاد السعودي والأمين العام لن يُقام هذا المشروع وسيبقى هذا الإرث حبيس الأدراج وستستمر رحلة المزايدات بين الأندية، المزعج في الأمر أن مشروعاً كهذا كفيل بأن أظهر لنا شخصية مرتجفة للاتحاد وماسبب إعادة تشكيل فريق العمل للجنة إلا أكبر دليل على ذلك، هل يرضيكم حراج البطولات الحاصل لدينا؟ كيف من المقبول لدى أي جهة أن تقبل بهذا السبب لإلغاء اللجنة؟ ماذا يعني أن يتم تغيير ممثلي الأندية وحسب ماخرجت من أخبار لأنه تم اختيارها من الإدارات السابقة؟ إذن إن صحت الراوية بأن رؤساء أندية الصندوق تم تكليفهم لموسم واحد فقط في حال تم انتخاب رؤساء آخرين سيحق لهم تكرار نفس الطلب وسنستمر في نفس الدائرة، وبهذا المنطق يجوز لأي رئيس نادٍ يتقلد هذا المنصب في أي نادٍ أن يقوم بإلغاء مايراه من التزامات وتعاقدات أبرمتها الإدارة السابقة بحجة أنه رئيس جديد ولايرغب بهذا كما حصل في لجنة التوثيق.
إن استمر الاتحاد بهذا التردد والخوف من ردود الفعل ومحاولة مد جسور السلام لهذا الموضوع فنصيحتي له أن يخرج من هذا الموضوع تماماً ويعلن تسليمه لفريق عمل أو شركة وهذا أفضل له للحفاظ على هيبته بدلاً من الاختباء خلف الفيفا أو اقتناص الفرصة لإطالة أمد هذه اللجنة، فالإعلام لن ينسى والجمهور لن يرحم والأهم من هذا وذاك رياضتنا بحاجة إلى توثيق حقيقي منذ زمن بعيد ومهما قلتم من تصريحات دبلوماسية ومحاولة كسب الجمهور والإعلام فأود القول إن هذا المشروع بمثابة الدخول في عش الدبابير، لذا مهما كانت النتائج لن ترضون الكل فلا تضيعوا الوقت على أنفسكم والأندية بمحاولة الخروج بأفضل تصريح لإرضاء أحد فلن تبلغوا هذا الشرف، وإن أعيتكم المواجهة فاستنجدوا بوزارة الرياضة لعلها تحمل هذا الملف وبالتأكيد ستكون أقوى من الاتحاد ولن تحرص على أن ترضيني أو ترضي غيري كما أنتم فاعلون.
رسالتي: إحدى صور هذا الارتعاش إشراك الأندية في هذه اللجنة، برأيي أنه من المفترض أن لايتجاوز دور الأندية تزويد اللجنة بالوثائق والمستندات فقط، إشراكها في مشروع كهذا هدفه محاولة كسب الرضا أكثر منه شيء آخر، هذا المشروع سيستمر وسيطول أكثر من اللازم.. لماذا؟ لأن (المرجع خايف).
** **
- محمد العويفير
@owiffeer